عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2005, 03:05 AM   رقم المشاركة : 3
عضو مهم





مبرمج غير متصل

مبرمج is on a distinguished road


 

مشاركة: مقتطفات من عيون الشعر العربي

السلام عليكم ...
أشكرك أخ القباني على مرورك و ردك الجميل.
و هذه نبذه مختصرة عن ابي اسحاق الألبيري .

نبذه عن الشاعر :
هو إبراهيم بن مسعود بن سعيد التجيبي الغرناطي الألبيري ، أبو إسحاق ، كان عربي الأصل كما يدل عليه لقبه (التجيبي) . سكن غرناطة أيام أميرها باديس بن حبوس ، ولم يدرك عنده الخطوة ولا المكانة التي كان يرجوها ، وكان لباديس وزير يهودي اسمه إسماعيل بن (النغدلة) أو (النغرلة) ، ولما توفي خلفه في الوزارة ابن له يسمى يوسف ، فزاد استبداده بأمور . الدولة ، وكان لباديس ابن اسمه (بلقين) رشحه أبوه للإمارة من بعده ، وقد ضاق (بلقين) باستبداد يوسف بن إسماعيل (صموئيل) فجعل يحض أباه على الاستغناء عنه ، وعلم يوسف بالأمر فدبر اغتيال (بلقين) . ولما انكشف أمر الاغتيال زعم يوسف أن نفرا من خدمه وجواريه فعلوا ذلك ، فقام باديس بقتل نفر كبير منهم . وكان أبو إسحاق الألبيري ممن يحض باديس وبني صنهاجة ، قوم باديس ، وأهل غرناطة كلهم ، على الفتك باليهود ، واستطاع يوسف أن يحمل الأمير باديس على إخراج أبي إسحاق من غرناطة فأمر بنفيه وإخراجه منها ، فذهب أبو إسحاق إلى (البيرة) وعاش فيها على إحدى التلال عيشة الزاهد المتصوف ، وهناك نظم قصيدة في الحض على الفتك باليهود ، وفيها سرد جميع التهم الموجهة إليهم وذكر جميع الصور التي كان استبدادهم بالمسلمين يجري فيها . وقد أثرت هذه القصيدة في أهل غرناطة فثاروا على اليهود وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وكان ذلك سنة 459 هـ وبعدها بقليل توفي أبو إسحاق . كان أبو إسحاق فقيها ومحدثا بارعا في الحديث ، كذلك كان شاعرا وجدانيا محسنا ، وأكثر شعره في الزهد والتصوف والحكم ، على أن شهرته قائمة على قصيدته في التحريض على الفتك باليهود ، وهي قصيدة سهلة التركيب واضحة المعاني ، مملوءة بالصور المثيرة للنخوة والإباء وفيها يقول:

ألا قـــل لصنهاجـــة أجــمعين = بــدور الزمــان وأســد العـرين
مقالــــة ذي مقـــة مشـــفق = يعــد النصيحــة زلفــى وديــن
لقــــد زل ســــيدكم زلـــة = تقـــر بهــا أعيــن الشــامتين
تخــــير كاتبــــه كــــافرا = ولــو شــاء كـان مـن المـؤمنين
فعـــز اليهـــود بــه وانتخــو = وتــاهوا , وكــانوا مـن الأرزليـن
أبــاديس أنــت امــرؤ حــاذق = تصيـــب بظنـــك نفس اليقيــن
فكـــيف تحــب فــراخ الزنــا = وقــد بغضــوك إلــى العــالمين
وكـــيف يتــم لــك المــرتقى = إذا كــنت تبنــي وهـم يهدمـون
فـــلا تتخـــذ منهــم خادمــا = وذرهــم عــلى لعنــة اللاعنيـن
فقــد ضجـت الأرض مـن فسـقهم = وكـــادت تميــد بنــا أجــمعين
وقــد نــاهضوكم إلــى ربكــم = فمــا يمنعــون ومــا ينكــرون
ورخــــــم قـــــردهم داره = وأجــرى إليهــا نمــير العيــون
وصـــارت حوائجنـــا عنـــده = ونحـــن عــلى بابــه قــائمون
ويضحـــك منــا ومــن ديننــا = فإنـــا عــلى ربنــا راجــعون
فبـــادر عــلى ذبحــه قربــة = وضــح بــه فهـو كـبش سـمين
ولا تــرفع الضغــط عـن رهطـه = فقــد كــنزوا كــل علـق ثميـن
وفــرق عــراهم وخــذ مــالهم = فـــأنت أحــق بمــا يجــمعون
ولا تحســـبن قتلهـــم غـــدرة = بــل الغــدر فـي تـركهم يعبثـون
فقـــد نكثــوا عهدنــا عنــدهم = فكــيف نــلام عــلى النـاكثين
وكـــيف تكـــون لنــا همــة = ونحــن خــمول وهــم ظـاهرون
ونحـــن الأذلـــة مــن بينهــم = كأنــا أســأنا وهــم محســنون
فـــلا تــرض فينــا بأفعــالهم = فـــأنت رهيــن بمــا يفعلــون
وراقـــب إلهــك فــي حزبــه = فحــزب الإلــه هــم المفلحــون


(منقول من موقع الإسلام التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد)

 







  رد مع اقتباس