عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2010, 10:43 AM   رقم المشاركة : 1
عضو فعال





مهنا غير متصل

مهنا is on a distinguished road


 

عقول صغيرة تعود بالمجتمع إلى الخلف

العقول الكبيرة تناقش الأفكار والمتوسطة تناقش الأشياء، أما العقول الصغيرة فهي التي تناقش الأشخاص، وتلك هي أحد أهم ما يتصف به أولئك، لذا فإن من سخافة عقل المرء أن يلتفت بنقده إلى ذوات الأشخاص حيث إن ذلك يعتبر دليلا على عدم القدرة على مناقشة الأفكار.
وللأسف فقد أصبحنا نعاني من توسع وجود أصحاب تلك العقول في كثير من المنافذ التي تطل على المجتمع، تلك العقول التي تعود بنا إلى الوراء كثيرا، ففي زمن التخلف المعرفي والانحطاط الثقافي يبرز الكثير منهم وقد ينظر إليهم السذج من أفراد المجتمع على أنهم أولو الألباب الرصينة والعقول العظيمة. إن كثيرا من هؤلاء لم يفهموا حتى الآن العلاقة بين الذات والموضوع وبين المنهج والأشخاص، لذا فإننا نلحظ أن الرؤى والأفكار لا تجد في الغالب من يناقشها بل يتم تركها والانتقال إلى ذات الشخص وهذا في الحقيقة يعد جبنا وخورا فصاحب العقل الصغير حين يجد أن الفكرة أكبر منه ومن تفكيره فإنه يلجأ مباشرة إلى التهجم على الشخص لأنه يجد في ذلك تنفيسا لنفسه المريضة.
ومن صفات أولئك أنهم يمتلكون قدرا كبيرا من التخلف الذاتي والذي يكتشفه بسرعة كل من يقترب منهم ويتحدث إليهم في حين أننا نتابعهم في المنافذ العامة فنجد الكلام المنمق والمزخرف الذي لا يعكس حقيقتهم.
ومن صفاتهم تقديس الأقدمية في كل شيء، فمثلا إذا كان أحدهم مسؤولا قديما في إدارة ما فسوف يعتبر نفسه أنه الأكثر قدرة على الأداء ولا يسمح للآخرين ممن أتوا بعده أن يطوروا ويجددوا، حتى في التدين فالبعض يعتبر أن الذي يتدين أولا هو دوما الأكثر فهما للدين ولا يعلمون أن ذلك مخالفة للمنهج النبوي، ففي سرية ذات السلاسل عين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه قائدا للجيش بعد إسلامه بخمسة أشهر وفي الجيش أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
ومن صفاتهم اللهث الشديد لتذوق لذة الشهرة ولو على حساب المبادئ والقيم، فتجد الواحد منهم لا يرى بأسا في أن يتنازل عن مبادئه الإسلامية وقيمه الأصيلة من أجل أن ينتشر اسمه في أي من القوالب الحديثة، بل ويعتز ويفتخر حينما يمر بمكان ما ويجد أن الأنظار تلتفت إليه، وهو من جهله لا يعلم أن الناس بطبعهم لابد أن يلتفتوا ليروا مصدر الرائحة الكريهة.
هذه بعض صفات صغار العقول والتي قد تكون متفرقة في عدد من الناس وقد يجتمع بعضها لدى البعض، وإننا محتاجون دوما أن نعتني بتحسين نمط تفكيرنا بشكل مستمر حتى لا نكون كهؤلاء وختاما قرأت هذه المقالة في جريدة الوطني وقد أعجبتني ونقلتها لكم وهي لبندر سعيد آل جلالة – طالب بكلية الطب بأبها

 







توقيع :

[align=center][/align]
  رد مع اقتباس