هذه رحلة دراسية سياحية إلى نيوزلندا من أجل تطوير اللغة الإنجليزية في صيف عام 2005؛ و قد نشرت قصتي و المواقف التي حصلت لي هناك في منتدى المسافرون العرب المخصص لمثل هذه الموضوعات؛ و أحببت أن أنقلها لكم هنا على حلقات متقطعة.
و لنبدأ:
فقد تقطعت بي السبل في تركيب جملة إنجليزية صحيحة، على الرغم من كل الجهود الحكومية في تعليمي هذه اللغة في المدارس الرسمية بدءأً من المرحلة المتوسطة مرورا بالثانوية و انتهاء بمقرر خجول في المرحلة الجامعية، إضافة إلى الدعم المالي من قبل والدي - حفظه الله - في إلحاقي بدورات لغة في أحد مراكز الرياض، إلا أن الضلع بقي أعوجا،
حتى جاءت الفكرة الجريئة على المستوى العائلي و هي التطلع إلى السفر لبلد يتحدث الإنجليزية و الإقامة هناك ما يسره الله من وقت، فكانت الخيارات أمامي إما كندا أو أمريكا أو بريطانيا أو أستراليا أو حتى مالطا أو بطلة الموضوع " نيوزلندا "، كانت نيوزلندا هي الخيار النهائي بعد المفاضلة بين تلك الدول، حيث تكرم هذه الدولة مواطني دول الخليج بمنحهم التأشيرة حال وصولهم أحد مطاراتها الدولية و هي صالحة لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد، هذه الميزة هي كانت كلمة الفصل في الاختيار علاوة على ثناء أحد المعارف لتجربته التعليمية هناك .
المدينة تدعى كرايست تشيرش و تعني بالإنجليزية " كنسية المسيح "، و تعد المدينة الثالثة في الدولة من حيث الأهمية بعد ولنجتون العاصمة و أوكلاند التجارية، و تقع في الجزيرة الجنوبية من نيوزلندا المتكونة من جزيرتين، و المدرسة المختارة سلفا هي southern English school ، في وسط المدينة و قد درس فيها أحد الأصدقاء قبل ثلاث سنوات و نصف و كان أو عربي يدرس فيها، و أثنى عليها فقمت فورا بالالتحاق بها في صيفنا الماضي من عام 2005 من دون مشاورة أحد، و كان الاختيار موفقا .
صورة للمعلم الأبرز في هذه المدينة و هي كنيسة الكاثيدرال و ساحتها الواسعة.
حجزت من الرياض إلى دبي عبر السعودية، و من ثم من دبي إلى سنغافورة إلى كرايست تشيرش عبر الخطوط السنغافورية الممتازة صراحة، في رحلة استغرقت أكثر من 30 ساعة مع التوقف طبعا، وصلت إلى هناك في يوم أحد ، و كان أول يوم لي في الدراسة هو يوم الاثنين الذي يليه، و قد خفف عنّي وعثاء السفر لطف موظفي مطار كرايست تشيرش، و استقبال السيدة التي سأسكن عندها و مشرفة الإسكان في المدرسة، التي سلمتني عنوان سكني و أرقام الهواتف و جدول الأنشطة و الرحلات للمدرسة لهذا الشهر.
أخذتني السيدة الخمسينية التي تسكن لوحدها بعد وفاة زوجها و عيش ابنتيها في خارج كرايست تشيرش و كذلك ابنها.
وصلت البيت الذي بدا متواضعا نوعا ما، و كانت تقيم فيه طالبة صينية تحضر الماجستير في الهندسة الكيميائية و كذلك أخرى يابانية ستغادر بعد يومين من وصولي، المهم ما أطولها عليكم . .
أطلعتني السيدة على غرفتي و ما فيها من أثاث و قواعد استخدام المدفئة الهوائية و ما إلى ذلك من البروتوكولات، صليت الفجر و الظهر و العصر، ثم قدمت لي وجبة غدائي بعدها جلست أشاهد مباراة تنس مع الصينية أما اليابانية فكانت " تهجول " في الأسواق قبل السفر، فجأة سألتني سيدة البيت عما إذا كنت أرغب بشرب قهوة عربية ؟!! استغربت صراحة وجود قهوة عربية عندها ؟ قالت: هذا واحد سعودي قبلك اسمه فهد تركها عندي تخليدا لذكراه العطرة، قلت لها ما يخالف يا ماما كيرول، ما يرد الكريم إلا اللئيم . . و لما أرخى الليل سدوله أتى الفتى السعودي الظريف ( خليتهم يتلوون ) من الضحك على لغتي و ثرثرتي البريئة ،، عاد تعرف سعودي يبي يتميلح قدام البنات ،، بس بصراحة كان هذا الأسلوب ممتازا في تعلم اللغة . . الثرثرة بأدب، حقق هذه المعادلة بفن ستتعلم اللغة في وقت سريع .
إذن، كان اليوم الأول مريحا و مبشرا خالي من أي مشاكل . .
صبيحة اليوم الأول لدراستي، أخذتني اليابانية إلى المدرسة عبر الباص كي تعلمني كيف أستخدم الباص و ما هو الطريق المؤدي إلى المدرسة ( ما قصرت بنت الأجواد صراحة ) .
مبنى المدرسة
أجرت لي المدرسة اختبارا تحريريا، و في الوقت نفسه آخر شفهي كي يتحدد مستواي، عندما أجريت المقابلة الشفهية سألتني السيدة الشقراء ذات العيون الزرقاء و هي وكيلة المدرسة عن دافعي لتعلم اللغة و اختياري نيوزلندا عن غيرها من الدول الناطقة بالإنجليزية، ثم جاء السؤال المفاجأة منها . . .
انتهت حلقة اليوم ترقبونا في الحلقة المقبلة