عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2007, 01:15 PM   رقم المشاركة : 1
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

= (( السيف عند العرب )) =

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام أعضاء ومتصفحي منتديات القبابنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : كتب أحد الدكاترة الأكاديميين عن السيف قائلا : سئل عمرو الحميري عن أحب السيوف اليه فقال :" الصقيل الحسام الباتر المجذام الماضي السطام المرهف الصمصام الذي إذا هززته لم يكْبُ وإذا ضربت به لم ينْبُ ". وقال ربيعة أخوه :" هو الحسام القاطع ذو الرونق اللامع الظمآن الجائع الذي إذا هززته هتك , وإذا ضربت به بَتَك ". والهالك بن عمرو هو أول من اشتغل بالحديد من العرب ولذلك قيل " لكل حداد هالكيّ " والسيف المشرفي هو أفضل السيوف عند العرب واختلفوا في هذه التسمية فمنهم من قال : أنها مشتقة من مشرف وهي قرية في اليمن أو من قال : بل من مشارف الشام وهي قرى تقترب من الريف , ومنهم من قال : بل هي تنسب الى رجل من ثقيف اسمه مشرف . واشتهرت السيوف الهندية المجلوبة من الهند . قال عنترة :

وتطربني سيوف الهند حتى
= أهيم الى مضاربها اشتياقا

وعرفت اليمن أيضا بصناعة السيوف . قال عنترة :

بأسمر من رماح الخط لدن
وأبيض صارم ذكر يماني

ورماح الخط حديدها هندي مستورد وتصنع في الخط وهو القطيف حاليا كما اشتهرت الروم بصناعة السيوف , وهل ينسى أحد السيوف الدمشقية الذي يقول الكندي فيها : " أنها ذات شفرات حسنة مختلفة القدود من عراض ودقاق وقصار وطوال ". ومما يدل على عناية العرب بالسيف كثرة اسمائه عندهم فهو الحسام والصمصام والمهند والصارم والفيصل والبتار . أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لديه عدد من السيوف المشهورة . قال ابن قيّم الجوزية : كان له تسعة أسياف : " مأثور "وهو أول سيف ملكه ورثه من أبيه ، و" العضب " ، و" ذو الفقار " بكسر الفاء وبفتح الفاء ، وكان لايكاد يفارقه وكانت قائمته وقبيعته وحلقته وذؤابته وبكراته ونعله من فضة , و" القلعي " ، و" البتار " ، و" الحتف " ، و" الرسوب " ، و" المخذم " ، و" القضيب " ، وكان نعل سيفه فضة ومابين ذلك حلق فضة . ويندر ان تلقى شاعرا عربيا لم يذكر السيف أو يصفه أو يتغنى به فهو عنوان الفروسية والشجاعة والباس , وقد عدت العرب السيف أشرف الأسلحة واحتقرت من لايعرف استخدامه .
ومن أسماء السيف عندهم :
1 - الصمصام : السيف الذي لا ينكسر.
2 - الحسام السيف الحاد البتــّار .
3 – الأرقد : السيف غليظ المتن .
4 - المهند اسم للسيف الرقيق الظبة .
5 – البتار والصارم .
6 – العضب .
7 – المنصل .
8 – الفيصل .
9 – السيف المخذم السريع القطع.
وقد اتخذت العرب من أسماء السيف مسميات لأولادها تيمنا به وارهابا لأعدائها ومن أشهر من تسموا بالسيف سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه , وسيف بن ذي يزن , وسيف الدولة الحمداني , وسيف الدين الغزنوي وغيرهم . ومن أشهر سيوف العرب الصمصامة ( سيف عمرو بن معد يكرب ) , وذو الفقار سيف الامام علي رضي الله عنه ,ارضاه وكرم الله وجهه وفيه قال حسان :

جبريل نادى في الوغى
= والوقع ليس بمنجلـي

والمسلمون بأسرهـم
= حول النبـي المرسـل

لاسيف إلا ذوالفقـا
= ر ولافتـى إلاعلـي

ولاجل السيوف المطربات . وموضوعها اللطيف نتذكر هنا أبو تمام القائل :

السيف أصدق انباءً من الكتب
= في حده الحد بين الجد واللعب

وقول الشاعر :

