في رحاب آيـة
{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}
أخبر تعالى أنه متكفل بأرزاق المخلوقات من سائر دواب الأرض، صغيرها وكبيرها وأنه يعلم مستقرها، أي يعلم أين منتهى سيرها في الأرض وأين تأوي إليه ، عن ابن عباس: {ويعلم مستقرها} أي حيث تأوي {ومستودعها} حيث تموت، وعن مجاهد: {مستقرها} في الرحم {ومستودعها} في الصلب، فجميع ذلك مكتوب في كتاب عند اللّه. وفي هذه الآية دليل على مدى عظمة الله عز وجل، وعلى مدى لطفه بخلقه، فهو سبحانه وتعالى يرزقهم من طيبات ما خلق، وهو سبحانه يعلم مكانهم الذي يعيشون فيه، ويعلم سبحانه ما يسرون وما يعلنون، كل ذلك عند الله في كتاب مبين. وفي هذه الآية أيضا تأصيل لجانب مهم في حياة المؤمن ألا وهو جانب الإيمان بأن الله هو الرزاق، وأن أحدا من خلقه لا يستطيع أن يرزق نفسه فضلا عن أن يرزق غيره.