عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2008, 01:13 PM   رقم المشاركة : 3
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

أخي الكريم / محمد القباني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بقصيدة الشاعر الفارس / صفي الدين الحلي الطائي رحمه الله والله يبارك فيك ويجزاك خيرا واليك قصيدته الأخرى الرائعة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي يقول فيها :

فَيروزَجُ الصُبحِ أَم يا قوتَةُ الشَفَق
= بَدَت فَهَيَّجَتِ الوَرقاءَ في الوَرَقِ

أَم صارِمُ الشَرقِ لَمّا لاحَ مُختَضِباً
= كَما بَدا السَيفُ مُحمَرّاً مِنَ العَلَقِ

وَمالَتِ القُضبُ إِذ مَرَّ النَسيمُ بِها
= سَكرى كَما نُبِّهَ الوَسنانُ مِن أَرَقِ

وَالغَيمُ قَد نُشِرَت في الجَوِّ بُردَتُهُ
= سِتراً تُمَدُّ حَواشيهِ عَلى الأُفُقِ

وَالسُحبُ تَبكي وَثَغرُ البَرَّ مُبتَسِمٌ
= وَالطَيرُ تَسجَعُ مِن تيهٍ وَمِن شَبَقِ

فَالطَيرُ في طَرَبٍ وَالسُحبُ في حَربٍ
= وَالماءُ في هَرَبٍ وَالغُصنُ في قَلَقِ

وَعارِضُ الأَرضِ بِالأَنوارِ مُكتَمِلٌ
= قَد ظَلَّ يَشكُرُ صَوبَ العارِضِ الغَدِقِ

وَكَلَّلَ الطَلُّ أَوراقَ الغُصونِ ضُحىً
= كَما تَكَلَّلَ خَدُّ الخَودِ بِالعَرَقِ

وَأَطلَقَ الطَيرُ فيها سَجعَ مَنطِقَهِ
= ما بَينَ مُختَلِفٍ مِنهُ وَمُتَّفِقِ

وَالظِلُّ يَسرِقُ بَينَ الدَوحِ خُطوَتَهُ
= وَلِلمِياهِ دَبيبٌ غَيرُ مُستَرَقِ

وَقَد بَدا الوَردُ مُفتَرّاً مَباسِمُهُ
= وَالنَرجِسُ الغَضُّ فيها شاخِصُ الحَدَقِ

مِن أَحمَرٍ ساطِعٍ أَو أَخضَرٍ نَضِرٍ
= أَو أَصفَرٍ فاقِعٍ أَو أَبيَضٍ يَقَقِ

وَفاحَ مِن أَرَجِ الأَزهارِ مُنتَشِراً
= نَشرٌ تَعَطَّرَ مِنهُ كُلُّ مُنتَشِقِ

كَأَنَّ ذِكرَ رَسولِ اللَهِ مَرَّ بِها
= فَأُكسِبَت أَرَجاً مِن نَشرِهِ العَبِقِ

مُحَمَّدُ المُصطَفى الهادي الَّذي اِعتَصَمَت
= بِهِ الوَرى فَهَداهُم أَوضَحَ الطُرُقِ

وَمَن لَهُ أَخَذَ اللَهُ العُهودَ عَلى
= كُلِّ النَبِيِّنَ مِن بادٍ وَمُلتَحِقِ

وَمَن رَقي في الطِباقِ السَبعِ مَنزِلَةً
= ما كانَ قَطَّ إِلَيها قَبلَ ذاكَ رَقي

وَمَن دَنا فَتَدَلّى نَحوَ خالِقِهِ
= كَقابِ قَوسَينِ أَو أَدنى إِلى العُنُقِ

وَمَن يُقَصِّرُ مَدحُ المادِحينَ لَهُ
= عَجزاً وَيَخرَسُ رَبُّ المَنطِقِ الذَلِقِ

وَيُعوِزُ الفِكرُ فيهِ إِن أُريدَ لَهُ
= وَصفٌ وَيَفضُلُ مَرآهُ عَنِ الحَدَقِ

عُلاً مَدحَ اللَهُ العَلِيُّ بِها
= فَقالَ إِنَّكَ في كُلٍّ عَلى خُلُقِ

يا خاتَمَ الرُسلِ بَعثاً وَهوَ أَوَّلُها
= فَضلاً وَفائِزُها بِالسَبقِ وَالسَبَقِ

جَمَعتَ كُلَّ نَفيسٍ مِن فَضائِلِهِم
= مِن كُلِّ مُجتَمِعٍ مِنها وَمُفتَرِقِ

وَجاءَ في مُحكَمِ التَوراةِ ذِكرُكِ وَال
= إِنجيلِ وَالصُحُفِ الأولى عَلى نَسَقِ

وَخَصَّكَ اللَهُ بِالفَضلِ الَّذي شَهِدَت
= بِهِ لَعَمرُكَ في الفُرقانِ مِن طُرُقِ

