عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2013, 08:49 PM   رقم المشاركة : 2
عضو جديد





رحيق مختوم غير متصل

رحيق مختوم is on a distinguished road


 

نَعَمْ اَخِي؟ وَيَحِقُّ لِمَنْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ هَذَا الشَّرِّ اَنْ يُرْغِمَ غَيْرَهُ مِنَ الْمُعْجَبِينَ بِهِ وَبِرِزْقِهِ رَغْماً عَنْهُمْ عَلَى قَوْلِهَا؟ وَاِلَّا وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ؟ لَاخَشَبَ وَلَاحَدِيدَ وَلَا شَلْحَة مِنْ مَزَارٍ وَلَاخَرْزَةً زَرْقَاءَ وَلَافَرْدَةَ حِذَاء وَكُلُّ ذَلِكَ لَا يَنْفَعُ اِلَّا مَاوَرَدَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ هَذِهِ هِيَ الْحَقِيقَةُ الْوَاقِيَةُ مِنَ شَرِّ الْحَسَد؟ اِنَّهَا الْحَقِيقَةُ الْكُبْرَى الَّتِي لَايُدْرِكُهَا اَمْهَرُ الْاَطِبَّاءِ فِي الْعَالَم؟ وَلَكِنَّ الطَّبِيبَ سُبْحَانَهُ يُدْرِكُهَا؟ وَهُوَ الَّذِي صَادَقَ عَلَيْهَا فِي الْقُرْآنِ عَلَى لِسَانِ اَحَدِ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ ضَرَبَ اللهُ بِهِمَا الْمَثَلَ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ الله؟ اِنَّ هُنَاكَ اِشْعَاعَاتٍ شَفَّافَةً تَخْرُجُ مِنْ عَيْنِ الْحَاسِدِ فَتَذْهَبُ اِلَى الْمَحْسُودِ؟ فَتَخْتَرِقُ ثَيَابَهُ وَجِسْمَهُ بِوَاسِطَةِ مَسَامِّ الْجِلْدِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَلَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ صَحِيحٌ مِائَة فِي الْمِائَة؟ وَهَذَا شَيْءٌ ثَابِتٌ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ بَعْضُ النَّاسِ الْجُهَّالِ يَعْتَقِدُونَ اَنَّ جَمِيعَ الْاَشْيَاءِ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ هِيَ مَادِّيَّاتٌ مَلْمُوسَةٌ فَقَطْ؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ؟ كَمْ اَنْتُمْ حَمْقَى وَاَغْبِيَاء؟ بَلْ اِنَّ عَالَمَ الْاَرْوَاحِ اَوْسَعُ مِنْ عَالَمِ الْمَادِّيَّات؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ قَدْ تَرَى اِنْسَاناً صَالِحاً يَتَحَمَّلُ مِنَ الْمَشَاقِّ وَالصِّعَابِ الرُّوحَانِيَّةِ الْمُرْهِقَةِ مَالَانَتَحَمَّلُهُ نَحْنُ وَقَدْ تَكُونُ مَزْهِقَةً لِاَرْوَاحِنَا؟ فَلَا تَقِسْ هَذَا عَلَى ذَاك؟ وَحَتَّى فِي مَجَالِ الْقِوَى الْجِسْمَانِيَّة؟ فَاِنَّكَ اَخِي قَدْ تَرَى اِنْسَاناً لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَحْمِلَ اِلَّا مَاوَزْنُهُ خَمْسَةُ كِيلَوَاتٍ فَقَطْ؟ وَقَدْ تَرَى اِنْسَاناً آخَرَ يَسْتَطِيعُ رَفْعَ مِائَةِ كِيلُو مِنَ الْاَثْقَال؟ فَلَا تَقِسْ هَذَا عَلَى ذَاكَ اَيْضاً؟ لِاَنَّنَا اَخِي لَنْ نُصَدِّقَكَ اِذَا قُلْتَ لَنَا بِمَا اَنِّي لَااَسْتَطِيعُ اَنْ اَحْمِلَ اِلَّا خَمْسَة كِيلُو فَلَايُوجَدُ فِي الدُّنْيَا كُلّهَا اِنْسَانٌ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَحْمِلَ فَوْقَ طَاقَتِي؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ هُنَا اَنْتَ تَكْذِبُ وَتُجَافِي الْحَقِيقَةَ وَتَبْتَعِدُ عَنْهَا وَتَتَكَلَّمُ بِخَطَاٍ فَادِح؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَسْتَطِيعُ فِعْلاً اَنْ يَحْمِلَ مَاوَزْنُهُ خَمْسِينَ اَوْ مِائَةَ كِيلُو اَوْ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ بِكَثِير؟ وَكَذَلِكَ اَخِي بِالنِّسْبَةِ لِلرُّوحَانِيَّات؟ فَهُنَالِكَ اُمُورٌ رُوحَانِيَّةٌ يَتَحَمَّلُ اَصْحَابُهَا مِنْهَا مَالَايَتَحَمَّلُهُ النَّاسُ الْعَادِيُّون؟ وَلِذَلِكَ اَوْدَعَ اللهُ هَذِهِ الْاُمُورَ فِي مَخْلُوقَاتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِتَتِمَّ حِكْمَتُهُ فِي الْخَلْق؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلِذَلِكَ حِينَمَا يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّه(فَالذُّبَابُ هُنَا كَمَا ذَكَرْنَا؟ لَايُلْقِي مِنْ جِسْمِهِ اِلَّا بِالْجَنَاحِ الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ؟ فَحِينَمَا اَخِي تَغْمِسُ الْكُلَّ يَنْغَمِسُ مَعَهُ اَيْضاً الْجَنَاحُ الَّذِي فِيهِ الدَّوَاءُ وَالشِّفَاءُ مِنْ هَذَا الدَّاءِ الَّذِي اَلْقَاهُ الْجَنَاحُ الْآخَرُ الْمَرِيض؟ فَتَخْرُجُ مِنَ الْجَنَاحِ الشَّافِي اِفْرَازَاتٌ مِنَ التُّرْيَاقِ الشَّافِي الَّذِي يَقْضِي عَلَى الْاِفْرَازَاتِ السَّابِقَةِ الَّتِي اَخْرَجَهَا الْجَنَاحُ الْمَرِيضُ الَّذِي فِيهِ الدَّاء؟ نَعَمْ اَخِي وَلَاغَرَابَةَ فِي ذَلِكَ اَبَداً؟ فَقَدْ يَصِفُ لَكَ الطَّبِيبُ مِنَ الدَّوَاءِ الشَّافِي بِاِذْنِ اللهِ كَالدَّوَاءِ الَّذِي يُعَالِجُ الْتِهَابَ الْعِظَامِ وَالْمَفَاصِلِ مَثَلاً مِمَّا يُسَمَّى مُضَادَّ الْتِهَاب سِيتُرُوئِيدِي اَوْ غَيْر سِيتْيِروئِيدِي اَوْ مُضَادّ حَيَوِي وَغَيْرِهِ؟ وَلَكِنَّهُ قَدْ يُؤَثّرُ عَلَى مَعِدَتِكَ وَيَضُرُّهَا؟ وَقَدْ تَكُونُ مَعِدَتُكَ حَسَّاسَةً وَلَاتَتَجَاوَبُ مَعَ هَذَا الدَّوَاءِ الشَّافِي؟ فَمَاذَا يَفْعَلُ طَّبِيبُ الْعِظَامِ وَالْمَفَاصِلِ قَبْلَ اَنْ يُسَجِّلَ لَكَ الدَّوَاءَ فِي الْوَصْفَة؟ طَبْعاً سَيَسْاَلُكَ هَلْ سَبَقَ لِمَعِدَتِكَ اَنْ تَاَثَّرَتْ بِاَيِّ نَوْعٍ مِنْ اَنْوَاعِ الدَّوَاء؟ فَاِذَا قُلْتَ لَهُ نَعَمْ فَاِنَّهُ يَصِفُ لَكَ دَوَاءً آخَرَ مِنْ اَجْلِ اَلَّا تَتَاَثَّرَ مَعِدَتُكَ بِهَذَا الدَّوَاءِ الْجَدِيدِ عَلَيْهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَهَذَا الدَّوَاءُ لِلْعِظَامِ وَالْمَفَاصِلِ هُوَ كَالذُّبَابَة فِي اَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاء وَفِي الْجَنَاحِ الْآخَرِ دَاءٌ عَلَى مَعِدَتِكَ؟ وَلِذَلِكَ وَصَفَ لَكَ الطَّبِيبُ دَوَاءً مُرَافِقاً لَهُ تَشْرَبُهُ لِتَغْمِسَهُ مَعَ دَوَاءِ الْعِظَامِ وَالْمَفَاصِلِ فِي مَعِدَتِكَ حَتَّى يَكُونَ تُرْيَاقاً شَافِياً لَهَا كَمَا تَغْمِسُ الذبَابَ فِي الطَّعَامِ حَتَّى يَكُونَ طَعَاماً شَافِياً تَاْكُلُهُ هَنِيئاً مَرِيئاً بِاِذْنِ اللهِ وَلَاتَتَاَثّر؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَحَتَّى باِلنِّسْبَةِ لِلْحَيَوَان؟ فَهُنَاكَ اَخِي اَعْشَابٌ سَامَّة وَبِجَانِبِهَا دَوَاءٌ مِنَ الْاَعْشَابِ النَّافِعَةِ لِهَذَا السُّمّ؟ فَمَاذَا يَفْعَلُ الْحَيَوَانُ كَالْجَمَلِ مَثَلاً حِينَمَا يَاْكُلُ مِنَ الْاَعْشَابِ السَّامَّة؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ فَوْراً يَاْكُلُ مِنَ الْاَعْشَابِ النَّافِعَةِ الَّتِي بِجَانِبِهَا حَتَّى يَغْمِسَهَا مَعَ الْاَعْشَابِ السَّامَةِ الَّتِي وَصَلَتْ اِلَى مَعِدَتِهِ فَتَخْتَلِطُ بِهَا وَتَقْضِي عَلَى سُمُومِهَا وَلَاتَضُرُّهُ؟ وَحَتَّى بِالنِّسْبَةِ لِلْمَوَادِّ الْكِيمَاوِيَّةِ الَّتِي يُرِيدُونَ اِتْلَافَهَا مِنْ تَرَسَانَةِ بَشَّارَ الْكِيمَاوِيَّة؟ فَاِنَّهُمْ يُضِيفُونَ اِلَيْهَا مَوَادَّ اُخْرَى وَيَغْمِسُونَهَا بِهَا وَيَخْلِطُونَهَا فَتَقْضِي عَلَى نِسْبَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ سُمِّيَّتِهَا قَبْلَ اَنْ يُلْقُوهَا فِي الْبِحَارِ وَتَقْضِي عَلَى الثَّرْوَةِ السَّمَكِيَّة؟ فَحِينَمَا يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ(بِمَعْنَى فَلْيَغْمِسْ كُلَّ الذُّبَابَةِ بِمَا فِيهَا مِنْ جَمِيعِ اَجْزَاءِ جِسْمِهَا بِمَا فِيهَا اَيْضاً مِنْ جَنَاحَيِ الدَّاءِ وَالدَّوَاء؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ اَنَا نَفْسِي تَتَقَزَّزُ مِنْ هَذَا الْفِعْلِ؟ وَتَتَقَزَّزُ مِنْ اَكْلِ هذا الطَّعَامِ الْمَغْمُوسِ بِالذُّبَابِ اَيْضاً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي وَاَنَا مِثْلُكَ اَيْضاً؟ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ يَتَقَزَّزُ مِنْ اَكْلِ الضَّبِّ؟ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِاَصْحَابِهِ اِنْ شِئْتُمْ فَكُلُوا وَلَكِنِّي لَاآكُلُ لِاَنَّ نَفِسِي تَعَافُهُ؟ وَنَفْهَمُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ اَنَّ اَكْلَ الضَّبِّ لَيْسَ حَرَاماً وَاِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ يَتَقَزَّزُ مِنْهُ؟ وَلَكِنَّ الْاِسْرَافَ فِي اَكْلِهِ هُوَ الْحَرَام؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِنَّ هَذَا الْاَمْرَ النَّبَوِيَّ لَيْسَ اَمْراً وَاجِباً عَلَيْكَ وَلَاعَلَيْنَا اَنْ نَغْمِسَ الذُّبَابَ فِي الطَّعَامِ اَوِ الشَّرَابِ ثُمَّ نَشْرَبَ الْمَاءَ اَوْ نَاْكُلَ الطَّعَامَ الَّذِي وَقَعَ الذُّبَابُ فِيهِمَا؟ لَكِنْ مَايُدْرِيكَ اَعَاذَنَا اللهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ؟ اَنْ نَقَعَ فِي مَجَاعَةٍ تَضْطَّرُّنَا اِلَى اَنْ نَاْكُلَ لَا الَّذِي فِيهِ الذُّبَابُ فَحَسْبُ؟ بَلْ قَدْ نَاْكُلُ الْمَيْتَةَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِوَمُحَرَّمَاتِ سُورَةِ الْمَائِدَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَاللُّحُوم؟ بَلْ قَدْ نَاْكُلُ الْجِيَفَ مِنَ الْحَيَوَانِ اَوِ اللُّحُومِ الْبَشَرِيَّةَ لِاَنَّنَا جَائِعُون وَقَدْ يُؤَدِّي الْجُوعُ بِنَا اِلَى الْمَوْت؟ وَلِذَلِكَ كَانُوا رَحِمَهُمُ اللهُ وَقَدِ انْتَقَلُوا جَمِيعاً اِلَى رَحْمَتِهِ تَعَالَى وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ اَحَد؟ يُخْبِرُونَنَا عَنْ اَيَّامِ مَجَاعَةٍ فِي الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ كَانَتْ تُسَمَّى اَيَّامَ سَفَرْ بَرْلِكْ فِي سَنَة 1914 اِنْ لَمْ اَكُنْ مُخْطِئَة؟ وَكَانُوا اِذَا مَاتَ الْحَيَوَان؟ يَذْهَبُ النَّاسُ اِلَيْهِ وَيَاْخُذُونَ مِنْ لَحْمِهِ لِيَاْكُلُوا مِنْهُ؟ وَلِمَاذَا نَبْتَعِدُ اَخِي اِلَى اَيَّام سَفَرْ بَرْلِكْ وَنَحْنُ الْآنَ فِي اَيَّامِنَا نَعِيشُ مَعَ الْبِلَادِ الَّتِي فِيهَا الْمَجَاعَاتُ؟ وَفِيهَا الْحُرُوبُ الطَّاحِنَةُ وَالظَّالِمَةُ؟ وَقَدْ يُضْطَّرُّ النَّاسُ فِيهَا اِلَى اَنْ يَاْكُلُوا مِنَ الْفِئْرَانِ؟ وَاَنْ يَاْكُلُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ طَاهِرٍ اَوْ نَجِسٍ حِفَاظاً عَلَى حَيَاتِهِمْ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَى مِنَ النَّاسِ الْمُتَفَزْلِكِينَ وَالثَّرْثَارِينَ وَقَدْ مَلَؤُوا بُطُونَهُمْ وَاَمْعِدَتَهُمْ وَاَكَلُوا فَوْقَ طَاقَتِهِمْ مِنْ اَجْوَدِ وَاَحْسَنِ الْاَطْعِمَةِ؟ ثُمَّ يَقُولُونَ لَكَ بِكُلِّ وَقَاحَة مِينْ اِلُو نَفِسْ وَجُرْاَة اَنْ يَاْكُلَ مِنَ الْفِئْرَانِ اَوْ مِنَ الْاَطْعِمَةِ الَّتِي وَقَعَ فِيهَا الذُّبَاب؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلاَءِ كَمَا يَقُولُونَ عِنْدَنَا فِي الْاَمْثَالِ النُّصَيْرِيَّة؟ اَلْعُصْفُورُ الْفَقِيرُ مِنْ نَارِ الْجُوعِ اَوِ الشِّوَاءِ يَتَقَلَّى؟ وَالصَّيَّادُ يَتَسَلَّى؟ وَالَّذِي يَاْكُلُ مِنْ ضَرْبِ الْعَصَا لَيْسَ كَالَّذِي يَعُدُّ ضَرَبَاتِهَا؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ اَيْضاً؟ اِنَّ النَّفْسَ الْبَشَرِيَّةَ تَطْلُبُ مِنْكُمْ مِنَ الْاُمُورِ مَايُحَافِظُ عَلَى حَيَاتِهَا وَكَيَانِهَا رَغْماً عَنْكُمْ؟ لِاَنَّكُمْ اِذَا جِعْتُمْ جُوعاً شَدِيداً؟ فَاِنَّكُمْ قَدْ تُحِبُّونَ مِنَ الطَّعَامِ الَّذِي لَاتُحِبُّونَهُ فِي الْحَالَاتِ الْعَادِيَّةِ الَّتِي لَاتَجُوعُونَ فِيهَا رَغْماً عَنْكُمْ؟ وَهَذِهِ حَقِيقَةٌ وَاقِعِيَّةٌ مَلْمُوسَةٌ مَعَ اَكْثَرِ النَّاس؟ فَاَنْتَ اَخِي مَثَلاً اِذَا كُنْتَ جَائِعاً جُوعاً شَدِيداً؟ فَاِنَّكَ تَاْتِي اِلَى الْبَيْتِ بَعْدَ الْعَمَلِ مُتْعَباً مُرْهَقاً؟ وَقَدْ تَجِدُ الطَّبْخَةَ عَلَى النَّارِ وَلَمْ تَنْضُجْ بَعْدُ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّكَ تَبْحَثُ فِي الْبَرَّادِ فَتَاْكُلُ مِنْهُ سَدّاً لِجُوعِكَ وَلَوْ وَجَدْتَّ فِيهِ طَعَاماً لَاتُحِبُّهُ؟ بَلْ اِنَّكَ عِنْدَ الْجُوعِ الشَّدِيدِ تَجِدُ الطَّعَامَ لَذِيذاً وَلَوْ كُنْتَ لَاتُحِبُّه؟ وَبِالْعَكْسِ؟ فَاِنَّكَ حِينَمَا تَكُونُ شَبْعَاناً اَخِي؟ فَاِنَّ اَطْيَبَ الْاَطْعِمَةِ قَدْ لَاتَرُوقُ لَكَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ فَطَرَنَا بِمَعْنَى خَلَقَنَا عَلَى غَرِيزَةِ حُبِّ الْبَقَاءِ فِي حَالَةِ الْجُوعِ الشَّدِيدِ خَاصَّةً رَغْماً عَنَّا؟ فَحِينَمَا اَبَاحَ لَنَا سُبْحَانَهُ اَنْ نَاْكُلَ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ فِي حَالَةِ الضَّرُورَةِ الْقُصْوَى كَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَغَيْرِهَا مِنْ مُحَرَّمَاتِ سُورَةِ الْمَائِدَةِ مِنَ الطَّعَامِ؟ فَاِنَّهُ سَمَحَ لَنَا اَنْ نَاْكُلَ بِقَدْرِ سَدِّ الرَّمَق؟ أيْ بَقَدْرِ مَايَسُدُّ رَمَقَنَا وَيُعْطِينَا كِفَايَتَنَا لِنَبْقَى عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ فَقَطْ؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ عُلَمَاءُ التَّغْذِيَة فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ لُحُومُهَا ضَارَّةً كَالْخِنْزِيرِ وَالْفِئْرَانِ وَغَيْرِهَا؟ فَاِنَّ غَرِيزَةَ حُبِّ الْبَقَاءِ تَتَطَلَّبُ شَيْئاً مِنْهَا؟ فَاِذَا اَخَذَ اَحَدُنَا مِنْ هَذَا الشَّيْءِ بِقَدْرِ مَايَسُدُّ الرَّمَقَ؟ فَاِنَّهُ لَايَضُرُّ جِسْمَه؟ وَسُبْحَانَ الله؟ فَاِنَّ هَذِهِ حَقِيقَةٌ عِلْمِيَّةٌ صَادِقَةٌ بِالدَّلِيلِ الْقَاطِع؟ وَاَمَّا اِذَا اَخَذَ زِيَادَةً عَلَى سَدِّ الرَّمَقِ؟ فَاِنَّ الْجِسْمَ يُصَابُ بِالضَّرَر؟ فَاَنْتَ اَخِي اِذَا كُنْتَ تُرِيدُ اَلَّا تَاْكُلَ مِنَ الطَّعَامِ الَّذِي وَقَعَ فِيهِ الذُّبَابُ فَلَا تَاْكُلْ وَاَنْتَ حُرّ؟ وَلَكِنِ اغْمِسْهُ وَاَطْعِمْهُ غَيْرَكَ مِمَّنْ هُوَ بِحَاجَةٍ مِنَ الْفُقَرَاءِ الْمَسَاكِينَ الَّذِينَ رَاَيْتُهُمْ بِاُمِّ عَيْنِي يَبْحَثُونَ عَنِ الطَّعَامِ فِي الْمَزَابِلِ؟ فَعَرَضْتُّ عَلَى اَحَدِهِمْ صَدَقَةً فَاَبَى اَنْ يَاْخُذَهَا وَقَالَ اِلَيْكِ عَنِّي؟ اُفَضِّلُ اَنْ آكُلَ مِنَ الْخَرَا؟ عَلَى اَنْ اَحْتَاجَ ابْنَ مَرَا؟ وَاَعْتَذِرُ مِنَ الْاِخْوَةِ الْقُرَّاءِ عَلَى هَذِهِ الْاَلْفَاظ؟ وَلَكِنَّهَا حَقِيقَةٌ وَاقِعِيَّةٌ شَاهَدْتُّهَا بِاُمِّ عَيْنِي وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد؟ وَلِذَلِكَ اَقولُ لَكَ اَخِي؟ كُلْ اَوْ لَاتَاْكُلْ فَاَنْتَ حُرٌّ وَلَااِثْمَ عَلَيْك؟ لَكِنْ اِنْ اَرَدْتَّ اَنْ تَتَّبِعَ هَدْيَ رَسُولِ اللهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَلَاتَرْمِيَ بِالطَّعَام؟ فَاغْمِسْ هَذَا الذُّبَابَ كُلَّهُ وَكُلْهُ؟ فَتَكُونُ بِذَلِكَ قَدِ اتَّبَعْتَ اِرْشَادَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ لِاَنَّ فِي بَعْضِ اَحَادِيثِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام اِرْشَادَاتٍ مُسْتَحَبَّةً اَنْتَ لَسْتَ اَخِي مُلْزَماً بِهَا؟ وَحَتَّى فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ فَهُنَاكَ اَيْضاً مِنْ هَذِهِ الْاِرْشَادَاتِ غَيْرِ الْمُلْزِمَةِ كَكِتَابَةِ الْعُقُودِ؟ وَمِنْهَا عَقْدُ الْمُدَايَنِةِ اِلَى اَجَلٍ مُسَمَّى؟ وَاَنْتَ حُرٌّ اَخِي فِي اَنْ تَكْتُبَ اَوْ لَاتَكْتُب؟ لَكِنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ يُرْشِدُكَ اِلَى الْكِتَابَةِ مُحَافَظَةً عَلَى حَقّكَ لِئَلَّا يَضِيع؟ فَاِذَا ضَاعَ فَلَا تَلُومَنَّ اِلَّا نَفْسَكَ؟ لِاَنَّكَ لَمْ تَكْتُبْ مَااَرْشَدَكَ اللهُ اِلَيْهِ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَه{وَلَاتَسْاَمُوا اَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً اَوْ كَبِيراً اِلَى اَجَلِه( نَعَمْ اَخِي وَآيَةُ الْمُدَايَنَةِ مَعْرُوفَةٌ اَنَّهَا اَطْوَلُ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ كُلِّهِ؟ وَمَوْجُودَةٌ اَيْضاً فِي اَطْوَلِ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ كُلّهِ وَهِيَ سُورَةُ الْبَقَرَة؟ وَمَوْجُودٌ فِي السُّورَةِ اَيْضاً اَفْضَلُ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ كُلّهِ وَهِيَ آيَةُ الْكُرْسِي؟ وَاَمَّا دَلِيلُنَا اَنَّ الْاَمْرَ بِكِتَابَةِ عَقْدِ الْمُدَايَنَةِ هُوَ مِنْ بَابِ الْاِرْشَادِ لَا الْاِلْزَام فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَاِنْ اَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً(فَلَا دَاعِيَ لِكَتَابَةِ عَقْدِ الْمُدَايَنَةِ وَاِنَّمَا{فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ اَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّه(وَاَمَّا اِذَا وَقَعْتَ اَخِي الدَّائِن فِي ضَرَرِ نُكْرَانِ الْحَقِّ وَجُحُودِهِ مِنَ الطَّرَفِ الْآخَرِ الْمَدِين؟ فَلَا تَلُومَنَّ اِلَّا نَفْسَكَ؟ لِاَنَّ الْقُرْآنَ يَقُولُ لَكَ؟ اَنَا اَرْشَدْتُّكَ اِلَى الْكِتَابَةِ؟ مِنْ اَجْلِ تَوْثِيقِ حَقّكَ؟ لَكِنْ اَنْتَ لَمْ تَاْخُذْ بِهَذِهِ الْاِرْشَادَات؟ وَجَنَتْ عَلَى نَفْسِهَا بَرَاقِش؟ وَاَقُولُ وَبِاللِه التَّوْفِيق؟ وَلَا اُزَكِّي نَفْسِي؟ وَلَااُزَكِّي عَلَى اللهِ اَحَداً؟ اَنَا اُوَافِقُ الْعُلَمَاءَ وَبِتَحَفّظٍ شَدِيدٍ عَلَى عَدَمِ كِتَابَةِ عَقْدِ الدَّيْنِ فِي حَالَةِ الْاَمَان؟ لَكِنْ مَايُدْرِيكُمْ اَنَّ الْمَدِينَ حَتَّى وَلَوْ كَانَ اَمِيناً؟ فَاِنَّهُ قَدْ يَمُوتُ قَبْلَ مَوْعِدِ سَدَادِ الدَّيْن؟ وَمَايُدْرِيكُمْ اَنَّ حَقَّ الدَّائِنِ قَدْ يَضِيعُ عِنْدَ وَرَثَةِ الْمَدِينِ الْخَائِنِينَ لِلْاَمَانَة؟ وَحَتَّى وَلَوْ كَانَ هَؤُلاَء ِالْوَرَثَةُ اُمَنَاءَ؟ فَمَا يُدْرِيكُمْ اَنَّ حَقَّ الدَّائِنِ سَيَصِلُ اِلَيْهِ كَامِلاً؟ لِاَنَّهُ لَوْ وَصَلَ اِلَيْهِ كَامِلاً؟ فَقَدْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ ضَرَرٌ كَبِيرٌ بِالْوَرَثَة؟ وَقَدْ يَسْتَغْرِقُ الدَّيْنُ جَمِيعَ اَمْوَالِ التَّرِكَةِ وَلَايَبْقَى لِلْوَرَثَةِ شَيْءٌ مِنْهُ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارّ(بِمَعْنَى اَوْ قَضَاءُ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ بِالْوَرَثَةِ؟ وَهُوَ الدَّيْنُ الَّذِي تَرَكَهُ الْمَيِّتُ وَلَمْ يَقُمْ بِسَدَادِهِ؟ اَوْ سَدَّدَ قِسْماً مِنْهُ وَبَقِيَ عَلَيْهِ قِسْمٌ آخَرُ بِذِمَّتِه؟ وَلِذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ مِنْ كِتَابَةِ عَقْدِ الدَّيْنِ؟ مِنْ اَجْلِ ضَمَانِ وَفَاِئِهِ بِالتَّقْسِيطِ الْمُرِيحِ عَلَى جَمِيعِ الْوَرَثَةِ؟ حَتَّى لَايَلْحَقَهُمْ وَيَلْحَقَ الدَّائِنَ ضَرَرٌ بِسَبَبِ هَذَا الدَّيْن؟ فَلَا بُدَّ اَنْ يَبْقَى لَهُمْ شَيْءٌ مِنْ اَمْوَالِ التَّرِكَةِ؟ حَتَّى يَقُومُوا بِاسْتِثْمَارِهِ؟ مِنْ اَجْلِ وَفَاءِ الدَّيْنِ مِنْ اَرْبَاحِ التَّرِكَةِ الْحَلَال؟ فَقَدْ يَمُوتُ الدَّائِنُ اَيْضاً قَبْلَ اَنْ يَسْتَوْفِيَ حَقَّهُ مِنْهُمْ كَامِلاً؟ وَلِذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ مِنَ الْكِتَابَةِ وَالْاِشْهَادِ حَتَّى لاَيَضِيعَ حَقُّ الدَّائِنِ مَهْمَا طَالَتِ الْاَيَّامُ وَحَتَّى لَايَسْقُطَ بِالتَّقَادُم؟ وَحَتَّى يَسْتَمِرَّ اسْتِيفَاءُ الْحَقِّ بِالتَّقْسِيطِ الْمُرِيحِ مِنْ وَرَثَةِ الْمَدِينِ اِلَى وَرَثَةِ الدَّائِنِ بَعْدَ مَوْتِهِ؟ فَلَايَسْقُطُ شَيْءٌ بِالتَّقَادُمِ عِنْدَ اللهِ اَبَداً مِنْ حُقُوقِ النَّاس؟ اِلَّا اِذَا عَفَوْا عَنْهَا وَسَامَحُوا صَادِقِينَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لَاحَيَاءً وَلَاخَجَلاً وَلَاخَوْفاً؟؟ وَاَمَّا فِي حَالَةِ الْخِيَانَةِ وَالْمُمَاطَلَةِ وَالنَّصْبِ وَالِاحْتِيَالِ؟ فَاِنِّي لَااُوَافِقُ الْعُلَمَاءَ فِي قَوْلِهِمْ عَنْ كِتَابَةِ الدَّيْنِ اَنَّهَا مِنْ بَابِ الْاِرْشَاد؟ وَاِنَّمَا اَقُولُ وَاُفْتِي فَتْوَى قَاطِعَة لَارَجْعَةَ عَنْهَا وَلَااَخْشَى فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِم؟ اَنَّهَا مِنْ بَابِ الْفَرْضِ وَالْاِلْزَام؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلسَّاكِتُ عَنْ حَقّهِ شَيْطَانٌ اَخْرَس(وَالْعِبْرَةُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ لِعُمُومِ اللَّفْظِ لَالِخُصُوصِ السَّبَب؟ وَعُمُومُ اللَّفْظِ يَقْتَضِي كِتَابَةَ عَقْدِ الدَّيْنِ كَمَا اَمَرَ اللهُ مِنْ اَجْلِ تَوْثِيقِ الْحَقّ؟ وَالْمَعْنَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ يَحْتَمِلُ بِقُوَّةٍ مَعْنىً آخَرَ اَيْضاً؟ وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِمَا مَعْنَاه [اَلسَّاكِتُ عَنْ تَوْثِيقِ حَقّهِ وَتَسْجِيلِهِ وَالْاِشْهَادِ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ اَخْرَس(بِمَعْنَى اَنَّ الْمُسْتَهْتِرَ فِي حِفْظِ حَقّهِ وَتَوْثِيقِهِ وَالْاِشْهَادِ عَلَيْهِ هُوَ شَيْطَانٌ اَخْرَسُ اَيْضاً؟ وَكَذَلِكَ الْمَرْاَةُ الَّتِي تَرْضَى بِعَقْدِ زَوَاجٍ عُرْفِيٍّ دُونَ تَوْثِيقِهِ وَدُونَ تَسْجِيلِهِ فِي الْمَحْكَمَة فَهِيَ شَيْطَانَةٌ خَرْسَاءُ اَيْضاً بِنَصِّ الْحَدِيثِ الشَّرِيف؟ فَلَا تَلُومَنَّ اِلَّا نَفْسَهَا اِذَا اَنْكَرَ عَلَيْهَا زَوْجُهَا اَوْ اَهْلُ زَوْجِهَا حَقَّهَا مِنْ مَهْرِهَا وَنَفَقَتِهَا وَنَفَقَةِ اَوْلَادِهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ اَوِ الْبَعِيد؟ وَلِذَلِكَ وَنَكَايَةً وَنَكَالاً مِنَ اللهِ بِالْمُسْتَهْتِرِينَ؟ فَاِنَّ يَدَ السَّارِقِ لًاتُقْطَعُ اَبَداً اِذَا سَرَقَ مِنْ اِنْسَانٍ مُسْتَهْتِرٍ فِي حِفْظِ حُقُوقِهِ وَاَمْوَالِهِ وَلَا يُغْلِقُ عَلَيْهَا بِالْقُفْلِ وَالْمِفْتَاح؟ لِاَنَّ هَذَا اَيْضاً شَيْطَانٌ مُسْتَهْتِرٌ اَخْرَس؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُونَ فِي الْاَمْثَالِ الشَّعْبِيَّة؟ اَلْمَالُ الدَّاشِرُ يُعَلّمُ عَلَى السَّرِقَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ الْمَالُ الْمُهْمَلُ غَيْرُ الْمُرَاقَبِ وَغَيْرُ الْمَحْفُوظِ وَغَيْرُ الْمُغْلَقِ عَلَيْهِ بِاِحْكَام؟ يُغْرِي مَنْ يَنْظُرُ اِلَيْهِ عَلَى سَرِقَتِهِ؟ وَالْخُلَاصَةُ اَخِي اَنَّ حَدِيثَ الذُّبَابِ هَذَا ثَابِتٌ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَلَايَعْتَرِضُ عَلَيْهِ اِلَّا مَنْ لَيْسَ عِنْدَهُمْ خَلَاقٌ اَوْ نَصِيبٌ مِنَ الْعِلْمِ اَوِ التَّفَكُّرِ مِنْ اَصْحَابِ الْوَقَاحَةِ فِي قَوْلِهِمْ اِنَّ الْعِلْمَ لَمْ يَكْتَشِفْ ذَلِكَ بَعْدُ؟ لِاَنَّهُمْ يُرِيدُونَ مِنَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ اَنْ يَخْضَعَا لِعِلْمِهِمْ وَاَهْوَائِهِمْ؟ وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ{وَمَااُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ اِلَّا قَلِيلَا{وَاَنْزَلْنَا اِلَيْكَ الذّكْرَ(وَهُوَ اَحَادِيثُ النَّبِيِّ وَمِنْهَا حَدِيثُ الذُّبَاب{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَانُزِّلَ اِلَيْهِمْ(مِنَ الْقُرْآن{وَنَزَّلْنَا الْقُرْآنَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ(مِنَ الذُّبَابِ وَالْبَعُوضِ وَالْحَشَرَاتِ وَالْمَخْلُوقَاتِ وَمَاخَفِيَ كَانَ اَعْظَم؟ وَنَقُولُ لِلشِّيعَةِ الْمُعَانِدِينَ الْمُتَعَنِّتِين{اِنَّ اللهَ لَايَسْتَحْيِي اَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا(أيْ فَمَا هُوَ اَحْقَرُ مِنْهَا؟ وَكَيْفَ تُرِيدُونَ مِنَ اللهِ اَنْ يَسْتَحْيِيَ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ يَاقَلِيلِي الذَّوْقِ وَالْاَدَبِ وَالْحَيَاءِ مَعَ اللهِ وَمَعَ رَسُولِهِ وَمَعَ اَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِي رَوَى حَدِيثَ الذُّبَاب؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدْ قَرَاْتُ فِي بَعْضِ مَجَلَّاتِ الطّبِّ الْحَدِيثِ؟ اَنَّ الذُّبَابَةَ تَمْلِكُ جَنَاحَيْنِ؟ اِحْدَاهُمَا فِيهِ جُرْثُومَة؟ وَالْآخَرُ مُضَادٌّ لِهَذِهِ الْجُرْثُومَة؟ فَاِذَا اجْتَمَعَا مَعاً قَضَى الثَّانِي الْمُضَادّ عَلَى الْاَوَّلِ صَاحِبِ الْجُرْثُومَة؟ بِمَعْنَى قَضَى عَلَى الْجُرْثُومَةِ بِمَا يَحْمِلُهُ مِنْ مُضَادَّاتٍ لَهَا؟ وَهَذَا يَزِيدُنَا اِيمَاناً عَلَى اِيمَان؟ فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِمَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِيمَاناً كَامِلاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْاِيمَانُ عَلَى رَاْيِ جُمْهُورِ عُلَمَاءِ التَّوْحِيدِ قَابِلٌ لِلزِّيَادَةِ؟ كَمَا اَنَّهُ قَابِلٌ لِلنُّقْصَان؟ وَلَيْسَ مَنْ سَمِعَ كَمَنْ رَاَى؟ بِمَعْنَى اَخِي اَنَّنَا حِينَمَا نَسْمَعُ نُؤْمِنُ بِمَا سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ الله؟ لَكِنْ حِينَمَا نَرَى بِاُمّ اَعْيُنِنَا مَانَرَاهُ مِنْ مُصَادَقَةِ هَذِهِ الْمَجَلَّاتِ مِنَ الطّبِّ الْحَدِيثِ عَلَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَاِنَّنَا نَزْدَادُ اِيمَاناً عَلَى اِيمَان؟ وَلَيْسَ مَنْ سَمِعَ كَمَنْ رَاَى؟ لِاَنَّ مَنْ سَمِعَ قَدْ يُؤْمِنُ؟ فَاِذَا رَاَى فَاِنَّهُ يَزْدَادُ اِيمَاناً عَلَى اِيمَان؟ بِدَلِيلِ قَوْلِ اِبْرَاهِيمَ لِرَبِّهِ سُبْحَانَهُ{رَبِّ اَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى؟ قَالَ اَوَلَمْ تُؤْمِنْ؟ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ رَبَّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَشْبَعَ لِاِبْرَاهِيمَ هَذِهِ الْغَرِيزَةَ وَهِيَ غَرِيزَةُ حُبِّ الِاطّلَاعِ؟ فَاَمَرَهُ اَنْ{خُذْ اَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ اِلَيْكَ؟ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً؟ ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَاْتِينَكَ سَعْياً؟ وَاعْلَمْ اَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيم(فَازْدَادَ اِيمَاناً عَلَى اِيمَان؟ فَنَحْنُ اَخِي لَانَرْفُضُ أيَّ حَدِيثٍ صَحِيحٍ لِمُجَرَّدِ اَنَّهُ لَايَتَمَشَّى مَعَ هَوَانَا اَوْ مَعَ قُصُورِنَا الْعِلْمِي ثُمَّ نَقُولُ جَازِمِينَ اَنَّهُ حَدِيثٌ لَاصِحَّةَ لَهُ لَا؟ وَاِنَّمَا يَجِبُ اَنْ نُسَارِعَ اِلَى تَصْدِيقِ اللهِ وَرَسُولِهِ فَوْراً؟ وَاَلَّا نَتَسَرَّعَ فِي اِنْكَارِ مَاسَمِعْنَاهُ وَاِنْ كَانَ لَايَرُوقُ لَنَا؟ وَاَنْ نُنْعِمَ النَّظَرَ وَاَنْ نُفَكِّرَ حَتَّى نَكُونَ مِنَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ كَمَا قَالَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَمَا سَاَلَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ؟ هَلْ تُصَدِّقُ صَاحِبَكَ مُحَمَّد يَااَبَا بَكْرٍ بِمَا يَقُول؟ فَقَالَ اَبُو بَكْرٍ وَمَاذَا يَقُول؟ فَقَالُوا يَزْعُمُ اَنَّهُ اُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ اِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اُصَدِّقُهُ بِمَا هُوَ اَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ فِي خَبَرِ السَّمَاء؟ وَيَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ لَوْ رَاَيْتُ الْجَنَّةَ بِعَيْنِي؟ فَاِنِّي اُصَدِّقُ رَسُولَ اللهِ وَلَااُصَدِّقُ عَيْنِي؟ لِاَنَّ عَيْنَايَ قَدْ تَخُونَانِنِي؟ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ لَايَخُونُنِي؟ وَقَدْ كَانَ كُفَّارُ مَكَّة َجَمِيعُهُمْ يَشْهَدُونَ عَلَى اَمَانَتِهِ وَصِدْقِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُنْذُ طُفُولَتِهِ وَنُعُومَةِ اَظْفَارِه؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدْ تَرَاجَعَ الدُّكْتُور اَحْمَد زَكِي مُدِيرُ مَجَلَّةِ الْعَرَبِي عَنْ رَاْيِهِ السَّلْبِيِّ فِي حَدِيثِ الذُّبَابِ؟ حِينَمَا اَقْنَعَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ وَالْمُخْتَصِّينَ الْمِصْرِيِّينَ بِصِحَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ؟ وَاَعْلَنَ عَلَى الْمَلَاِ نَدَمَهُ وَتَوْبَتَهُ اِلَى اللهِ وَتَرَاجُعَهُ عَنْ طَعْنِهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ كَمَا كَانَ يَطْعَنُ بِهِ الشِّيعَةِ وَهُوَ مِنْ اَصَحِّ الْاَحَادِيثِ؟ وَالرُّجُوعُ عَنِ الْخَطَاِ فَضِيلَة؟ فَلَا نُسْرِعْ يَااَخِي بِالْحُكْمِ عَلَى حَدِيثٍ ثَابِتٍ بِعُقُولِنَا الْقَاصِرَةِ اَنَّهُ غَيْرُ صَحِيح؟ وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ مِنَ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ الْمُهْتَدِينَ اِلَى تَوْحِيدِهِمْ وَطَرِيقَتِهِمْ وَمَنْهَجِهِمُ الْقَوِيم؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله غصون؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين

 







  رد مع اقتباس