عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2009, 01:39 PM   رقم المشاركة : 1
فريق الاشراف
 
الصورة الرمزية محمد القباني






محمد القباني غير متصل

محمد القباني is on a distinguished road


 

الخطأ في تاريخ ميلاد «المسيح»

إن تاريخ ميلاد المسيح الذي يتصادف يوم 25 (كانون الأول) ديسمبر من كل عام لم تأتِ على ذكره الأناجيل الأربعة لا من قريب ولا من بعيد وفيه خلاف بين المذاهب المسيحية فقد ورد في كتاب «قصة الحضارة 11/212» للكاتب وول ديورانت أنه حدد كل من إنجيلي متّى ولوقا أن ميلاد المسيح كان في الأيام التي كان فيها «هيرودس» ملكاًً على بلاد اليهود أي قبل عام 3 ق.م بينما حدده إنجيل يوحنا بين عامي 2-1 ق.م. وقد ذكر «تراتيان» أن «سترنيس» حاكم سورية أجرى إحصاءً عام 8-7 ق.م.. فإذا كان هذا الإحصاء هو الذي أشار إليه إنجيل لوقا فإن ميلاد المسيح «عليه السلام» يجب أن يؤرخ قبل عام 6 ق.م. هذا بالنسبة لتاريخ العام الذي ولد فيه المسيح أما اليوم الذي ولد فيه بالتحديد فلم يأتِ على ذكره أي من الأناجيل الأربعة كما أسلفت وقد نُقل عن «كلمنت الإسكندري» حوالي عام 100م آراء مختلفة في هذا الموضوع كانت منتشرة في أيامه إذ قال بعض المؤرخين إنه اليوم التاسع عشر من (نيسان) أبريل وبعضهم قال بالعاشر من (أيار) مايو وإن كلمنت هذا قد حدده باليوم السابع عشر من (تشرين الثاني) نوفمبر من العام الثالث قبل الميلاد.
كان المسيحيون الشرقيون يحتفلون بميلاد المسيح في اليوم السادس من شهر (كانون الثاني) يناير منذ القرن الثاني بعد الميلاد وفي عام 354م احتفلت بعض الكنائس الغربية منها كنيسة روما بذكرى ميلاد المسيح في اليوم الخامس والعشرين من نوفمبر وكان هذا التاريخ قد عُدّ خطأً يوم الانقلاب الشتاتي الذي تبدأ الأيام بعده تطول وكان قبل هذا يُحتفل فيه بعيد «متراس» إنه إله اليونانيين واستمسكت الكنائس الشرقية باعتبار ميلاده يوم السادس من يناير وفي نهاية القرن الرابع الميلادي اتخذ قرار في المجامع المسكونية بأن اليوم الخامس والعشرين من ديسمبر هو يوم عيد ميلاد المسيح.
وجاء في «إنجيل لوقا 2(7-8)»: «فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل وكان في تلك الكورة رعاة متبدون يحرسون حراسات الليل على رعيتهم»ووجه الاستغراب هذا ما الذي يدعو مريم العذراء أن تترك المنزل ودفئه لتلد خارجه في أشد أيام السنة برداً؟ وهل يترك الرعاة غنمهم ترعى في مثل تلك الأيام القارسة بدل أن يخبئوها في مرابضها؟
أما نحن المسلمين فنقول قوله تعالى: (فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة) وقد أكد المؤرخون أن المكان المذكور في بيت لحم ولا يزال بأطرافه شجر النخل وورد في : «قصة الحضارة 16/12» أن الإنسان كان أينما سار في أوروبا يلتقي بحجاج - ويقصد هنا المسيحيون - يدلون على أنهم أدوا شعيرة الحج إلى الأماكن المقدسة في أورشليم القدس بأن وضعوا على أثوابهم شارة على شكل الصليب من خوص النخل وكان هؤلاء يسمّون «Palmers» من كلمة «Palm» أي النخلةوولادته تمت صيفاً لا شتاءً لقوله تعالى: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً)والرطب هو نوع من أنواع التمر الذي لا ينضج إلا في الصيف ويؤكد هذا المعنى كلمة «الجني» وهو ما طاب وصلح لأن يُجنى فيؤكل وما لم يجف ولم ييبس بعد.
