قصة إبن ريس وخويه
هذه السالفة تبين لنا عادة من عادات العرب الحميدة وهي معزة الخوي
حيث يكون الخوي والجار والضيف من الأشياء التي دائماً يحافظون عليها
والسالفة هذه تبين لنا ذلك حيث فيه قافلة حجاج من أهالي الرس مدينة من مدن القصيم
وكانت هذه القافلة على الجمال وفي أثناء طريقهم أصيب أحدهم بمرض الجدري
وقد اشتد عليه المرض كثيراً حيث لم يكن قادراً على ركوب الراحلة فقال بعضهم
يجب أن نحمله بواسطة الحبال حيث نربطه على أحد الجمال وقال البعض لايمكنه أن
يتحمل الربط بالحبال على الراحلة من شدة مرضه وبعد هذا وذاك قال أحدهم إنني
على استعداد بأن أبقى معه في هذا المكان إلى أن يكتب الله له الموت أو يشفيه
من مرضه وجلس هذا الرجل عند خويه المريض في هذه الأرض الخالية التي ليس فيها
إلا الوحوش المفترسة وهذا الرجل هو محمد بن منصور بن ريس .
وبعد مدة أمن الله على المريض بالشفاء ورجع هو وصاحبه إلى أهلهم
وقد لقب محمد بن ريس بأبي الضلعان وكان قد أرسل مع ربعه الذين واصلوا سيرهم
قصيدة إلى والدته حيث أنها لا بد وينشغل بالها عليه إذا هي ما شافته بين القوم العائدين
فقال هذه القصيدة
قل هيه يا هل شايبات المحاقيب=أقفن من عندي اجداد الأثاري
أقفن مع البيداء كما يقفي الذيب=لا طالع الشاوي بليل ٍ غداري
لكن صفق أذيالهن بالعراقيب=رقاصة ٍ تبغى بزينه تماري
يابن رخيص كب عنك الزواريب=عمارنا يابن رخيص عواري
خوينا ما نصلبه بالمصاليب=ولا يشتكي منا دروب العزاري
لزماً تجيك أمه بكبده لواهيب=تبكي ومن كثر البكاء ما تداري
تنشدك باللي يعلم السر والغيب=وين إبني اللي لك خوي ٍ مباري
قل قعد في عاليات المراقيب=في قنة ما حوله إلا الحباري
يتنا خويه لين يبدى به الطيب=وإلا يجيه من الصواديف جاري
إن كان ما قمنا بحق المواجيب=حرمن علينا لا بسات الخزاري
وإلى أن يحين لنا الموعد مع قصة أخرى تقبلوا تحياتي
ودمتم برعاية رب العزة والجلال