مشكورة شموخ فمما لاشك فيه إن ما يسعد به الإنسان في هذه الدنيا حياة القلب ويقظته ومراقبة المرء لنفسه بمحاسبتها في كل صغيرة وكبيرة فمن حاسب نفسه قبل حسابه في الآخرة قل حسابه في الدار الأخرى يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " حاسبوا أنفسكم فبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر قبل لقائه " وحياة القلب أعظم ما أنعم الله به على العبد وبهذه الحياة تسره الحسنة وتسوؤه السيئة يقول رب العزة والجلال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ الأنفال 24 ويقول : وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ .. البقرة 235 فحياة القلب هي توحيده لله ومحبته والتوكل عليه والأنس بذكره والفرح بطاعته وكراهية معصيته فالحياة التامة الأبدية لمن حييت قلوبهم بالإيمان وعملوا بالقرآن فشقاوة القلب وهلاك العبد أخت شموخ في الغفلة عن رب العزة والجلال والإعراض عن طرق الخيرات فهناك أنواع من الغفلة فهناك من صاحبها ميت القلب الشقي المحروم من كل خير لايعمل بطاعة ولايكف عن معصية همه هم البهائم لايعمل لجنة ٍ ولايخاف من نار يقول رب العزة والجلال في هذه الغفلة : مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ النحل 106 – 109 ويقول : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ الأعراف 179 ولاننسى أخت شموخ غفلة التقصير في حقوق الله وحقوق خلقه فلا يقوم المسلم بهذا الواجب أتم القيام فيفوته من الخير والثواب بقدر ما يفوته من العمل ويكتسب من الذنوب والآثام والعقوبة بسبب الغفلة بقدر ما اكتسب بسبب هذه الغفلة عن العواقب وعدم الاهتمام بالحقوق فالغفلات كثيرة فليحذر المسلم من الغفلة فإن باب الغفلة يدخل منه الشيطان عليه وشر عظيم على المسلم أن يتقيه بما شرع رب العزة والجلال له من العلم النافع والعمل الصالح ودوام التذكر واليقظة والحرص على إغلاق مداخل الشيطان عليه أسأل رب العزة والجلال أن يقينا وإياكم شر الغفلة وجزاك الله أخت شموخ خير الجزاء على طيب المشاركة والتواصل الجميل