أحبائي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أتطرق لكم في مشاركتي هذه لأول مخلوقات الله فقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في أول المخلوقات هل هو العرش أم القلم ؟
وذهب البعض منهم إلى أنه القلم واستدلوا على ذلك بما ثبت عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أول ما خلق الله القلم فقال له : اكتب قال يارب : وما أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ) وذهب البعض الآخر منهم إلى أن العرش هو أول المخلوقات وصحح هذا القول صاحب شرح العقيدة الطحاوية واستدلوا على هذا القول بما ثبت في الصحيح من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قدّر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء ) وهذا نص صريح في وقوع التقدير بعد خلق العرش فيكون العرش مخلوقاً أولاً قبل القلم كما يؤيد هذا القول ما ثبت في صحيح البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم فقال : ( اقبلوا البشرى يابني تميم ) فقالوا قد بشرتنا فأعطنا مرتين ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال : ( اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم ) فقالوا قبلنا يا رسول الله قالوا : جئناك نسألك عن هذا الأمر قال : ( كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء ) وذكر في شرح العقيدة الطحاوية أن السنة دلت على أن الأقلام أربعة :
* القلم العام الشامل لجميع المخلوقات وهو الذي تقدم ذكره .
* القلم الثاني حين خلق الله آدم وهو قلم عام أيضا ولكنه لبني آدم قدر الله به أرزاقهم وآجالهم وسعادتهم عقب خلق أبيهم آدم .
* القلم الثالث حين يرسل الملك إلى الجنين في بطن أمه فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد كما ورد في الأحاديث الصحيحة .
* القلم الرابع القلم الموضوع على العبد عند بلوغه والذي بأيدي الكرام الكاتبين ويكتبون ما يفعله بنو آدم كما ورد في الكتاب والسنة .

نقله لكم أخوكم في الله حامل المسك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته