بارك الله فيك سعد المحاركة موضوعك جميل فمن منا لايعرف الشيطان فهو عدوُّ الإنسان دائماً يوسوس له بما يفسد عليه دينه ودنياه من المعاصي والمنكرات يغوي الإنسان وعدوٌّه منذ نشأته الأولى وقد آلى على نفسه أن يُضلَّ بني آدم ويصرفهم عن الحقِّ ويوردهم موارد التَّهلُكة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً لذلك أخي سعد فهو دائم السَّعْي ليثنيهم عن كلِّ ما فيه خيرهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة أخوي سعد للشيطان مسالكه ومساربه وله مداخله ومخارجه يزيِّن الرَّذيلة في عين الإنسان فيُلْبسها رداء الفضيلة فينطلي مَكره هذا على ضعاف العقول الَّذين عطَّلوا ملكة التفكير الَّتي زوَّدهم الله تعالى بها وأهملوا تنميتها والاستفادة من طاقاتها الهائلة فسُرعان ما يقعون تحت تأثيره وينقادون لأوامره دون أن يدركوا فداحة خطئهم لذلك فإن الله جلَّ وعلا ـ عطفاً على أمثال هؤلاء ورحمة بهم ـ حذَّر جميع عباده مراراً وتكراراً من خداع هذا العدوِّ الماكر ليكونوا بمنأى عن شروره وآثامه والوقوع في شَرَكِهِ وإضلاله والناس إزاء هذا التحذير على صنفين صنف تثمر النصيحة فيه وتؤتي أُكُلها فيتَّعظ، ويحتاط من شرِّ الشيطان ووساوسه وصنف آخر يُصِمُّ أذنيه ويغلق عقله فتراه سادراً في غيِّه يأمره الشيطان فيأتمر وينهاه فينتهي ولو أوقعه ذلك في الهلاك وقد تصل الجرأة به حدّاً يُحِلُّ فيه ما حرَّمه الله ويحرِّم ما أحلَّه له من خيرات الأرض وأرزاقها والعياذ بالله أخوي سعد كفانا الله وإياكم شر هذا الشيطان الرجيم