عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2007, 08:02 PM   رقم المشاركة : 3
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

قال الرضي : (( وليس كل منطوح أو كل شاة منطوحة نطيحة فهذه العلة في خروجها عن مذهب الأفعال إلى حيز الأسماء بسبب اختصاصها ببعض ما وقعت عليه في الأصل وغلبتها فيه كما في الآلة نحو المنخل والمدهن والمسعط والموضع كالمسجِد )) . وما جاء من هذه الأوصاف على ( مَفْعَلَة ) كالمَغْلَبة ، لا يثني ولا يجمع ، ويجعل للذكر والأنثى ، والعاقل وغيره ، لأنها على غير بناء الفعل ، فقد قال القراء وأبو عبيد فـي ( مَفْعَلَة ) أنه : (( مما تجعله العرب مؤنثاً للذكر والأنثى على غير بناء الفعل ولا يثنونه في تثنيته ولا يجمعونه في جمعه ، وفي الحديث : " الولد مَجْبَنَة مَجْهَلَة مَبْخَلَة " والحرب مأْيَمة ومَيْتَمة – أي يقتل فيها الرجال فتئيمُ النساء ويَيْتَم الأولاد وطعام مَحْسَنة للجسم ومغذاة – يَحْسُن عليه ويَغْذُوه ومَشْرَبة – يُشْرَب عليه الماء كثيراً ومَتْخَمة – يُتّخم عليه )) . ويجمعون اليوم الذي تجري فيه الغَلَبةُ ، فيقولون : (( أتذكر أيام الغُلُبَّة ، و الغُلُبَّي ، والغِلبَّي ، أي : أيام الغلبة )) ، وقال أبو زيد : (( هي الغُلُبَّى والغِلِبَّى )) . والذي يحكم له بالغلبة فهو المُغَلَّب ، ويطلق أيضاً على المغلوب مراراً ، وهو من الأضداد . وفي الحديث : (( أهل الجنة الضعفاء المُغلَّبون )) .
وقال امرؤ القيس :ـ

