قصه قديمه حصلت بين الأميرين ابن قطنان السبيعي ومبارك بن مهرس الحارثي
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إن الجيرة عند قبائل العرب لها مكانة عظيمة لا يضاهيها مكانة فقد كان العرب يحرصون على جارهم أشد الحرص ويقدمونه على أنفسهم في كل شيئ من باب الشيمة والتكريم بل كانوا يقدمون أرواحهم في سبيل الدفاع عنه إذا اعتدي عليه لأنهم يعدونه منهم ولا يقبلون له الذل والمهانة مهما كانت الظروف , وإكرام الجار من الصفات الحميدة التي أقرها الإسلام وحث عليها . وقصص الجيرة الحسنة عند العرب كثيرة ومنها نذكر على سبيل المثال هذه القصة التي حصلت بين الأمير / مبارك بن مهرس أمير قبيلة الشدادين من بني الحارث والأمير / سعد بن قطنان السبيعي من أمراء وفرسان المراغين من قبيلة سبيع حيث تجاورت القبيلتين في إحدى السنين وكانوا على طيب ونقاء ووفاء ووفاق وهذا ليس غريباً على قبيلة سبيع الغلباء فهم أهل الجوار الحسن والوفاء بالذمم والعلوم الغانمة . وعندما رحل الشدادين وفارقوا جيرانهم السبعان بعد مدة قضوها على نقاء وطيب معشر قال : الأمير / سعد بن قطنان السبيعي هذه القصيدة في جاره الأمير / مبارك بن مهرس (( أبو سعد )) وربعه مبيناً ما تتميز به القبيلتين من الخصال الطيبة ويقول فيها :




وا جـاري اللـي كـل يـوم ٍ جـديـدي
ولا كثّـر حسوفـه علـى فايـت ٍ فـات
راعـي دلال ٍ مـا شغلـهـا الزهـيـدي
ونجر ٍ لأهل عوص النضا يرمي الأصوات
أبـو سعـد حامـي عـقـاب البلـيـدي
زبـن القحـوم الجاذيـه فـي المثـارات
خيّـال شـول ٍ مـا يكفـكـف رديــدي
وإليا اعتزى من دونهـا راحـوا اشتـات
يـا ربعنـا شـوف الشـداديـن عـيـدي
وظعونهم لأقفـت يجـي القلـب حسّـات
ويـا طـي قلـبـي طيّـهـم للشـديـدي
والبيـض فـي غبطانـهـن امخبـيّـات
يـبـون بــرّاق ٍ مـزونـه بـعـيـدي
يرعونهـا فـي شـف لقـح ٍ وخلـفـات
ولهـم علـى النقيـان رسـم ووعيـدي
وميرادهـم عــد ٍ هضـابـه منيـفـات
وأنـا مـع الغلبـاء كـعـام الضـديـدي
نتـبـع مشاهيـنـا بلـيـا خـســارات
علـى النقـاء الوضّـاح والله شهـيـدي
وكـل ٍ يبـا يلقـى حسابـه إليـا مـات
ودقلاتـنـا منـهـا يلـيـن الـحـديـدي
مثل النهار اللـي غطـى خشـم أبانـات
ياليـت قلبـي مـن همـومـه يهـيـدي
ويـا مرحبـا يـا دبـرة الله ليـا جـات


والسلام عليكم

قصة حلووووووووة