وثبتْ تَستقربُ النجم مجالا= وتهادتْ تسحبُ الذيلَ اختيالا
وحِيالي غادةٌ تلعب في= شعرها المائجِ غُنجًا ودلالا
طلعةٌ ريّا وشيءٌ باهرٌ= أجمالٌ ؟ جَلَّ أن يسمى جمالا
فتبسمتُ لها فابتسمتْ =وأجالتْ فيَّ ألحاظًا كُسالى
وتجاذبنا الأحاديث فما= انخفضت حِسًا ولا سَفَّتْ خيالا
كلُّ حرفٍ زلّ عن مَرْشَفِها= نثر الطِّيبَ يميناً وشمالا
قلتُ يا حسناءُ مَن أنتِ =ومِن أيّ دوحٍ أفرع الغصن وطالا ؟
فَرَنت شامخةً أحسبها =فوق أنساب البرايا تتعالى
وأجابتْ : أنا من أندلسٍ= جنةِ الدنيا سهولاً وجبالا
وجدودي ، ألمح الدهرُ على= ذكرهم يطوي جناحيه جلالا
بوركتْ صحراؤهم كم زخرتْ= بالمروءات رِياحاً ورمالا
حملوا الشرقَ سناءً وسنى= وتخطوا ملعب الغرب نِضالا
فنما المجدُ على آثارهم وتحدى= ، بعد ما زالوا الزوالا
هؤلاء الصِّيد قومي فانتسبْ= إن تجد أكرمَ من قومي رجالا
أطرق الطرفُ ، وغامتْ أعيني= برؤاها ، وتجاهلتُ السؤالا
الشاعر عمر أبو ريشة رحمه الله تعالى توفي في الرياض يوم السبت 22 من ذي الحجة عام 1410هـ،