إن قصة المسيح ابن مريم عليه السلام ومكان ولادته ونشأته ومماته بيّنها الحق في قرآنه الحكيم (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين)ولما قرب المخاض الذي أحست به مريم عليها السلام ابتعدت إلى الناحية الشرقية من بيت المقدس فاتخذت من دونهم مكاناً شرقياً: (فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة). كما حثنا علي بن أبي طالب «رضي الله عنه» أن نكرّم شجر النخل لأن المسيح ولد تحتها فقال كرم الله وجه: «أطعموا نساءكم الولّد الرطب فإن لم يكن رطباً فتمر وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران».
أما عن شرعية احتفال المسلمين مع جيرانهم وأصدقائهم المسيحيين في البلاد العربية في هذا العيد فلا بأس أن يحتفل المسلمون به طالما أنه لا يبدل شيئاً في عقيدة المسلم ويُعد من باب المجاملات الاجتماعية ولأن هناك عيداً آخر عندهم مقارباً له ورد ذكره في القرآن الكريم يسمى «عيد الفصح» فقد أنزل الله تعالى سورة كاملة في شأنه وهي سورة (المائدة) وأباح بعض العلماء الاحتفال بذلك العيد واستندوا في رأيهم هذا إلى أن ذاك العيد هو العيد الوحيد الذي ذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى: (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين) ولأن الحواريين الذين كانوا يحتفلون به يُعدون، من وجهة النظر الإسلامية، مسلمين في قوله تعالى: (وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون) وفي آية أخرى قوله تعالى: (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال مَنْ أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون).
قال الطبري في «تفسيره»: «ثم اختلف أهل التأويل في قوله: «تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا» فقال بعضهم: معناه: نتخذ اليوم الذي نزلت فيه نعظمه نحن ومَن بعدنا وأولى الأقوال بالصواب قول من قال: معناه: تكون لنا عيداً نعبد ربنا في اليوم الذي تتنزل فيه ونصلي له فيه كما يعيّد الناس في أعيادهم لأن المعروف من كلام الناس المستعمل بينهم في العيد ما ذكرنا دون القول الذي قاله من قال معناه: عادة من الله علينا وتوجيه معاني كلام الله إلى المعروف من كلام من خوطب به أولى من توجيهه إلى المجهول منه، ما وجد إليه السبيل أما قوله (لأولنا ولآخرنا) فإن الأولى من تأويله بالصواب قول من قال: تأويله للأحياء من اليوم ومن يجيء بعدنا».
ثم ما وجه التحريم في الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه السلام طالما أنه نبي مكرّم في الإسلام؟ فالمسيح عليه السلام هو نبي عظيم في الإسلام ومن الرسل أولي العزم حيث ورد ذكره بالاسم في القرآن الكريم في ثلاث عشرة سورة وفي ثلاث وعشرين آية كريمة ولا يُذكر اسم المسيح في الإسلام إلا وكان مرفقاً بعبارة «عليه السلام» إكراماً له واحتراماً وتعظيماً ولقب في القرآن بابن مريم وعبدالله والنبي والرسول والزكي والمبارك والوجيه .
ذكر صاحب كتاب «اتحاف الورى بأخبار أم القرى» النجم عمر بن فهد: أنه يوم جدد بناء الكعبة على زمن الرسول جعلت قريش في دعائمها صور الأنبياء وصورة مريم مزوقة في حجرها عيسى ابنها قاعداً مزوقاً وكان تمثال عيسى وأمه في العمود الذي يلي الباب ويقال في الوسطى من الآتي تلي الباب الذي يلي الداخل .

* المقال أعلاه للباحث في الشؤون الإسلامية عبدالرحمن الخطيب *

 







توقيع :

[frame="6 70"]أمة لاتعرف تاريخها .. لاتحسن صياغة مستقبلها[/frame]

[align=center][/align]


[align=center]

[/align]
  رد مع اقتباس