مداخلة رائعة أخي فارس و أشكرك عليها . .
الموضوع الرئيس كان بين مجتمعات ثلاثة هي الياباني في أقصى الشرق و يمثل حضارة . . و الأمريكي في أقصى الغرب و يمثل حضارة أو صرعة حضارية إن صح التعبير و نحن السعودية التي ينظر لها الكثير على أنها تمثل المجتمع الإسلامي.
مشاركتي المقتبسة قال صاحبها بأن الأمريكي سيحاول أن يتخفى عن الشرطة في حالة إرتكابه حادثة ما؛ أما الياباني فإنه سيسلم نفسه للشرطة و أميل لتصديق هذا السلوك من قبل الطرفين نظرا لأني تعايشت مع كلا الجنسيتين لمدة جيدة.
أما السعودي فإني طرحت تساؤلا عنه لتحاول أن نحلل جميعا حال مجتمعنا و ظروف التغيير فيه من قبلنا جميعا.
و في صلب مداخلتك الرائعة أعقب على محورين:
المحور الأول: نحن لا نفتقر إلى القانون و النظام؛ فلدينا من القوانين و الأنظمة التي تكفل بتسيير المجتمع في الاتجاه الصحيح إذا تم تطبيقه إداريا بشكل صارم و تم احترامه من قبل المجتمع، نحن لا نحتاج إلى الاحتكاك مع الغير لنتعلم الذوق و الاحترام و الصدق؛ فالإسلام انطلق من هنا و دعاة الإسلام و علماء الشريعة يفدون إلى الحرمين و يعقدون الحلقات الدراسية ناهيك عن دعوة محمد بن عبدالوهاب التي أتت بالإصلاح العقائدي.
نحن نركز في تعليمنا على أن الشريعة و علومها هي حفظ و ليس فهم و لك أن تسأل طلاب الصف الأول ثانوي عما يرغب أن يتجه إلى هل إلى القسم العلمي أم الشرعي ؟ فإذا قال لك العلمي فسأله عن السبب فسيجيبك بأن القسم الشرعي يعتمد على الحفظ بينما العلمي يعتمد على الفهم و هو يحب أن يفهم لا أن يحفظ !! ( احفظ دينك لا أن تفهمه )

اليابانيون ليس لديهم دين يدينون به؛ فما الذي علمهم هذه الأخلاق ؟


المحور الآخر: جميل هو نقد المجتمع و قبيح هو الجلد فيه ! و التغيير ليس مناطا بالشباب اليافع فقط و إنما من قبل كل الأفراد الذين يحملون هما في داخلهم ناهيك عن الحكومة، و الدافع للتغيير ليس الإنبهار بما يعيشون فيه و إنما الإنحدار الذي نعيش فيه.

لدينا أزمة في التعامل مع بعضنا و إذا أردت لمحة تشير إلى كلامي هذا فاذهب إلى مكتبتي العبيكان و جرير و اسأل عن أكثر نوعيات الكتب التي تباع لديهما فسيقولان بأنها كتب إدارة الذات و تطويره التي تعتمد على الاتصال الشخصي بين الناس إضافة إلى تلك الدورات التي تعقد كثيرا و دائما و أبدا طالما صرنا كذلك.

أظن هذا مالدي حتى الساعة و لك تحياتي