سعد بلع النجم الثاني من العقارب والسابع من نجوم الشتاء وآخرها ويعرف بالعقرب الثانية وعدد أيامه (13) وفي السنة الكبيسة (14) يوماً حيث يبدأ في 2/23 فبراير ( شباط ) وهما نجمان أحدهما خفي والآخر ظاهر وسمي الظاهر ( بلعاً ) كأنه قد بلع قرينه الخفي وأخذ ضوءه ويقال سمي بسعد بلع نسبة إلى صاحب القصة السابقة ( سعد الذابح ) وقيل البلع هنا المراد به الأكل بنهم أي أنه استمر في أكل لحم ناقته التي ذبحها ليتقي بلحمها من البرد القارس وقيل سمي بذلك لإبتلاع الأرض ماوقع عليها من الماء ويعرف عند أهل الحرث بالعقرب الثانية وهذا النجم من النجوم اليمانية وتقول العرب ( إذا طلع بلع اقتحم الربع ولحق أهله الهبع وظهر في الأرض لمع ) ومعنى أقتحم الربع وهو ولد الإبل أول النتاج يولد في الربيع ويوسع الخطو حال المشي ومعنى لحق الهبع وهو ولد الإبل آخر النتاج ويولد في الصيف يمد عنقه حال المشي لذا فهو نتاج متأخر ضعيف ومعنى ظهر في الأرض لمع أي لمع من العشب ويكثر فيه المطر بإذن الله وسمي بعقرب الدم دلالة على البرد الخفيف إذ أنه يدمي ولايقتل ويقول فيه العرب ( رابع الحوت البرد يموت ) حيث يوافق الرابع من برج الحوت ففي هذا النجم أيام العجوز وسمي برد العجوز إذ قيل أن عجوزاً حذّرت قومها من أن موسم البرد لم ينته بعد فاحذروا أن تجزوا أصواف أغنامكم، لكن القوم جزت أصواف أغنامها بعد شعورهم بالدفء اعتقاداً منهم بذهاب البرد فعاد البرد وقتل الغنم لأنهم لم يحسنوا التدبير وينتظرون حتى ذهاب البرد وقيل لأنه يأتي في عجز الشتاء كما قيل أنه يؤثر على كبار السن دون غيرهم فبعد مضي تسعة أيام من هذا النجم تأتي سبعة أيام تبدأ بيوم ( الصن ثم الصنبر فالوبر والآمر والمؤتمر والمعلل ومطفئ الجمر ) حيث برد ( العجوز ) أو مايسمى ببرد ( الحسوم ) التي أهلك الله فيها قوم عاد وكثيراً مايكون فيها البرد شديداً والرياح قوية ويتكدر فيها الجو وتتخللها فترة هامة تسمى ( المستقرضات ) نتيجة لإستقراض شباط من آذار أربعة أيام لتكون سبعة أيام حسب ما قاله شباط لآذار عندما قالت له العجائز وهن أهل حلال في قصة تتردد على الأسماع وتعتبر رواية من الروايات والأساطير المنقولة من هنا وهناك حيث قالت العجائز ( شباط شبّط وآذار وذرّذر وراح المطر ) فسمعهن شباط فأخذ يخاطب شهر آذار قائلاً ( آذار يابن عمي أربعة منك وثلاثة مني ) أي بمعنى آخر ثلاثة أيام من شباط وأول أربعة أيام من آذار فهبت الرياح وهطلت الأمطار مدة سبعة أيام وجرفت السيول العجائز بحلالهم ,ويستمر في هذا النجم تلقيح النخيل ويزرع في منزلة سعد بلع فسائل النخيل والبرسيم والبطيخ والشمام والخيار والقثاء والقرعيات والباذنجان والكوسة والذرة البيضاء والذرة الصفراء والقطن والباميا واللوبيا والملوخية والسبانخ والرجلة والنعناع والكراث والفاصوليا والفول السوداني وقصب السكر والعنب والبطاطا الحلوة وكافة الخضروات وكافة أشجار الفاكهة .