يبدو أن الوطنية الطافحة عن حدها قد بلغت مبلغا ً لا يطاق عند فنان العرب محمد عبده في برنامج العراب الذي من خلاله لطخ ابن عبده وجهه بالمكياج ، و أفتى وتعالم وأزبد وأرعد ثم ختم رقصته المتكبرة بطامة كبرى مفادها أن الرسول محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه سعودي !!

الرسول الأمي الذي نتشرف نحن وآل سعود والعالم الإسلامي أجمع بالانتساب له يصبح في عراب الأم بي سي سعوديا ً ، ولو أن الذي نفخ أوداج ابن عبده قطريا ً لما توانا محمد عبده عن وصم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالقطري ، وقس على ذلك كل من ينفخ أوداج المطبلين قطريا أو إمارتيا ً أو مصريا ً ولربما أمريكيا ً .

ولم يكتفي محمد عبده ذو الستين ربيعا ً بهذا بل جلس على كرسي الإفتاء والعلم وأصبح ينظر علينا في قناة الأم بي سي ويتحدث في الاختلاف في حكم الموسيقى وحكم الغناء ، ولا غضاضة أن تتحدث فيما تعلم لا فيما لا تعلم ، فالذي يتحدث عن الاختلاف والحكم الشرعي يبرهن لكلامه بالدليل الشرعي لا بالتنظير ومظهر الغطرسة .

أن تغني فهذا شأنك وأن تستمتع للموسيقى فهذا شأنك لكن أن تنظر علينا بأطروحاتك المتغطرسة فهنا تتوقف وتعرف حدودك .




إن الرسول لنور يستضاء به سيف من سيوف الله مسلول



القضية ليست بهذه السهولة أن نجعل رسولنا الكريم تابعا ً مبايعا ً لأحد الدول ؟ ولا يعني هذا أننا نكره دولتنا ولكننا نعظم قدر الرسول أكثر تعظيما ً من أي مخلوق ومن أي حاكم ، وكما قال عليه الصلاة والسلام عن موسى أنه لو كان حيا ً لما وسعه سوى اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، فوالله لو كان محمد حيا ً بين ظهرانينا لما وسع كل حاكم مسلم سوى اتباع النبي الأمي القرشي الهاشمي .

هذه الظاهرة في جعل ذاتك أمرا ً عظيما ً وكبيرا ً يتمنى الجميع فيما لو أصبحوا مثلك تنبئك بمكمن الخلل والنقص ، فبلدنا الذي تشرف بالحرمين الشريفين وليس الحرمين الذين تشرفوا به وهذا معلوم من ظاهر الامر فملكنا خادم للحرمين ، فإذا كان الملك وفقه الله خادم للحرمين فمن باب أولى أن يكون الشعب السعودي كله عن بكرة أبيه خادما ً للرسول تابعا ً له ، وليس العكس .

قد تكون للنظرة القاصرة والثقافة الضحلة والتعبير البليد دور في تعبير محمد عبده ولا ملامه فالفن أشغله عن ماهو تافه من ثقافة وعلم ، لكن ما ينتظره العقلاء أن يخرج محمد عبده مرة أخرى ليعتذر عن قوله ويعود للحق .