زيد بن غيام الجبلي العمري التميمي من الجبلان من بني عمرو بن تميم وهم حلف في قبيلة مطير ولد حوالي سنة 1305هـ وتوفي سنة 1367هـ على وجه التقريب .
من شعراء النبط المميزين الذين عاشوا حياة البادية وعايشوها وتعلقوا بها فأصبحت تدخل في تكوينهم الفكري فإنعكست معايشتهم تلك على أشعارهم فجاءت الأشعار صافية كصفاء سماء الصحراء نقية كهوائها .
وأخيراً أراد أن يترك البداوة وينزل مع جماعته بالأرطاوية ويحضر مجالس الذكر ويقرأ القرآن مع من يقرأ ذلك الوقت على الشيخ العنقري التميمي لكن في سنة من السنين شاهد شديد البادية ورحيلهم واشتاق للبادية وممشاً مع الربيع والصيد المتوفر ذاك الوقت ولم يستطيع العيش بها فقد أخذه الحنين للصحراء وعاد لها فلم يرتح لسكن القرى وقال أبيات يتذكر ما كان عليه بالربيع وطرد الصيد .
يقول فيها زيد بن غيام
يامـل قلـب عذبـه كثـر الأنـواع=يبي الطمع مير الطمع يخلف الطـوع
والله يا لولا زرفلـة شقـح الأقطـاع=وآقول اباخذ لي مع البـدو قرطـوع
لاصير في قصر لاروع ولا ارتـاع=لا هالـك ٍ ظامـي ولا ميـت ٍ جــوع
مار البلا وان طاح بالصلب رمـاع=وشدوا له الجبلان مع بينة الشوع
تلقى لهم من عند أبـا القـد مرمـاع=ما عبروا في عرفج الشـق مقطـوع
حـزم ٍ غـدا لقليقـلانـه تمـريـاع=والرمث ينبت في مذاريه طالـوع
في مربع ٍ وإن جاه راع الغنم ضـاع=تلقى الجوازي خنس فيه ورتـوع
وأحب هد الطير والطـرش منـداع=شرق من المجذم شمال من الكوع
إلى حصل صفق الحباري مع القـاع=والله ماغبط اللي يصوع الذهب صوع
وقد كان زيد بن غيام بالكويت وهناك صاحب دكان على الطريق المؤدي إلى سوق البيع والشراء اسمه أحمد النجدي ويضع رجال البادية أغراضهم عنده ومن خلص من السوق قال وعدكم دكان أحمد النجدي الرجال والنساء وزيد بن غيام يسأل صاحب الدكان أحمد النجدي بأبيات قال فيها :
يا أحمد ما قطفت الزماليق ما جوك=ما شفت ما عينت هو ما أحد جاك
ما شفت من قرنه به المسك مدلوك=زول إلى منـك تمقلتـه أحيـاك
لا جتك تمشي كن بأقدامها شـوك=تاطا مثاني ثوبها يـوم تنصـاك
فإلى اسفهلت واستمالتك بضحـوك=فقرب حفافيرك أو وص بضحاياك
وقال في قصيدة أخرى
ألا واعذاب زويد من جيلنا التاليـن=مجاليد لا موتـى ولا هم بحييني
ما أحب الخمام وكل غما نغمها شين=أحب النشاما والبنـات المزاييني
والشاعر زيد بن غيام شاعر كبير وله قصائد كثيرة حفظ بعضها وضاع الكثير منها بسبب عدم الكتابة والتدوين وهودقيق الوصف قوي المعاني يقول عنه الراوي الواصل كنت في الكويت في مجلس جمع الكثير من الشعراء والرواة ومن ضمنهم الشاعر صقر النصافي ودار الحديث عن زيد بن غيام وقال صقر إنه يلقب زويد
و له هذه الهجينيه الرائعه
يا الله يا والي الأمـر=يا مودع النفس عشاقه
سهل صخيف العمـر=اللي حديثه لنا شفاقـه
ذبحني صخيف العمـر=وأنا بعد حالي رقاقـه
لها ريق أحلى من التمر=اللي غموسه لبن ناقـه
وله قصيدة مشهورة يقول فيها
توما شفـت غزيـر الزيـن عينـي=طارت الغدفـة وشفـت اللي تحتـها
الجـدايـل فـوق متنـه سبحتينـي=يا صباح الخيـر يا شـوف طخمتـها
بـس عـذروب الحبيّـب شارتينـي=مع سـواد عيـونها طـول رقبتـها
لعنبـوك إخـذي ذلولـي وامنعينـي=عندكـم تنفـع ولا عنـد طمعتــها
وإلى أن نلتقي مع شاعر آخر تقبلوا تحياتي
ودمتم برعاية رب العزة والجلال