جزاك الله خير أخوي خيال الغلباء موضوع جميل وفيه من المعالجة الصريحة للنفس الشيء الكثير فإحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين فإبن سيرين رحمه الله يقول : إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد فقل : لعل له عذرًا لا أعرفه .
فحين تجتهد في إلتماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك :
تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا=لعل له عذرًا وأنت تلوم
فعلى المسلم عدم الحكم على النيات فالسرائر لايعلمها إلا رب العزة والجلال فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين مع إحسان الظن بنفسه وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه : {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32] .
ورب العزة والجلال أنكر على اليهود هذا المسلك: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49].
بارك الله فيك خيال الغلباء فقد أثريت الموضوع حقه وهذا غير مستغرب منك
دمت برعاية رب العزة والجلال