وإنّكَ لم يفخر عليكَ كفاخرٍ
ضعيفٍ ولم يغلبك مثلُ مُغَلَّبِ

أي : إذا غلبك المغلوب ، فإن غلبته غلبة سوء ؛ لأن النفوس تأنف من أن يغلبها من هو دونها . فالمُغَلّب مدح أو ذم يطلقه من يحكم على غيره وقد يكون باطلاً . وغُلَبَةٌ هو الذي يَغْلِبُ غيرَه ، والذي يَغْلِبُه غيرُه فهو غُلْبَةٌ ، لأن فُعَلة للفاعل وفُعْلَة للمفعول . ورجل غُلَبًّة وغُلُبَّةُ وغَلَبَّةٌ للذي يغلب أو كثير الغلب ، والضم فيها أعلى ، وقالوا : لتجدنّه غُلُبَةً عن قليل وغُلُبَّة ، أي غلاَّباً . وحكى أبو زيد : غَلَبْتُهُ غَلُبَّةً ، قال : ولم أكد أجد لها نظيراً ، ولكن النظير موجود فقد قالوا : رجلٌ حَزُقَّة أي : ضيق الرأي وغَضُبَّة ، أي : يغضب سريعاً ، وعلى هذا تحمل فَعَلَّة وفَعُلَّة وفُعُلَّة ، إنها للذي يغلب سريعاً بدليل أنهم قالوا لتجدنه غُلُبَةً عن قليل كما جاءوا بصيغة المبالغة ( غلاَّب ) للكثير الغلبة ، وإنهم قالوا : غلاّب من قوم غلاّبين . ولم يكسّروه ، وكسّروا غالباً على غَلَبَةٍ ، لأن كل بناء وضع لمعنى يختلف عن غيره. والمُغْلَنْبِي : الذي يغلبك ويعلوك ، وهذا الباب ملحق بأمر نجم ، فقد زادوا فيه ليلحق ببناء بنات الأربعة ، فلما كانت النون في امرنجم ثالثة ساكنة كانت في مغلنبي كذلك ، ولما كان بعدها في امرنجم حرفان جعلوا بعدها في مغلنبي حرفين ليلحق البناء بالبناء ، والغاية زيادة المعنى والمبالغة فيه وتوكيده ، كما قالوا : (( اغلولب العنب في الأرض إذا بلغ كل مبلغ )) ، واغلولب العشب ، وحديقة مغلولبة ، وبعير غلالب للذي يغلب الإبل بسيره . وهذا يدل على كثرة تصرفهم في (غلب ) بالزيادة و التغيير لمطاوعة هذا البناء لما يريدون من المعاني لخفته فإن الثلاثي أخف الأبنية ، كما أن الفتحة أخف الحركات . وقد عدلوا عن غالبة ، وهو في حال المعرفة والتسمية ، ليزيدوا في دلالته ، فبنوا غَلابِ ، ولم يبنوه من الغَلَب كما ذهب ابن دريد ، لأن الغَلَب ليس علما ، ويجب أن يكون غَلابِ معدولا عن غالبة وهو علم أيضاً . وقد خص بالكسر لاجتماع التأنيث والعدل وللإشارة أي أن هذا العلم محبوب ، وكل محبوب مقرب إلى النفس كأن المتكلم يريد إضافتها إلى نفسه ، وترك التنوين يشعر بهذا المعنى . وقد جاءوا بالمغالبة من غَالَب للدلالة على أن الفعل من اثنين ، وجاءوا بالتغالب من تغالب للزيادة على أقل الفعل ، فيكون من اثنين فصاعدا ، وهما بذلك قد خرجا عن نظائرهما ، وقد يسلبا هذه الزيادة ، لأن المتكلم لا يريد الفعل من اثنين إنما (( ليريك أنه في حال ليس فيها )) ، وهكذا جاءوا بالتغليب مصدراً جارياً على غَلَّب للدلالة على خروج التغليب عن النظير لما تضمن من معنى التكثير ، كما خرج التغالب والمغالبة . والتغليب في حقيقته : إصدار حكم بالغلبة ، كما تقدم الكلام في المغلَّب ، تقول : غَلَّبتُه تَغْليباً فهو مُغَلَّبٌ . أي حكمتُ له بالغلبة ، أوحكمتُ عليه بالغلبة فهو مغلوبٌ . وقولك : غَلَّبْتُه تَغْلِيباً . يحتمل المعاني الآتية :ـ أنك تخبر أن هذا فِعْلٌ وقع منك شيئاً بعد شيء على تطاول الزمان ، أي إن فَعّل لمعنى أفعَل . أنك أتيته غالباً ، ولا يراد به التكثير ، كما تقول : كلّمت زيداً . أنك تسلب غلبته ، وتجعلها لنفسك ، أي أنه مضاد لأفعل . أنك جعلته غالباً ، وهو في الحقيقة ليس كذلك . أنك عرّضته للغلبة .أنك أخرجته من هيئته الغالبة وصيرته مغلوباً . أنك أكثرت الفعل وبالغت فيه حتى حصلت على الغلبة . أنك نقلت الغلبة عن جهته وحولتها إلى غيره .

نتائج البحــث :

