عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-2008, 09:31 PM   رقم المشاركة : 12
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

إسحاق ( عليه السلام ) :

بعد أن رزق الله إبراهيم - عليه السلام - بإسماعيل من زوجته هاجر ، كان إبراهيم يدعو الله أن يرزقه بولد من زوجته سارة التي تحملت معه كل ألوان العذاب في سبيل الله ، فاستجاب الله له ، وأرسل إليه بعض الملائكة على هيئة رجال ، ليبشروه بولد له من زوجته سارة ، وأخبروه بذهابهم إلى قوم لوط للانتقام منهم ، ولما جاءت الملائكة إلى إبراهيم استقبلهم أحسن استقبال ، وأجلسهم في المكان المخصص للضيافة ، ثم أسرع لإعداد الطعام لهم ، فقد كان إبراهيم رجلاً كريمًا جوادًا ، وفي لحظات جاء بعجل سمين ، وقربه إليهم ، فلم يأكلوا أو يشربوا أي شيء ، فخاف إبراهيم - عليه السلام - منهم ، وظهر الخوف على وجهه ، فطمأنته الملائكة ، وأخبروه أنهم ملائكة ، وبشروه بغلام عليم . كل هذا ، وسارة زوجة إبراهيم تتابع الموقف ، وتسمع كلامهم ، وذلك من خلف الجدار ، فأقبلت إليهم ، وهي في ذهول مما تسمعه ، وتعجبت من بشارتهم ، فكيف تلد وهي امرأة عجوز عقيم ، وزوجها رجل كبير ، فأخبرتها الملائكة بأن هذا أمر الله القادر على كل شيء ، فاطمأن ابراهيم ، وذهب عنه الخوف ، وسكنت في قلبه البشرى التي حملتها الملائكة له ؛ فخر ساجدًا لله شاكر له . وبعد فترة ، ظهر الحدث المنتظر والمعجزة الإلهية أمام عين إبراهيم وزوجته ؛ حيث ولدت سارة غلامًا جميلاً ، فسماه إبراهيم إسحاق ، والقرآن الكريم لم يقص علينا من قصة إسحاق - عليه السلام - إلا بشارته ، وكذلك لم يذكر لنا القوم الذي أرسل إليهم وماذا كانت إجابتهم له ، وقد أثنى الله - عز وجل - عليه في كتابه الكريم في أكثر من موضع ، قال تعالى : { واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار . إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار . وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار } [ ص : 45 - 47 ]. كما أثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إسحاق ، فقال : ( الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ) [ البخاري ] ورزق الله إسحاق ولدًا اسمه يعقوب ، ومرض إسحاق ثم مات بعد أن أدَّى الأمانة التي تحملها .

يعقوب ( عليه السلام) :

نبي من أنبياء الله - عز وجل -، اصطفاه الله ، فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام -، بشرت الملائكة به إبراهيم - عليه السلام - زوجته سارة ، قال تعالى : ( فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) [ هود : 71 ]. ولد يعقوب - عليه السلام - محاطًا بعناية الله ورحمته ، سائرًا على منهج آبائه ، وكان ليعقوب اثنا عشر ولدًا سمَّاهم القرآن الكريم بالأسباط ، وكان أجلهم قدرًا ، وأنقاهم قلبًا ، وأسلمهم صدرًا ، وأزكاهم نفسًا ، وأصغرهم سنًا ، يوسف - عليه السلام -، لذا كان يعقوب - عليه السلام - يحوطه بمزيد من العناية والحنان وهذا شيء طبيعي ، فالأب يحنو على الصغير حتى يكبر ، وعلى المريض حتى يبرأ . وكان يعقوب - عليه السلام - مثالاً يحتذى للأب الذي يقوم بتربية أولاده على الفضيلة ، فيقوم بأمرهم ، ويسدي لهم النصح ، ويحل مشاكلهم ، إلا أن الشيطان زين للأبناء قتل أخيهم يوسف لما رأوا من حب أبيهم له ، لكنهم بعد ذلك رجعوا عن رأيهم من القتل إلى الإلقاء في بئر بعيدة ، لتأخذه إحدى القوافل المارة ، وحزن يعقوب على فراق يوسف حزنًا شديدًا ، وأصابه العمى من شدة الحزن ، ثم ردَّ الله إليه بصره ، وجمع بينه وبين ولده . وبعد فترة من الزمن مرض يعقوب -عليه السلام - مرض الموت ، فجمع أبناءه وأخذ يوصيهم بالتمسك بالإيمان بالله الواحد وبعمل الصالحات ، قال تعالى : ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدًا ونحن له مسلمون ) [ البقرة : 133 ]. منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس