عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2005, 08:16 PM   رقم المشاركة : 1
فريق الاشراف





فهد ال ثلاب غير متصل

فهد ال ثلاب is on a distinguished road


 

Post ومضات من سيرة الشيخ عبدالله بن راشد القباني

الشيخ عبدالله ابن راشد القباني


هو أمير الغيل في زمنه عبدالله بن راشد بن محمد بن راشد آل جلال القباني اشتهر بالكرم الفياض والسخاء والبذل ، كما إشتهر بالتقى والورع فكان محب لمجالس العلم وحلقات الذكر .
ولقد نال شهرة كبيرة في نجد بالكرم فكان من أكرم الناس في زمانه .



ولعلنا نأخذ هذه الصورة من كرمه الشديد : حيث كانت تبدأ مائدة العشاء من بعد صلاة العصر بقليل - كما كانت عادة ذالك الوقت - ونظراً لكثرة الضيوف فإن الضيوف يدخلون على العشاء جماعات و يستمر الناس في الدخول والخروج على العشاء إلى صلاة المغرب ، وكثيرا ما تمتد هذه المائدة إلى صلاة العشاء ، وأثناء تقديم وجبة العشاء لا يقتصر ابن راشد على من كان موجود في مجلسه بل كان عادته أن يقف بنفسه على طريق الغيل الرئيسي آنذاك وهو مجرى الوادي و ينادي من يشاهده للعشاء ، وبعدما يصلي العشاء يأمر خدمه بأن يضعوا صحوناً كبيرة مليئة بالتمر في نوافذ مجلسه وأقداح ماء وذلك لأجل الضيوف الذين يأتون في الليل لكي يجدوا ما يأكلون - وذكر أحد كبار السن وكان ممن يكلف بوضعها يقول : كنت دائما أجد هذه الصحون ـ مع كبرها وكثرة التمر الموضوع فيها ـ أجدها فارغة وذلك لكثرة الضيوف الذين يأتون في الليل ، وعندما يصبح الصباح يقوم ابن راشد بالذهاب إلى وادي الغيل القريب من بيته - وكان خبير باقتفاء الأثر - فيشاهد أثار من مر مع الطريق في الليل وعندما يشاهد أثر غريب ليس ممن يعرفه يوصي خدمه بالذهاب إلى الجهة الذي توجه لها الأثر ويدعوه للغداء .

وقد قيلت فيه الكثير من القصائد ومنها :
قال مسفر بن عديل من أهل حصاة قحطان عندما شاهد كرم ابن راشد وترحيبه بالضيوف:

أنا هيض ابن عديل حمام يجر الصوت=حمـــــام يجر غناه تالي مقاييله
سقى دار ابن راشد حقوق رزين خيال=ينشــّي على داره وتمشي مغاييله
أنا شاقني فعله ولا اريد من عطْاه=يكون الشلي لا شاف فعله وتمثيله
فهذا يقلطهم وهذا الغــــدا يتنــــاه=ولا جا غياب الشمس من شاف يومي له

وقال فهاد المطرباني العرجاني في الامير عبدالله ابن راشد :

يا نادر النوم عيا لا يجي عيني=من ضيقت الصدر قمنا نلعب الدانة
يالله يالله يارب المصليني=أنك تنشي خيالٍ تزهر أوطانــــه
عساه يسقي لنا دار المحبيني=عسى سواقيه تنسف فوق جيلانه
دار الهشاهيش لا جاء السعر مدّين= لا غلق التاجر المذهوب ميزانه
ديرة ولد راشد ريف المجيعيني=عز الله انه تعدى فوق جدانه

ويقول الشاعر عبدالهادي بن محسن العرجاني في قصيدة له :
انصو ولد راشد هاجي المجيعين=ثم أبشروا بالشحم عقب القهاوي
الضيف لامن لفا عقب المغاريب=ماراح ضيفه من العذرى جفاوي
يبّشر ببّن ٍ وعقب البن ترحيب=شيخ ٍ وعادة على وجهه يلاوي

وكان ابن راشد رجل متدين محب للصلاة والتهجد ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ومن ذلك أنه قد نهى عن الغناء على الإبل داخل الغيل ، وحدث أن شاهد أحد الشعراء وهو يسير على جمله في المزارع أعلى الغيل وهو يغني فزجره وأمر خدمه أن يعاقبوه لكي يكون عبرة لغيره فتمثـّل الشاعر بهذه الأبيات يصف فيها تقى ابن راشد وورعه وأنه ليس مثله قد تولع بالحب والغزل بل تولعه بالصلاة والتهجد ، يقول:

يا ابن راشد لا تلوم اللي يغني=يوم قلبك من هوى الاجواد سالي
شف بالك شرعتك تبغي تصلي= وشف بالي في هوى جالي الثماني
كنّ في صدري محاحيل تغني=شضّها عبدٍ على عجل السواني
فعفا عنه ابن راشد بعدما وعده الشاعر بأن لا يغني مرة أخرى .

ويقول شاعر التوباد سعد بن ثلاب القباني في قصيدته وثيقة القبابنة وهو يعدد مشاهير القبابنة :
وعبدالله الراشد كريم ومن كرمان=ينادي ضيوفه ما يهمّه ذبيحتها

توفي رحمه الله في شهر شوال من عام 1368هـ بعد مرض ألم به ، فبكاه الناس لكرمه الشديد الذي ملك به قلوبهم و صلى عليه لملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود و وأمر بالصلاة عليه صلاة الغائب .

قال الشاعر عبدالله بن ناهض الرشيدي في معرض قصيدة له يرثي فيها الأمير عبدالله بن راشد :
ينحره هل نجد واللي في الحضايف=ينحرونه حادرينن سانديني
مدهل قصره لمومية السفايف=مثل عدٍّ نازلن فوقه قطيني
جعل زوجاته من الحور النضايف=جعل له عشر وخمسٍ وأربعيني

ويقول الشاعر محمد بن غطروش من الرصعان من المحلف من قبيلة السهول :
يا دايج القصر ما عينت عبدالله=عينت ابن راشد عيد المواجيبي
يبكي عليه النجر والصحن والدله=والجار يبكيه واهل الفطر الشيبي
ويبكيه ابو قذله فوق النحر هله= واللي يعيّد مع العجز المحاديبي

وقال الشاعر مرسل بن خلف ال مرسل من أهل قرية حراضة بالأفلاج متمنياً أن ابن رشد حيّ حتى ولو كان بعيد عن دياره :
ليت ابن راشد يذّكر ورى الطور الخضر=لو ربيط من ورا السيـِف جارمه الإمام
شايع ذكره مع البدو هم ويا الحضر=من دخل في مجلسه ما لقى طير الحرار

رحمه الله رحمه واسعه وأسكنه فسيح جناته
كتبه /
فهد بن سعد بن ثلاب القباني

 







  رد مع اقتباس