منتديات القبابنة

مرحبا فيكم أخواني الأعضاء
وأخواتي الحبيبات
سبق وأن وعدتكم بأن مشاركاتي سوف ترى النور بعد العيد السعيد
وأنا اليوم أعود لكم لمشاركتكم من خلال هذا المنتدى الجميل بهذه المشاركة المتواضعة والتي حصلت عليها من أختي
وفاء العبدالله حيث تقول :ـ
أغمضت عيني بدون كرى بعد أن توعدت الجدة إن أنا لم أنم لن تأخذني معها لصلاة العيدة وبالحقيقة كنت أنتظر
متى يؤذن الفجر وتقلبت يمنة ويسرة بجوار جدتي وكنت أظنها نائمة وأنا أهمس ياسلام بكرة العيد فما كان منها
إلا أن همست بحزم ( ورا ما تركدين وتنامين ) وإلا أذهب لوحدي لمصلى العيد غداً ؟
رغم أنني أعلم بأن قلب جدتي رقيق وطيب ولكني قيدت نفسي وكتمت أنفاسي وكان نومي إغفاءات في أحدها
فتحت عيني على صوت جدتي تفترش سجادتها كنت أظن أن الفجر أذن وهي الآن تصلي الفجر ولكني أيقنت بعدها
أنها تصلي التهجد كعادتها وكانت تدعو بنبرات مليئة بالعبرات على فراق رمضان وتدعو الله أن يلحقها رمضان القادم
وكنت أتساءل لماذا تتأسى على ذهاب رمضان والعيد البهيج غداً كنت أتعجب فأنا لا أرى دموع جدتي إلا نادراً وفي
هذه المواضع بالذات رحمها الله فهمت سرهم الآن كانوا يعيشون رمضان بروحه ويعلمون أن الرحلة قاربت نهايتها
ويريدون التزود قبل الرحيل
أغمضت عيتي ولا أعلم كيف غفوت ولكن صحوت على أنامل جدتي الناعمة وهي تهمس استيقظي إنه العيد قالتها
بطرافة قفزت هلعاً لا يفوت العيد فهمست ( بسم الله عليك ) وقفزت لـ ألبس ولكن جدتي قالت الوضوء أولاً ثم صلاة
الفجر ثم اللبس واتجهت لوالدتي لتضفر لي شعري ولكنها مشغولة في إعداد عيد الحارة ( جريش وقرصان ) ولكن بعد
أن ترجيتها قامت بتضفير ضفيرة وتركت الأخرى لتعد القهوة وبعد استعطاف آخر ضفرت الأخرى وأنهيت استعدادي
للعيد وتقافزنا بفرح ونحن نرى الوالد يخرج مرتدياً البشت والوالدة تقبل بالبخور لتطيبه وقبلنا رأس الوالد بحفاوة بالغة
منتظرين العيدية بفارغ الصبر ثم توجهنا لمصلى العيد أطفال فرحون ونساء مبتهجات يوزعن الرطب على الكبار والحلوى
والقروش على الصغار انتهت صلاة العيد وباركنا للوالد والوالدة تسبقهم الجدة ثم توجهنا لمنزل خالة الجميع والعم الأكبر
حيث يلتم شمل العائلة في ذاك المنزلبباحته الكبيرة وحان موعد تناول طعام العيد واجتمعت النساء وكان الجميع صغار
وكبار يفرش ويقلط ووضعت التباسي المليئة بالرز واللحم وبوادي الجريش وانتهينا بعد أن كان الأكل ممتعاً وقام الجميع
بحمل ماتبقى واجتمعت النسوة في المطبخ تلك تغسل والأخرى تشطف وهذه تعد الشاي في أباريق الغضار الخضراء والحمراء واجتمعنا على الشاي ومكسرات مكونة من القريض والفصفص وحب القرع ولا معدة تعبانة ولا قولوناً متأزم
فالقلوب نستريحة والصدور مسترخية وبعد العصر أحضرن الفاكهة في تباسي غضار وتحلقنا حولها يثرثر الكبار وتضحك
النساء وينصت الجميع عندما تتحدث الجدات ببساطة كما اجتمعوا ببساطة يجتمعون على الحب حتى لو اختلفوا خلافات
لا تتعدى السطح ويفترقون بحب عيد أصيل
أما عيدنا الآن فتغلق البيوت الفخمة والقصور الواسعة خوفاً من فساد أثاثها فلقد دفعوا فيها دم قلوبهم هل يجتمعون فيها
الأقارب لا ما يصلح
ويستأجرون الإستراحات وترص البوفيهات لا وأزيدكم من الشعر بيت تقاطوا كي نعيدكم لأن العيد أصبح عبئأً مادام أنني
سأحضر طقاقات وأمد البوفيهات التي لا يؤكل ربع ما يعرض فيها ومادام أنني سأحضر رتلاً من الصبابات المطقمات بالحزام الذهبي والشيلة المنيخل ومادام أنني سأحضر صواني الشيوكلاته من .....والتمريات من .......والموالح من ......
والأدهى أنني سأدور أسبوعاً في رمضان أبحث عن فستان يواجه وحذاء ماركة وكأن الدواليب فاضية وأقول لكم ليه سيجتمع
الشمل بعد العاشرة مساء ( عرس ما صار عيد ) ويدخل البعض وكأنه في موكب واثق الخطوة يمشي ملكاً ونجلس على
الكراسي وكأننا مبخخون بنشا وكل ثلاث يتحدثن بمفردهن ونشرب فنجان قهوة وبعد الشاي ( الله يحييكم ) على البوفيه
وأنعم الله عليكم ونتسابق للعباءات ونركب السيارات ونتنفس الصعداء ( ياه هم وانزاح )
سنة من سنها أساء ولم يحسن ننوم أطفالنا ما طعم هذا العيد بلا أطفال وهل سينتظرون منتصف الليل ليحتفلوا بالعيد مالنا
وللبوفيهات فنحن من فضل الله ممتلئوا العيون والبطون من فضل الكريم علينا في هذا البلد دعونا نتحلق على تباسي سليق
ودجاج وأباريق شاي غضار بلا تمريات وموالح وبجلابيات بسيطة وأحذية أبسط وأنفس أخف نحن شبعانون طعاماً وتكلفاً
ونموت جوعاً على البساطة والضحكة اللي من القلب يرحمك الله ياجدتيوخالتي غابت عقولكم الراجحة ونفوسكم الأصيلة
وما بقى غير العيد المزيف هل نتمرد أود أن يعيش أبنائي مثل ماعشت أنه مخزون هائل من الذكريات العذبة التي تثري
قلبي وروحي وعقلي أتمنى أن يعيشها مع بنات العم والعمات برفقة صغارنا بعد أن كبرنا وأصبح لنا صغار بذات البساطة
قلوبنا لم تتغير ولكنها صدئت هل يعيدها تبسي السليق وأبريق الغضار ولكني قررت التمرد لعلي أحظى بعيد آخر أقل تزييفاً
وعيدكم مبارك وأن شاء الله من الفايزين الغانمين