الاستعمال العربي لا يتقيد بالحدود الضيقة للكلمات . الوصفية تعني حقائق الأشياء وأماراتها وهي من الأحكام المعنوية . الوصفية قائمة على معنى الفعلية ولا تنفصل عنها إلا بالنقل . الوصفية العامة والخاصة مرتبطة بالمنسوب إليه وبالدلالة على الحدوث والثبوت وبالمبالغة أو عدمها . الأفعال أخبار قد تتحول إلى صفات إذا عرفت لأصحابها واشتهرت عليهم بتكرارها . الأفعال الناقصة أوصاف عامة بحاجة إلى تخصيص . أفعال القلوب تعني الإعلام عن حصول النسبة بالعلم أو بالظن بخلاف الناقصة لنقصان حصول النسبة إلا بذكر الخبر . كان الناقصة عامة والتامة خاصة لقيامها بنفسها بخلاف الأولى . أفعال المدح والذم أوصاف عامة للمبالغة . الوصفية العامة تتم بتغيير في النسبة للإبهام أولاً ثم التفسير أو التفصيل بعد الإجمال . الصفة بخلاف النعت ، لأنها قد تكون عامة أما النعت فلا يأتي إلا خاصاً لتبعيته ، كما أنه لا يأتي بلا منعوت كالصفة والمقصود بالصفة المعنى أما النعت فالمقصود منه النسبة . إن التاء تحول الوصف العام إلى خاص أو إلى علم . إن الوصفية الخاصة تؤدي إلى تكسير الجمع لظهور الاسمية عليها بخلاف العامة ، فإنها تجمع جمع سلامة لظهور الفعلية عليها . أسماء الحشر أوصاف عامة لشمولها الخلائق دفعة واحدة . صيغ المبالغة إذا دخلتها التاء أفادت عموم الصفة في ذات واحدة لقيامها مقام مجموعة في تلك الصفة . إن الفعل الواحد قد يفيد معنيين متضادين وذلك بتغيير حركة معينة . إن الوصف الواحد تختلف دلالته بحسب موصوفه عاقلاً كان أم غيره . بناء ( فعَل ) أخف الأبنية وأكثرها استعمالاً بخلاف ( فعِل ) . بناء ( فعَل ) للمحبوب غالباً ، و ( فعِل ) للمكروه . إن الفعلين إذا اتفقا في المعنى اتحدا في المصدر . المغالبة لا تكون إلا بين فاعلين يظهر ذلك في تغيير بناء الفعل للمناسبة . ( فعُل ) للغرائز والطبائع والسجايا فجعل للغلبة ، كما جعل للتعجب والمدح والذم . بناء ( فيعال ) و ( فعال ) للمبالغة في الحدث و ( مفاعلة ) للمبالغة في الفاعل . المفاعلة مصدر و ( الفعال ) اسمه والفرق بينهما كالفرق بين الفعل والاسم . استعمال المصدر بمعنى الفاعل أو المفعول للمبالغة . يضاف المصدر إلى فاعله إذا كان غالباً وإلى مفعوله إذا كان مغلوباً . إلحـاق التاء بمصدر ( أفعل ) الأجوف للدلالة على المداومة . التاء تحول المصدر الميمي إلى الوصف للمبالغة لدلالته على الكثرة . الزيادة في المصدر بالإلحاق للمبالغة ونقصانه يحوله إلى وصف للمبالغة أيضاً . بناء ( مَفْعَل ) لموضع غير مخصص للفعل ، أما ( مفعِل ) فاسم للمكان المخصص للفعل . إلحاق التاء ببناء ( فعيل ) بمعنى مفعول يحوله من وصف قد ثم على موصوفه إلى اسم لما يتصف به . بناء ( مفعلة ) لا يثنى ولا يجمع ويكون للمذكر والمؤنث ، لأنه لا يجري على الفعل . بناء ( مفعَّل ) من الأضداد ، لأنه للفاعل والمفعول أو للغالب والمغلوب .

المصادر والمراجع :