فَالخَلقُ تُقسِمُ بِاِسمِ اللَهِ مُخلِصَةً
= وَبِاِسمِكَ أَقسَمَ رَبُّ العَرشِ لِلصَدَقِ

عَمَّت أَياديكَ كُلَّ الكائِناتِ وَقَد
= خُصَّ الأَنامُ بِجودٍ مِنكَ مُندَفِقِ

جودٌ تَكَفَّلتَ أَرزاقَ العِبادِ بِهِ
= فَنابَ فيهِم مَنابَ العارِضِ الغَدِقِ

لَو أَنَّ جودَكَ لِلطوفانِ حينَ طَمَت
= أَمواجُهُ ما نَجا نوحٌ مِنَ الغَرَقِ

َو أَنَّ آدَمَ في خِدرٍ خُصِصتَ بِهِ
= لَكانَ مِن شَرِّ إِبليسِ اللَعينِ وُقي

لَو أَنَّ عَزمَكَ في نارِ الخَليلِ وَقَد
= مَسَّتهُ لَم يَنجُ مِنها غَيرَ مُحتَرِقِ

لَو أَنَّ بَأسَكَ في موسى الكَليمِ وَقَد
= نوجي لَما خَرَّ يَومَ الطورِ مُنصَعِقِ

لَو أَنَّ تُبِّعَ في مَحلِ البِلادِ دَعا
= لِلَّهِ بِاِسمِكَ وَاِستَسقى الحَيا لَسُقي

لَو آمَنَت بِكَ كُلُّ الناسِ مُخلِصَةً
= لَم يُخشَ في البَعثِ مِن بَخسٍ وَلا رَهَقِ

لَو أَنَّ عَبداً أَطاعَ اللَهَ ثُمَّ أَتى
= بِبُغضِكُم كانَ عِندَ اللَهِ غَيرَ تَقي

لَو خالَفَتكَ كُماةُ الجِنِّ عاصِيَةً
= أَركَبتَهُم طَبَقاً في الأَرضِ عَن طَبَقِ

لَو تودَعُ البيضُ عَزماً تَستَضيءُ بِه
= لَم يُغنِ مِنها صِلابُ البيضِ وَالدَرَقِ

لَو تَجعَلُ النَقعَ يَومَ الحَربِ مُتَّصِلاً
= بِاللَيلِ ما كَشَفَتهُ غُرَّةُ الفَلَقِ

مَهَّدتَ أَقطارَ أَرضِ اللَهِ مُنفَتِحاً
= بِالبيضِ وَالسُمرِ مِنها كُلُّ مُنغَلِقِ

فَالحَربُ في لُذَذٍ وَالشِركُ في عَوَذٍ
= وَالدينُ في نَشَزٍ وَالكُفرُ في نَفَقِ

فَضلٌ بِهِ زينَةُ الدُنيا فَكانَ لَها
= كَالتاجِ لِلرَأسِ أَو كَالطَوقِ لِلعُنقِ

صَلّى عَلَيكَ إِلَهُ العَرشِ ما طَلَعَت
= شَمسُ النَهارِ وَلاحَت أَنجُمُ الغَسَقِ

وَآلِكَ الغُرَرِ اللّاتي بِها عُرِفَت
= سُبلُ الرَشادِ فَكانَت مُهتَدى الفِرَقِ

وَصَحبِكَ النُجُبِ الصيدِ الَّذينَ جَرَوا
= إِلى المَناقِبِ مِن تالٍ وَمُستَبِقِ

قَومٌ مَتى أَضمَرَت نَفسٌ اِمرِئٍ طَرَفاً
= مِن بُغضِهِم كانَ مِن بَعدِ النَعيمِ شَقي

ماذا تَقولُ إِذا رُمنا المَديحَ وَقَد
= شَرَّفتَنا بِمَديحٍ مِنكَ مُتَّفِقِ

ِإن قَلتَ في الشِعرِ حُكمٌ وَالبَيانُ بِهِ
= سِحرٌ فَرَغَّبتَ فيهِ كُلِّ ذي فَرَقِ

فَكُنتَ بِالمَدحِ وَالإِنعامِ مُبتَدِئاً
= فَلَو أَرَدنا جَزاءَ البَعضِ لَم نُطِقِ

فَلا أَخُلُّ بِعُذرٍ عَن مَديحِكُمُ
= ما دامَ فِكري لَم يُرتَج وَلَم يُعَقِ

فَسَوفَ أُصفيكَ مَحضَ المَدحِ مُجتَهِداً
= فَالخَلقُ تَفنى وَهَذا إِن فَنيتُ بَقي

منقول وأنت سالم وغانم والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس