عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2006, 01:11 PM   رقم المشاركة : 1
فريق الاشراف
 
الصورة الرمزية محمد القباني






محمد القباني غير متصل

محمد القباني is on a distinguished road


 

ماذا بعد رمضان ؟؟

وماذا بعد رمضان ؟

الأخوة والأخوات الكرام ها نحن نودع رمضان المبارك بنهاره الجميل ولياليله العطرة ها نحن نودع شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار وهنا يجدر أن ننبه أن هذه الأمور ليست خاصة برمضان فكل الأيام وكل الأوقات تحصل فيها على رحمة الله ومغفرته وكلها أوقات يجب أن تحقق فيها التقوى وتتخلق بأخلاق القرآن فيها ولكن هذا الشهر تتضاعف فيه الأجور وتزداد الحسنات وتكثر الطاعات قال تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ [القصص:67].
أخواني وأخواتي هل حققنا التقوى وتخرجنا في مدرسة رمضان بشهادة المتقين ؟!
هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه ؟! وهل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها أم غلبتنا العادات والتقاليد السيئة ؟ هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار ؟
هل.. هل.. وهل ؟!
أسئلة كثيرة وخواطر عديدة تتداعى على قلب كل مسلم صادق يسأل نفسه ويجيبها بصدق وصراحة:
ماذا استفدت من رمضان ؟!
إنه مدرسة إيمانية إنه محطة روحية للتزود منه لبقية العام ولشحذ الهمم بقية العمر فمتى يتعظ ويعتبر ويستفيد ويتغير ويغير من حياته من لم يفعل ذلك في رمضان ؟!
إنه بحق مدرسة للتغيير نغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11].
أخي .. أختي إن كنت ممن استفاد من رمضان وحققت فيه صفات المتقين فصمته حقاً وقمته صدقاً واجتهدت في مجاهدة نفسك فيه فاحمد الله واشكره واسأله الثبات على ذلك حتى الممات وإياك ثم إياك من نقض الغزل بعد غزله أرأيت لو أن إمرأةً غزلت غزلاً فصنعت بذلك الغزل قميصاً أو ثوباً فلما نظرت إليه وأعجبها جعلت تقطع الخيوط وتنقضها خيطاً خيطاً بدون سبب فماذا يقول الناس عنها ؟!!
ذلك هو حال من يرجع إلى المعاصي والفسق والمجون ويترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان بعد أن تنعم بنعيم الطاعة ولذة المناجاة ترجع إلى جحيم المعاصي والفجور فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان.
أحبائي في الله لنقض العهد مظاهر عديدة عند بعض الناس وعلى سبيل المثال لا الحصر :
1 - ما نراه من تضييع الناس للصلوات مع الجماعة في أول يوم للعيد فبعد امتلاء المساجد بالمصلين في صلاة التراويح التي هي سنة نراها قد قلّ روادها في الصلوات الخمس التي هي فرض ويكفر تاركها مطلقا !!
2 - بالأغاني والأفلام والتبرج والسفور والإختلاط في الحدائق والذهاب إلى الملاهي رجالاً ونساءً والمعاكسات التفحيط إلخ....
3 - ومن ذلك السفر للخارج للمعصية فنرى الناس على أبواب وكالات السفر زرافات ووحداناً يتسابقون لشراء تذاكر السفر إلى بلاد الكفر والإنحلال والفساد وغير ذلك وما هكذا تشكر النعم وما هكذا نختم الشهر ونشكر الله على بلوغ الصيام والقيام وما هذه علامة القبول بل هذا جحود للنعمة وعدم شكر لها وهذامن علامات عدم قبول العمل والعياذ بالله لأن الصائم حقيقة يفرح يوم العيد بفطره ويحمد ويشكر ربه على إتمام الصيام ومع ذلك يبكي خوفاً ألا يتقبل الله منه صيامه كما كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان يسألون الله القبول.
فمن علامات قبول العمل أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق وأن ترى فيه إقبالاً على الطاعة وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم:7] أي: زيادة في الخير الحسي والمعنوي فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل الصالح فلو شكر العبد ربه حق الشكر لرأيته يزيد من الخير والطاعة ويبعد عن المعصية والشكر ترك المعاصي كما قال السلف.
هكذا يجب أن يكون العبد مستمر على طاعة الله ثابت على شرعه مستقيم على دينه لا يروغ روغان الثعالب يعبد الله في شهر دون شهر أو في مكان دون آخر أو مع قوم دون آخرين.. لا.. وألف لا!! بل يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام وأنه رب الأزمنة والأماكن كلهافيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو عنه راض قال تعالى: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ [هود:112] وقال: فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ [فصلت:6]. وقال : { قل آمنت بالله ثم استقم } [رواه مسلم].
فلئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل: كالست من شوال والاثنين والخميس والأيام البيض وعاشوراء وعرفة وغيرها.
ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ [الذاريات:17].
ولئن انتهت صدقة وزكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرةوقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان بل هي في كل وقت.وهكذا .
فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان وإياك والكسل والفتور فإن أبيت العمل بالنوافل فلا يجوز لك أبداً أن تترك الواجبات وتضيعها كالصلوات الخمس في أوقاتها ومع الجماعة وغيرها.
ولا أن تقع في المحرمات من قول الحرام أو أكله أو شربه أو النظر إليه واستماعه فالله الله بالاستقامة والثبات على الدين في كل حين فلا تدري متى يلقاك ملك الموت فاحذر أن يأتيك وأنت على معصية ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ).
ختاماً أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال وأن يجعل عيدنا سعيداً وأن يعيد علينا رمضان أعواماً عديدة ونحن في حال أحسن من حالنا وقد صلحت أحوالنا وعزّت أمتنا وعادت إلى ربها عودة صادقة.. اللهم آمين.
وللجميع مني كل الحب والتقدير وكل عام وأنتم بخير .. دمتم برعاية رب العزة والجلال

 







توقيع :

[frame="6 70"]أمة لاتعرف تاريخها .. لاتحسن صياغة مستقبلها[/frame]

[align=center][/align]


[align=center]

[/align]
  رد مع اقتباس