عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2006, 04:21 AM   رقم المشاركة : 29
عضو مهم
 
الصورة الرمزية قباني مغترب






قباني مغترب غير متصل

قباني مغترب is on a distinguished road


 





[size=3]ماذا عن أكاروا ؟ على أطراف كرايست تشيرش تجد هذه المنطقة الشهيرة المتاخمة للبحر، اركب البحر و أمضي في عبابه لترى الدولفين يقفز مرحبا بك بصوته الحاد، لتعرف أنه أقرب الحيوانات صداقة إلى الإنسان كما يقال عنه، هذه المنطقة مدهشة فخضرة الجبل تعانق زرقة البحر من غير حائل بينهما.[/size]




أعود إلى زمالتي في المدرسة؛ أزعم أن جميعنا - نحن القبابنة و الزوار - يعرف مطربة مصرية اسمها روبي أو قد سمع عنها أو قرأ، و روبي هذه عرضتني لموقف لم أكن أتمنى أن أقع فيه لا سيما داخل معقل علمي في كرايست تشيرش و هي مدرسة southern English school ، أحببت أن أقلب صفحات الإنترنت في القاعة المخصصة لذلك في المدرسة؛ و بينما كان حولي لفيف من الصحب و الزملاء من عوالم مختلفة عن عوالمي و ثقافات أبعد ما تكون عن ثقافتي و أنماط اجتماعية لا مكان لها في النمط العربي، سولت لي نفسي في تلك اللحظات أن أتأكد من فكرتي هذه و أن أعرضها للتطبيق قبل أن أطرحها للتداول وسط هذه العالم المختلط بأجناسه و أعراقه التي لم تكن طيبة ربما لأن أمهاتهم لم تعد إعدادا يجعل من تلك الشعوب طيبة الأعراق كما هم بني العرب الأكرمين أباة التواني حماة الذمم.
بعد أن قرأت موقعي المفضل ( الجزيرة نت ) و انتهي تمن قراءة الرسائل الواردة شعرت بحنين غريب نحو مقاطع البلوتوث؛ فما كان مني إلا أن أبحث في الإنترنت عن هاتلك المقاطع التي تذكرني فعلا بشارع التحلية في الرياض فشرعت في المشاهدة و كان أول مقطع للاعبي المفضل زين الدين زيدان عندما طوح بالكرة عاليا عن المرمى بعد فاصل من المراوغة الساحرة، دعوت زميلي البرازيلي لمشاهدة اللقطة فلم يكترث كثيرا ربما لأن من نشاهده هو فرنسي أذاقهم المر في نهائي 98 ، حينها فكرت في كيفية جذبه و استمالته لشيء آخر، فكرت في مقطع لرونالديهنو أو روبينو أو غيره من اللاعبين البرازيليين فلم أجد مقطعا " عليه القيمة "، تركت البرازيلي و ذوقه الكروي و مزاجه الرياضي جانبا فليس له مكان بيننا نحن معشر الزملاء . . قبيل أن أغلق نافذة موقع مقاطع البلوتوث وقعت عيني على كلمة ( رقص لروبي ) فنقرت على ذلك الرابط لأشاهد مقطعا سخيفا لها في فيديو كليب، فجأة تحلق حولي البرازيلي ( جابته المصرية ) و من بعده ياباني ( كان مبسوط من الرقصة ) و أخذ صوته يتعالى : وااااااااااااو !! لتأتي يابانية لتسألني بكل غباء : هل هذه هي صديقتك ؟! فما كان مني إلا أن أضحك من ذلك !! أما الأخرى فأخذت تشاهد المقطع لبرهة من الزمن ثم ضربتني على ظهري و رأسي و هي قائلة : bad boy !! أيها الولد السيء.
أدركت أن ما تفعله هذه المصرية أمرا لا يليق حتى على مستوى الثقافات الأخرى و أن شجبنا لما تعرضه فضائيات العرب هو في محله و أنه لا ينبع من موقع متشنج أو متطرف !! و لا يحق لروبي و من سار في دربها أن يسألوننا: ليه بيداري كده ؟
لا طيب الله أوقاتهم . .

الآن نحن في آخر جزء من القصة لأننا في الأسبوع الأخير من رحلتي النيوزلندية، إنها صبيحة يوم الاثنين – أول أيام الأسبوع – نهضت من النوم لأرى فجأة من نافذة غرفتي مشهدا جميلا لأول مرة أراه، إنه الثلج الأبيض الساحر يتساقط على كرايست تشيرش، ركضت مسرعا كالأهبل أصارع عينيي الغامصتين في ممر البيت المظلم المؤدي إلى الحديقة الخلفية كي التقط لها صورا بهية للمكان الأجمل في بيت الزوجين الحميمين.
لأذهب بعدها إلى المدرسة و قد وصلت بصعوبة قليلا و قد تأخر بعض الطلاب عن الوصول و بعد المدرسين تخلف عن الحضور نظرا لأن الثلج حاصر بيته في أعلى الجبل الشاهق.
عندما كنا في غمرة الدرس جاءنا مدير المدرسة ليخبرنا بأن الحافلات ستتوقف بعد نصف ساعة نظرا لغزارة الثلوج ، لذا ستتوقف الدراسة هذا اليوم و على الطلاب الذين يرغبون الذهاب إلى بيوتهم القيام بذلك الآن و لن تحسم منهم درجة الغياب.

فضلت البقاء في المدرسة أو في وسط المط المدينة بينما فضلت الغالبية العظمى من الطلاب الذهاب إلى منازلهم قبل توقف الحافلات، لم يتبق في المدرسة سوى أقل من عشرة طلاب، و مدرسين اثنين. قمنا بدرس محادثة تحت شعار " العلم بمن حضر " أي الجود من الموجود من الطلاب.

فورا و بعد الانتهاء من الدرس قمت بالمشي في وسط المدينة كي أشاهد هذا الجمال الأخاذ لها و هي تكتسي البياض و كأنها عروس في ليلة زفافها، و بمرح و حسن نية رمى عليّ فتيان نيوزلنديان من المارة كرة من الثلج و بادلتهما أيضا و نحن نضحك فرحين مبتهجين بحفل المدينة الأبيض.

شعرت حينها أن كرايست تشيرش لا تريد مغادرتي من دون أن تكشف لي عن مفاتنها و تجعلني أعيش كل فصول السنة في حياتي لعلها تنجح في ثنيي عن قرار الرحيل المر عنها، فيا لها من مدينة هادئة استقبلني أهلها بابتسامة لطيفة و ودعتني المدينة و هي ترتدي فستان الزفاف كي تتجمل لمن سيفقدها أبد الدهر. . . و بودعك يا لغلا و بأخليك




تمت القصة . . .

 







توقيع :

يابو فهد يا عزوتي سافر الشوق يابو فهد عقبها جروحي عطيـبة
يا بو فهد وش رايك القلب محروق يا بو فهد فرقى الولايف صعيبـة
  رد مع اقتباس