بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب أسعد امرأة في العالم

درة اخرى من دُرر الشيخ الدكتور عائض القرني, أحببت أن تسعدوا بالإبحار فيها و اقتنائها


لتحميل الكتاب اضغط بالزر الايمن هنا و اختر حفظ الهدف باسم

قراءة في الكتاب :

(أسعد امرأة في العالم) كتاب جميل ومفيد، ويقع الكتاب في (188) ورقة من القطع المتوسط، وقد لقي عناية واهتمامًا لاسيما بشكله ولونه ورسمه وخطوطه، ولا تسل عن خطرات المعاني الشاعرية الشفافة المرسومة للفظة (السعادة) على غلاف الكتاب.

قال المؤلف في مقدمة كتابه "هذا كتاب يُناشد المرأة أن تسعد بدينها، وتفرح بفضل الله عليها، إنه بسمة أمل، ونسيم رجاء، وإشراقة بشرى، لكل من ضاق صدرها، وكثر همها، وزاد غمها،... اقرئي هذا الكتاب، ففيه الآية المحكمةُ، والحديث الصادق، وقد جعلته كنزًا يحوي حُليًا زاهيًا تتجملين به، فيه من بريق الحُسن، ولمعان الجمال، وسناء الحق، ما يفوق وميض الذهب، وإغراء الغضبة، وسميت فصوله بأسماء الحلُي من سبائك وعقود وفرائد ومرجان.. فإذا كان هذا الكتاب عندك فلا عليك من كل زخرف دنيوي، وزينة جوفاء، فتحلي بهذه الحلية، والبســــيها في مهرجان الحياة، لتكوني -إن شاء الله- "أسعد امرأة في العالم". "سيري على بركة الله، فأنت السعيدة بما عندك من دين وهدى وبما لديك من عقيدة وميراث". هذه عزيزي القارئ كلمات قصيرة اقتطفتها لك من ثنايا مقدمة الكتاب، وإذا أردت المزيد فما عليك إلا الإبحار فيه على أن تكون فيه ذلك الغوّاص الماهر الذي يعرف كيف تجمع الصدفات؟ ومن هذه الجواهر النفيسة ماورد تحت عنوان اللؤلؤة الثانية: هؤلاء ليسوا في سعادة "إن بعض الفقيرات الساكنات في بيوت الأكواخ والطين أسعدُ حالاً من أولئك الذين ينامون على ريش النعام، لأن الفقيرة المؤمنة أسعد حالاً من المنحرفة"، هذه اللؤلؤة في فحوى أبيات الشاعرة ميسون بنت بحدل زوج الخليفة معاوية ابن أبي سفيان -رضي الله عنه- وأم ابنه (يزيد)، ولأحد العلماء المشهورين قولة حول هذا المعنى وهي: "لو يعلم الملوك ما نحن فيه من النعم لجالدونا عليه بالسيوف"، كما تحكي كتب التراجم المشهورة نقلاً عن تـلامذة شــــيخ الإســـلام ابن تيمية -رحمه الله- أن أعداءه كانوا يدبرون له التهم لسجنه فكان يدخل السجن ولا ينقص هذا من طمأنينة قلبه وسكينة نفسه وانشراح صدره وسعادة روحه شيئاً، بل إن أعظم مؤلفاته كتبها في سجنه؛ فالسعادة سعادة القلب، والحزن حزن القلب، وفي السبيكة الثامنة: لا تمزقي قلبك بيديك، يقول الشــــيخ القرني: "واعلمي أن الله -عز وجل- عنده مفاتح الغيب، وهو الذي يفرّج الهم والغم، فألحي عليه بالدعاء وكرري هذا الدعاء دائمًا وأبدًا: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزَن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من البخل والجبن، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال".






***

إن هذا الكتاب يُعد ميلادًا لأسلوب جديد يسير فيه الواعظون والموجهون والمربون على خُطى دعوية جديدة، ولكن بأسلوب تربوي مهذب، ويسير وفق منهجية إسلامية، ويعاضد خطوه وخطاه. إن الكتاب مملوء بالأحداث الواقعية التي تملأ القلب عظة، والنفس عبرة، والوجدان خشية، والأحاسيس تأثرًا ويستقي الكتاب توصياته من مشكاة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة جاء تحت (باقة الورد)، (الوردة الثانية)، (وأعطي المحتاجين تُشافى)، إشارة إلى حديثه صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقات». وفي (الوردة التاسعة): "اطفئي نار الحقد من صدرك بعفو عام عن كل من أساء لكِ من الناس"، إشارة إلى قوله تعالى في محكم تنزيله: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}، وبين صفحاته دروس إسلامية وعظية تربوية صادقة ترسم طرق النجاح، وسبل الفلاح، بعقلانية، ومنطقية، وإنسيابية، ومن أمثلة ذلك:


- أبعدي عن تفكيرك كل وضعية يائسة وانسي وجودها، وركّزي على النجاح، عندها لا يمكن أن تخفقي.

- لا تُفضي بمتاعبك إلا لأولئك الذين يساعدونك بتفكيرهم وكلامهم الذي يجلب السعادة.

- إن السعادة موجدوة فيك، ولهذا يجب أن توجهي جهودك إلى نفسك.


أما عن أسلوب المؤلف الفاضل في كتابه هذا؛ فهو أسلوب وعظي جميل مؤثر غير متكلف خارج من القلب وواقع فيه,







منقول بتصرف من المجلة العربية