قصتنا اليوم قصة رجل شجاع له قيمته عند أهل البادية والغزوات وفارس لايرد ولايصد ومثل هذا لايتعدى على حقوقه أحد ولا يضيع له حق لأن الوقت الماضي يعتمد على القوة والسطوة وكان له أولاد ولكنهم لم يشبهوه أبداً بالطيب والمراجل فمرت السنوات وكبر هذا الرجل الشجاع وأصبح مسن عود لايقوى على الحركة وكان لهم جار وله كلب ( أكرمكم الله ) واعتدى عليه واحد من العرب وقتله ومثل هذه كبيرة عند العرب وخصوصاً كلب الجار كأنه قاتل رجل .
فقال ( العود ـ المسن ـ الشايب ) لأولاده إذبحوا ذبّاح الكلب فقالوا أنت شايب مخرف كيف نذبح رجلاً بكلب المهم بعد ما رفضوا كلام ورأي والدهم وأجزموا بأن لايذبحوا ذباح الكلب طمعوا فيهم العرب لعدم شجاعتهم وكان لهم عند واحد ناقه سلفه على أن يردها لهم وكل ما طلبوا أن يرد لهم ناقتهم رفض لأنه طمع فيهم وكل ما تشاوروا بينهم في بيتهم كيف يرجعون ناقتهم التي رفض إعادتها الرجل رد عليهم والدهم بقوله تبغون حقكم إذبحوا ذبّاح الكلب .
قالوا له نحن في قضية جديدة وهذا زمان مضى المهم كل ماناقشوا موضوع الناقه قال والدهم إذبحوا ذبّاح الكلب فقالوا له هذا من عدم ضبطك حيث إنك مخرّف وكان والدهم قد تزوج في ماضي الزمان من زوجه ولا طولت عنده حيث طلقها وراحت مع أهلها لديار بعيده وتبيّن أنها حامل وأنجبت ولداً مع أخواله وكانوا بعيدين عنهم ولا يعرفون بعضهم حتى بالأخبار .
عندما كبر الولد وأصبح شاب يافع ألح على والدته لتخبره بأهله ومن هو أبوه لأنها كانت قبل تقول له والدك أبوي فصدق كلامها لصغر سنه إلا أنه بعد أن كبر عاهد أمه أن يقتل نفسه إن كان لا أب له فأخبرته من هو أبوه وذهب يبحث عنه وحينما وصل فرح به والده وجعله دائماً قريباً منه ويقول أنت ولدي ؟ فيجيبه أمي تقول بأنني إبنك .
فقال الأب إن كنت إبني صدق إذبح ذبّاح كلب قصيرنا قال: أبشر أين هو ؟ فأراه إياه وأراه بيته من غير أن يطلع أحد
وفي الليل أعطاه السلاح وفعلاً ذبحه وفي الصباح انتشر الخبر عند الناس فما كان من الذي أخذ الناقه إلا أن أعادها و أعاد نسلها معها طوعاً وكراهيه لأنه خاف أنه يلحق ذبّاح الكلب .