أدب الكاتب ، لابن قتيبة ( 276 هـ ) تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، مصر ، ط4 ، 1382هـ - 1963م . - أساس البلاغة ، للزمخشري ( 538 هـ ) تحقيق : عبد الرحيم محمود ، مطبعة أورفاند ، ط1 ، 1372هـ - 1953م . - ألفية ابن مالك ، مكتبة النهضة ، بغداد 1984م . - أمالي السهيلي ، لعبد الرحمن بن عبد الله الأندسي ، تحقيق : محمد إبراهيم البنا ، ط 1 ، مطبعة السعادة ، 1395هـ - 1970م . - أنوار التنزيل ، للبيضاوي ( 685 هـ ) المطبعة العثمانية 1369هـ . - الإيضاح في شرح المفصل ، لابن الحاجب ( 646هـ ) تحقيق : موسى بناي العقيلي ، مطبعة العاني بغداد . - البارع في اللغة ، لأبي علي القالي البغدادي ( 356هـ ) تحقيق : هاشم الطعان ، بيروت 1975م . - البيان والتبيين ، للجاحظ ( 255 هـ ) دار الفكر 1968م . - التعريفات ، لأبي الحسن الجرجاني ، بغداد ، 1986م . - الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي ، تحقيق : مصطفى السقا ، القاهرة : 1380هـ - 1961م . - الزينة في الكلمات الإسلامية العربية ، لأبي حاتم الرازي ، دار الكتاب العربي ، ط 2 ، القاهرة 1957م . - العموم والخصوص في الجملة العربية ( رسالة ماجستير ) لرجاء عجيل إبراهيم ، كلية التربية للبنات ، جامعة بغداد 1418هـ - 1997م . - الفروق اللغوية ، لأبي هلال العسكري ، تحقيق : حسام الدين القدسي ، دار الكتب العلمية ، بيروت . - الفوائد الضيائية ، للجامي ، تحقيق : الدكتور / أسامة طه الرفاعي ، بغداد ، 1402هـ - 1983م . - الكشاف ، للزمخشري ، دار المعرفة ، بيروت . - المحكم المحيط الأعظم في اللغة ، لابن سيده ، تحقيق : إبراهيم الابياري ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ط 1، 1391هـ-1971م . - المخصص ، لابن سيده ، بيروت ، دار الفكر . - المذكر والمؤنث ، للانباري ، تحقيق : طارق عبد عون الجنابي ، مطبعة العاني ، بغداد ، ط1 ، 1978م . - المذكر والمؤنث ، للمبرد ، تحقيق رمضان عبد التواب وصلاح الدين الهادي ، مطبعة دار الكتب ، 1970م . - المفردات في غريب القرآن ، للراغب الاصفهاني ، تحقيق : محمد بن سيد كيلاني ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر 1381هـ - 1961م . - المقتضب ، للمبرد ، تحقيق : محمد عبد الخالق عضيمه ، عالم الكتب ، بيروت . - المنصف ، لابن جني ، تحقيق : إبراهيم مصطفى وعبد الله أمين ، مطبعة مصطفى الحلبي بمصر ، ط1 ، 1373هـ 1954م . - تاج العروس ، للزبيدي ، المطبعة الخيرية ، مصر ، ط 1 ، 1306هـ . - تاج اللغة وصحاح اللغة العربية ، للجوهري ، تحقيق : أحمد عبدالغفور عطار ، دار الكتب بمصر . - تهذيب اللغة ، للأزهري ، تحقيق : عبد العظيم محمود ، ومحمد علي النجار ، القاهرة . - ثلاثة كتب في الأضداد ، للأصمعي ، والسجستاني ، وابن السكيت ، تحقيق : أوفت هفنر ، دار الكتب ، المطبعة الكانولبكية 1912م . - جامع البيان في تفسير القرآن ، للطبري ، دار المعرفة ، بيروت ، ط3 1398هـ - 1978م . - جمهرة اللغة ، لابن دريد ، مطبعة الدكن ، ط1 ، 1345هـ . - حاشية الشهاب ، لشهاب الدين الخفاجي ، بولاق ، 1283هـ . - ديوان الأدب ، للفارابي . - شرح ألفية ابن مالك ، لابن الناظم ، تحقيق : عبد الحميد السيد عبد الحميد ، دار الجيل – بيروت . - شرح ابن عقيل ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، مطبعة السعادة القاهرة ط 1 ، 1384هـ - 1964م . - شرح التلويح، للتقتازاي، مطبعة محمدعلي صبيح 1377هـ 1957م . - شرح الشافية ، لرضي الدين الاسترابادي ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد وصاحبيه ، مطبعة حجازي ، القاهرة . - شرح الكافية لرضي الدين الاسترابادي ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1405هـ - 1985م . - شرح المفصل ، لابن يعيش ، المطبعة المنيرية بمصر . - شرح شافية ابن الحاجب ، للرضي الاسترابادي ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، مطبعة حجازي ، القاهرة . - كتاب سيبويه، تحقيق : عبد السلام هارون، ط1، عالم الكتب ، بيروت . مجالس ثعلب ، تحقيق : عبد السلام محمد هارون ، دار المعارف بمصر . -مجمع البيان في تفسير القرآن ، للطبرسي ، طهران ، ط 2 ، 1379هـ . - مجموعة الشافية ، للجاربردي ، بيروت ، عالم الكتب 1310هـ . - معاني القرآن ، للفراء ، عالم الكتب ، بيروت ، ط2 1980م . - معجم متن اللغة ، لأحمد رضا ، مكتبة الحياة ، بيروت ، 1379هـ 1960م . - معجم مفردات ألفاظ القرآن ، للراغب الأصفهاني ، تحقيق : نديم مرعشلي ، بيروت ، دار الفكر . - معجم مقاييس اللغة ، لابن فارس ، تحقيق : عبد السلام هارون ، دار إحياء الكتب العربية ، ط1 ، 1369هـ . - مفاتيح الغيب ، للفخر الرازي ، بيروت، ط2 ، 1405هـ- 1985م . - نزهة الطرف في علم الصرف ، للميداني ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، ط1 ، 1401هـ - 1981م . - نظرية النحو العربي ، للدكتور / نهاء الموسى ، ط 1 ، الأردن 1400هـ 1980م . نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز ، للفخر الرازي ، تحقيق : إبراهيم السافرائي ، محمد بركات حمدي ، دار الفكر ، عمان 1985م . - انتهى بحث الدكتور عبدالوهاب محمد حسن . وانتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس