عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2010, 11:28 AM   رقم المشاركة : 1
فريق الاشراف
 
الصورة الرمزية محمد القباني






محمد القباني غير متصل

محمد القباني is on a distinguished road


 

نصيحة شيخ القبيلة لكم

سالفتنا اليوم وقصتنا عن مايحدث لأبناء البادية في حالة القحط الشديد وتنقلهم من مكان لآخر بحثاً وطلباً للرعي مواشيهم فيضطر أبنـاء القبائل إلى الارتحال الدائم وراء الماء والأرض الخضـراء التي تصلح لرعاية الإبل والماشية ففي إحدى هذه القبائل كانت سالفتنا إذ كان صاحبنا بدوياً اعتاد رعاية الإبل إلا أن سنوات الجفاف اضطرته إلى بيع ما لديه من ماشية ومتاع فما كان منه إلا أن قرر الرحيل عن قبيلته طلباً للعمل والرزق في قبيلة أخـرى فودع زوجته وأعد عدة السفر وانطلق إلى حـال سبيله .
قادته الأقدار إلى إحدى القبائل العربية الكبيرة المعروفة بغناها وكثرة ماشيتها وخصوبة أرضها فتوجه إلى شيخها يطلب العمل فرحب به شيخ القبيلة لما رأى فيه من سـمات الرجولة واستمر البدوي لدى شيخ القبيلة يعمل دون كلل يرعى الإبل أحياناً وأحياناً أخرى يعمل في مضافة الشيخ عند وصول الضيوف لديه وما كاد ينقضي العام حتى كان شـيخ القبيلة يكافئه بناقة أوجمل وهكذا مرت السنوات والبدوي في كل سنة يحصل على جمل أو ناقة حتى أصبح لديه قطيع لابأس به .
بعد فترة أحس البدوي بالشوق والحنين لأهله وقبيلته ففاتح شيخ القبيلة برغبته في الرحيل مما أحزن الشيخ فقد كان له بمثابة الإبن لصدقه وأمانته ووفائه وإخلاصه في العمل إلا أن البدوي كان قد عزم على العودة وعند ساعة الرحيل وقف البدوي مودعاً وطالباً للنصيحة التي تعينه في سـفره من شيخ القبيلة وقد كان معروفاً عن الشيخ الحكمة وبعد النظر فكان أن قال له شيخ القبيلة ناصحاً أوصيك بأربع :
لا تأخذ بمشورة الرجل الأعور وإذا نزلت لا تنزل ببطن الوادي وإذا غضبت بالليل فلا تتخذ أمراً وانتظر إلى أن يصبح الصبح وإذا غضبت بالنهار فانتظر الليـل .
انطلق البدوي مع قطيعه من الإبل متوجهاً إلى قبيلته يدفعه الشوق والحنين وأثناء سـيره صادف مجموعة من البدو المرتحلين فطلب الرفقة معهم فرحبوا به وبعد فترة من السير أخذ القوم يفكرون بالإستراحة قليلاً ثم مواصلة السير في صباح اليوم الثالي فأخذ القوم يتشاورون أي الأماكن أفضل لنزولهم مع مواشيهم وكان في القوم رجل أعـور فأشارعلى القوم بالنزول في بطن الوادي إلا أن البدوي تذكر نصيحة شيخ القبيلة (لا تأخذ برأي الأعور ولا تنزل ببطن الوادي ) فقال القوم بأن بطن الوادي مكان خطر فأنقسم القوم بين مؤيد للأعور ومؤيد لرأي البدوي .
فكان أن نزل الأعور بأتباعه في بطن الوادي أما البدوي فقد نزل مع من أخذ بنصيحته على تلة مرتفعة وما إن أقبل الليل حتى هبت عاصفة قوية وتدفقت مياه السيول في بطن الوادي فأخذ القوم الذين نزلوا على رأي الأعور بالمفاجأة وجرفهم الوادي مع مواشيهم في حين نجا البدوي ومن أخذ برأيه .
وفي الصباح أكمل البدوي مع النفر الذين معه سـيرهم وما أن اقترب من قبيلته حتى ودّع أصحابه وأكمل مسـيرته لوحده إلى القبيلة وأصبح على مشارفها وقد أقبل الليل فترك ما معه من ماشية خارج القبيلة وسار إلى المكان الذي فيه خيمته وما إن وصل حتى لاحظ وجود شخص ينام بالقرب من زوجته فغضب كثيراً واستل خنجره ليقتل هذا الغريب إلا أنه تذكر نصيحة الشيخ ( إذا غضبت بالليل فانتظر النهار ) فتراجع من فوره وعاد إلى المكان الذي قد ترك به إبله ينتظر شروق الشمس .
أقبل الصباح وبدأت الشمس ترسل أشعتها بهدوء والبدوي ينتظر بفارغ الصبر التوجه إلى أهله وبينما هو كذلك أقبل نحوه فتى يافع يحمـل بين يديه قـربة ماء وما إن وصل إليه حتى ألقى عليه السلام وقال له :
إن هـذا الماء قد أرسلته لك أمي لتتوضأ ياأبـي .
فبهت البدوي واستغرب من كلام الفتى وقال له :
من أنت يافتى ؟
فقال الشاب :
أنا ابنك الذي تركته طفلاً رضيعاً وإن أمي قد أحست بك ليلة البارحة فأرسلتني إليك لأستقبلك .
ففرح البدوي وحمد الله أنه لم ينسق وراء غضبه بالأمس فانطلق مع ابنه يقود قطيعه إلى قبيلته وهو فرح بإبنه .

وإلى أن يحين لنا الموعد مع قصة وسالفة أخرى تقبلوا تحياتي
ودمتم برعاية رب العزة والجلال

 







توقيع :

[frame="6 70"]أمة لاتعرف تاريخها .. لاتحسن صياغة مستقبلها[/frame]

[align=center][/align]


[align=center]

[/align]
  رد مع اقتباس