عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2007, 06:33 PM   رقم المشاركة : 3
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم ولد بداح واخواني الكرام أعضاء ومتصفحي منتديات القبابنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد اليكم لامية القاضي ابن عمر الضمدي في الاستسقاء " نظم القاضي محمد بن علي بن عمر الضمدي ( ت 990هـ ) / تحقيق ودراسة : د . عبدالله بن محمد أبو داهش . ومناسبة هذه القصيدة : أن المخلاف السليماني أصيب بجدب وقحط شديد عام 973هـ/1565م ، فخرج الناس للاستسقاء وأمهم رجل مسن وهو ( ابن عمر الضمدي ) - رحمه الله - فلما وقف أمام الناس حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم ترجل هذه القصيدة ، فما انتهى منها إلا وقد انهمر المطر وما استطاع الحراك من مكانه إلا محمولا على أكتاف الرجال من شدة المطر ومما قاله في قصيدته :

إِن مسّنا الضّر , أو ضاقت بنا الحيل
= فلن يخيب لنا في ربنا أمل

وإِن أناخت بنا البلوى فإِن لنا
= ربّا يحولها عنا فتنتقل

الله في كل خطب حسبنا وكفى
= إليه نرفع شكوانا ونبتهل

من ذا نلوذ به في كشف كربتنا
= ومن عليه سوى الرحمن نتكل

وكيف يرجى سوى الرحمن من أحدٍ
= وفي حياض نداه النَّهل و العَلَل

لا يرتجى الخير إلا من لديه ولا
= لغيره يتوقى الحادث الجلل

خزائن الله تغني كلَّ مفتقرٍ
= وفي يد الله للسؤال ما سألوا

وسائل الله ما زالت مسائله
= مقبولة ما لها رد ولا ملل

فافزع إلى الله واقرع باب رحمته
= فهو الرجاء لمن أعيت به السبل

وأحسن الظن في مولاك وارض بما
= أولاك يخل عنك البؤس والوجل

وإن أصابك عسر فانتظر فرجا
= فالعسر باليسر مقرون ومتصل

وانظر إلى قوله:ادعوني استجب لكُمُ
= فذاك قول صحيح ماله بدل

كم أنقذ الله مضطراً برحمته
= وكم أنال ذوي الآمال ما أملوا

يا مالك الملك فارفع ما ألمّ بنا
= فما لنا بتولي دفعه قِبَلُ

ضاق الخناق فنفسي ضيقة عَجْلَى
= بنا فأَنَفُع شيء عندنا العَجَلُ

وحل عقدةً مَحْل حلّ ساحتنا
= بضرّه عمت الأمصار والحلل

وقُطِّعَتْ منه أرحام لشدته
= فما لها اليوم غير الله من يصل

وأهمل الخِل فيه حق صاحبه
= الأدنى وضاقت على كلٍّ به السُبلُ

فربَّ طفل وشيخ عاجز هَرِم
= أمست مدامعه في الخدّ تنهمل

وبات يرعى نجوم الليل من قلق
= وقلبه فيه نار الجوع تشتعل

أمسى يعج مِنَ البلوى إِليكَ وَمِن
= أحواله عندك التفصيل والجمل

فأنت أكرم من يُدعى وأرحم مَنْ
= يُرجى وأمرك فيما شئت ممتثل

فلا ملاذ ولا ملجأ سواك ولا
= إِلاّ إِليك لحي عنك مرتحل

فاشمل عبادك بالخيرات إنهم
= على الضرورة والشكوى قد اشتملوا

واسق البلاد بغيث مسبل غَدَقٍ
= مبارك مُرجَحِن مزنه هطل

سح عميم ملث القطر ملتعقِ
= لرعده في هوامي سحبه زَجَلُ

تكسى به الأرض ألواناً منمنمة
= بها تعود بها أحوالها الأُوَلُ

ويصبح الروض مخضرا ومبتسما
= من النبات عليه الوشي والحُلَلُ

وتخصب الأرض في شام وفي يمن
= به وتحيا سهول الأرض والجبلُ

يارب عطفاً فإن المسلمين معاً
= مما يقاسون في أكبادهم شعل

وقد شكوا كل ما لاقوه من ضرر
= إليك يا مالك الأملاك وابتهلوا

فلا يردك عن تحويل ما طلبوا
= جهل لذاك ولا عجز ولا بخل

يارب وانصر جنود المسلمين على
= أعدائهم وأعنهم أينما نزلوا

وفلّ حد زمان جار حتى غدا
= يدني الرفيع ويستعلي به السِفَلُ

يارب فارحم مسيئاً مذنبا عظُمت
= منه المأثِم والعصيان والزلل

قد أثقل الذنب والأوزار عاتقه
= وعن حميد المساعي عاقه الكسل

ولا تسوّد له وجها إذا غشيت
= وجوه أهل المعاصي من لظى ظلل

أستغفر الله من قولي ومن عملي
= إني امْرؤ ساء مني القول والعمل

ولم أقدم لنفسي قط صالحة
= يحط عني من وزري بها الثقل

يا خجلتي من عتاب الله يوم غدٍ
= إن قال خالفت أمري أيها الرجل

علمت ما علم الناجون واتصلوا
= به إليَّ ولم تعمل بما عملوا

يارب فاغفر ذنوبي كلها كرماً
= فإنني اليوم منها خائف وَجِلُ

واغفر لأهل ودادي كل ما اكتسبوا
= وحط عنهم من الآثام ما احتملوا

واعمم بفضلك كل المؤمنين وتُبْ
= عليهم وتقبَّلْ كل ما فعلوا

وصل رب على المختار من مضر
= محمد خير مَنْ يحفى وينتعل

وآله الغر , والأصحاب عن طرف
= فإنهم غُرر الإسلام والحجل

منقول وانتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس