نهائي كأس مصر ... الأهلي يُسقط الزمالك في مباراة ماراثونية أسطورية لا تنسى
لاعبو الأهلي يحتفلون بالإنجاز. (أ ف ب)
احتفظ الأهلي بلقبه بطلاً لكأس مصر لكرة القدم للعام الثاني على التوالي، وللمرة الخامسة والثلاثين في تاريخه، وأضاف الإنجاز الجديد إلى بطولة الدوري المحلي والسوبر المحلية ودوري أبطال أفريقيا وكأس السوبر الأفريقية، ليجمع كل الألقاب القارية والمحلية لعامين متتاليين في حدث نادر.
جاء الفوز لحامل اللقب ببالغ الصعوبة، في المباراة النهائية للكأس مساء أول من أمس في ملعب القاهرة الدولي، المكتظ بأكثر من سبعين ألف متفرج، وتحت قيادة اسبانية للحكم الفونسو بيريز، وتأخر الأهلي ثلاث مرات عبر الشوطين الأساسيين والشوط الإضافي الأول من المباراة، لكنه عاد في كل مرة بشجاعة وتعادل ثلاث مرات، قبل أن يفوز في النهاية 4-3 ويحرز الكأس، وتسلّم كابتن الفريق شادي محمد كأس مصر من يدي مندوب الرئيس مبارك اللواء عبداللطيف فودة، وشاركه زميله الحارس عصام الحضري تسلم الكأس على رغم أنه جلس احتياطياً ولم يشارك في كل المباريات المسابقة.
يذكر أن احتفالات لاعبي الأهلي بالفوز في الملعب لم تستمر لأكثر من ربع الساعة، غادر بعدها اللاعبون إلى مطار القاهرة الدولي للحاق بالطائرة المصرية المتجهة إلى ساحل العاج، ويلعب الأهلي مساء الأحد المقبل في أبيدجان ضد أسيك العاجي في دوري أبطال أفريقيا، وغاب عنهم لاعب الوسط حسام عاشور الذي لعب ضد الزمالك وأصيب قبل نهايتها، واستبدل وبقي في القاهرة لتلقي العلاج وسافر زميله حسن مصطفى والأنغولي غيلبرتو بدلاً منه.
المباراة المثيرة شهدت مفاجأة غريبة في بدايتها، عندما ادخر المدير الفني الفرنسي للزمالك هنري ميشيل نجمه الأول شيكابالا بين الاحتياطيين، ودفع بالمخضرم حازم إمام في التشكيلة الأساسية، وبقي ثنائي الأهلي الدولي الحضري ووائل جمعة مجدداً بين الاحتياطيين وسط دهشة الجميع، وعلى رغم التفوق الواضح للأهلي ميدانياً، إلا أن لاعبيه لاسيما عماد متعب ومحمد أبو تريكة والأنغولي فلافيو أهدروا الفرص بغرابة، حتى انتهى الشوط الأول سلبياً، وتعرض الزمالك لصدمة قوية بعد إصابة مدافعه التونسي وسام العابدي وتم تغييره بالبديل أحمد حسام، وعلى عكس سير اللعب استغل عمرو زكي تخاذلاً نادراً بين مدافعي الأهلي وحارسهم، وقفز بينهم وسجل برأسه هدفاً للزمالك (50)، ولكن جاء رد الأهلي سريعا عن طريق عماد متعب بمجهود فردي (57)، وهو الهدف الأول له منذ منتصف شباط (فبراير) الماضي، واستعاد الزمالك تفوقه من الهجمة الأولى للبديل شيكابالا، الذي لعب بدلاً من حازم إمام، ومر المهاجم من المدافعين عرضياً وسدد من 20 متراً داخل الشباك، وظل الأهلي عاجزاً عن التعادل على رغم وصوله المتكرر والسهل إلى حلق مرمى الزمالك، ولكن براعة الحارس محمد عبدالمنصف ورعونة متعب وأبو تريكة أفسدت كل شيء، وعندما أيقن الجميع أن الحظ تخلى عن الأهلي تماماً، استعاد أنصار الأهلي أنفاسهم الضائعة بهدف التعادل من قدم ابو تريكة قبل دقيقتين من انتهاء الزمن الرسمي، وسط استسلام غريب من مدافعي الزمالك، وتكرر السيناريو للمرة الثالثة في الشوط الإضافي الأول، بضغط من الأهلي وهدف معاكس من الزمالك أحرزه جمال حمزة في الدقيقة المئة، بتسديدة رائعة من داخل منطقة الجزاء وسط حراسة شرفية من مدافعي الأهلي.
ولم يفقد لاعبو الأهلي الأمل، وظلوا على حماستهم وجهدهم وإصرارهم، وتحقق لهم ما أرادوا في الدقيقتين الثانية والثالثة من الشوط الرابع برأس أسامة حسني، وسجل البديل الكفء أولاً من كرة ساحرة من أبو تريكة أمام المرمى، وبعدها من كرة عرضية لأحمد صديق قفز لها فوق الجميع وحقق الفوز والكأس، وظل الأهلي متفوقاً ومسيطراً بعد أن أصيب لاعبو الزمالك بالإرهاق، وفقد عمرو زكي أعصابه واعترض على الحكم الإسباني بطريقة غير لائقة فطرده في الدقيقة 119.