عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2007, 01:45 PM   رقم المشاركة : 1
مشرف
 
الصورة الرمزية العـــروان






العـــروان غير متصل

العـــروان is on a distinguished road


 

ما هي أول وآخر آية نزلت من القرآن الكريم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هي أول وآخر آية نزلت من القرآن الكريم ؟


لا شك أن معرفة تاريخ نزول السور والآيات لها فائدتها العظيمة في التشريع ، من أهمها معرفة الناسخ والمنسوخ ، حينما يكون هناك نصَّانِ مختلفان في الحكم ، ولا يمكن التوفيق بينهما بمثل التقييد والتخصيص ، وكذلك معرفة تدرُّج التشريع ، وبيان اهتمام المسلمين بالقرآن والبحث عن تواريخ نزول الآيات والسور .

وأصحُّ ما قيل في أول ما نزل من القرآن أنه صدر سورة : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) في غار حراء، كما رواه البخاري ومسلم عن عائشة في حديث أول ما بُدِيء به الرسول من الوحْي

وقيل : إن أول ما نزل إطلاقًا : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) ، وذلك لحديث رواه البخاري ومسلم أيضًا عن جابر بن عبد الله ، ولكن رُدَّ عليه بأن ذلك أول ما نزل بعد فترة الوحي . للنصِّ عليه في رواية أخرى التي جاء فيها ، " فإذا المَلَكُ الذي جاءني بحِراء قاعد على كُرسِيٍّ بين السماء والأرض فرجعت إلى بيتي وقلت زمِّلوني ، فأنزل الله : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ )

وقيل : إن أول ما نزل هو سورة الفاتحة ، بِناءً على حديث روه البيهقي . ورُدَّ بأنه حديث مُرسَل سقط منه الصحابي فلا يقْوى على معارضة حديث عائشة السابق

وقيل : إن أول ما نزل هو البسملة ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) بِناءً على حديث أخرجه الواحدي عن عِكرمة والحسن ، ورُدَّ بأنه حديث مُرسَل كسابقه ، فهذه أربعة أقوال أصحها وأقواها الأول

أما آخر ما نزل من القرآن ففيه عشرة أقوال :

1- قوله تعالى : ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ) (سورة البقرة:281) بناءً على حديث رواه النسائي عن ابن عباس ، حيث عاش النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد نزولها تسع ليال ثم تُوفي لليلتين خلتا من ربيع الأول .

2- قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) ( سورة البقرة : 278 ) بناء على رواية للبخاري عن ابن عباس .

3- قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّى فَاكْتُبُوهُ ) ( سورة البقرة : 282 ) .

وجمع السيوطي بين هذه الأقوال بأن الظاهر نزولها دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ؛ لأنها في قصة واحدة .

لكن الرأي الأوَّل أقْوي لِمَا في الآية من إشارة إلي ختام الدِّين ووجوب الاستعداد ليوم القيامة ، وللنص في الحديث على وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد نزولها بتسع ليال فقط .

4- قوله تعالى : ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ ) ( سورة آل عمران : 195 ) ، والدليل حديث أخرجه ابن مِرْدَوَيِه عن أم سلمة أنها قالت للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أرى الله يَذْكُر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت : ( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ) ( سورة النساء : 32 ) ، ونزلت : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ) ( سورة الأحزاب :35 )، ونزلت آية : ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ) ، فهي آخر ما نزل من الآيات الثلاث . وليستْ آخر ما نزل من القرآن .

5- قوله تعالى : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ ) ( سورة النساء :93 ) والدَّليل ما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس حيث قال : هي آخر ما نزل ولم يَنْسَخْها شيء ، ويُجاب على ذلك بأنها آخر ما نزل في حُكم قتل المؤمن عمدًا ، وليست آخر ما نزل من القرآن .

6- قوله تعالى : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ) ( سورة النساء :176 ) ، والدليل ما رواه البخاري ومسلم عن البرَّاء بن عازب ، ورُدَّ بأنها آخر ما نزل في المواريث ، كما قال عن سورة براءة بأنها آخر ما نزلت ، فيُحمل القول على أن ذلك بالنسبة لتشريع الجهاد والقتال ، فالآخرية نسبية إضافية لا حقيقية مطلقة .

7- سورة المائدة ، بناء على رواية للترمذي والحاكم عن عائشة رضي الله عنها ، ورُد بأنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تُنسخْ فيها أحكام ، فالآخرية مُقيدة بذلك وليست مطلقة .

8- قوله تعالى : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفِسِكُمْ ) ( سورة التوبة :128) بِنَاءً على ما رواه الحاكم وابن مِرْدَوَيْه عن أُبَيِّ بن كعب ، ويُرَد عليه بأن الآخرية معناها أنها آخر آية نزلت من سورة براءة ويؤيِّده ما قيل : إن هذه الآية وما بعدها نزلت بمكة مع أن السورة مدنية، فالسورة تحدثت عن الجهاد ، والآيتان ليس فيهما أمر به ؛ لأن الجهاد لم يُفرض بمكة .

9- آخر سورة الكهف : ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ ) بناءً على ما أخرجه ابن جرير عن معاوية بن أبي سفيان ، ويُرد عليه بأن الآخرية بحسب عدم نزول ما ينسخُها بعدها .

01- ( إِذَا جَاءَ نَصْر اللهِ وَالْفَتْح ) لما رواه مسلم عن ابن عباس ، ورُد بأنها آخر ما نزل مُشْعِرًا بوفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويؤيِّده ما رُوي عنه أنه قال حين نزلت : "نُعِيَتْ إليَّ نَفْسي " ، وفَهِمَ ذلك بعض كبار الصحابة ، فقد ورد أن عمر بكى عند سماعها وقال : الكمال دليل الزوال . ويُحتمل أنها آخر ما نزل من السور فقط، كما تدل عليه رواية ابن عباس .

هذا ما لخَّصْته من الإتقان في علوم القرآن للسيوطي . ومن مناهل العرفان للزُّرقاني ، ومن أراد الزيادة فليرجع إليهما .

منقول من موقع إسلام أون لاين .

تـابـع ...

 







توقيع :

  رد مع اقتباس