كم من الأحياء ماتوا
= خشية الموت الذؤامْ

ولقد تجنى الحياة
= صاح من حد الحسام

وتأسرني أبيات لبشر بن عوانة يلقى أسداً فيقتله بحد المهند الصمصام وجدت فيها الشجاعة والإقدام والمعلومات الثرة التي تغنينا أرجو أن تنال إعجابكم : وكان بشر قد خرج يطلب مهراً لابنة عم له ، فلقيه الأسد فقال : بعد أن قتله

أفاطم لو شهدت برمل خبت
= وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا

إذن لرأيت ليثاً رام ليثاً
= هزبراً أغلباً لاقى هزبرا

تبهنس إذ تقاعس عنه مهري
= محاذرة فقلت عقرت مهرا

أنل قدمي ظهر الأرض إني
= وجدت الأرض أثبت منك ظهرا

وقلت له وقد أبدى نصالا ً
= محددة ووجها مكفهرا

تدل بمخلب وبحد ناب
= وباللحظات تحسبهن جمرا

وفي يمناي ماضي الغرب أبقى
= بمضربه قراع الموت أثرا

ألم يبلغك ما فعلت ظباه
= بكاظمة غداة لقيت عمرا

وقلبي مثل قلبك لست أخشى
= محاذرة ولست أخاف ذعرا

وأنت تروم للأشبال قوتاً
= وأطلب لابنة الأعمام مهرا

ففيم تسوم مثلي أن يولي
= ويجعل في يديك النفس قسرا

نصحتك فالتمس يا ليث غيري
= طعاماً إن لحمي كان مرا

فلما ظن أن الغش نصحي
= وخالفني كأني قلت هجرا

مشى ومشيت من أسدين راما
= مراماً كان إذ طلباه وعرا

هززت له الحسام فخلت أني
= هززت به لدى الظلماء فجرا

وجدت له بجائشةٍ رآها
= لمن كذبته عنه النفس قدرا

فخر مضرجا بدم كأني
= هدمت به بناءً مشمخرا

وقلت له يعز علي أني
= قتلت مناسبي جلداً وقهرا

ولكن رمتَ شيئا لم يرمه
= سواك فلم أطِق يا ليث صبرا

تحاول أن تعلمني فراراً
= لعمرُ أبي لقد حاولت نكرا

فلا تجزع فقد لاقيت حراً
= يحاذر أن يعاب فمُتَّ حرا

وهذه القصيدة الرائعة لبشر بن عوانة العبدي من القصائد النادرة التي لاتقاربها قصيدة أخرى في موضوعها , وردت مع قصة مرفقة لها في المقامة الأخيرة من مقامات بديع الزمان الهمذاني واسمها " المقامة البشرية ". وفي الحقيقة أن الكاتب لازل الى الغايات سباقا ولن يدركه كاتب ولو أعطي ساقي السليك وموضوعه شيق وعذب ورائع حقا , كما عهدناه لان جميع مواضيعه رائعة وغنية بالمعلومات وبالتشويق , وتجذبني بعناوينها . فله كل الشكر على إثرئنا به . وقد حفزني موضوعه لذكر ما قاله : عنترة بمدحه السيف والقنا في قصيدته , أنا في الحرب العوان , وهذا نصها .

أَنا في الحَربِ العَـوانِ
= غَيرُ مَجهـولِ المَكـانِ

أَينَما نـادى المُنـادي
= في دُجى النَقعِ يَرانـي

وَحُسامي مَـع قَناتـي
= لِفِعـالـي شـاهِـدانِ

أَنَّني أَطعَـنُ خَصمـي
= وَهوَ يَقظـانُ الجَنـانِ

أَسقِـهِ كَـأسَ المَنايـا
= وَقِراهـا مِنـهُ دانـي

أُشعِـلُ النـارَ بِبَأسـي
= وَأَطـاهـا بِجِنـانـي

إِنَّنـي لَيـثٌ عَبـوسٌ
= لَيسَ لي في الخَلقِ ثاني

خُلِـقَ الرُمـحُ لِكَفّـي
= وَالحُسـامُ الهِندُوانـي

وَمَعي في المَهـدِ كانـا
= فَوقَ صَدري يُؤنِسانـي

فَإِذا ما الأَرضُ صارَت
= وَردَةً مِثـلَ الـدُهـانِ

وَالدِما تَجـري عَلَيهـا
= لَونُهـا أَحمَـرُ قانـي

وَرَأَيتُ الخَيـلَ تَهـوي
= في نَواحي الصَحصَحانِ

فَاِسقِيانـي لا بِـكَـأسٍ
= مِـن دَمٍ كَالأُرجُـوانِ

أَسمِعانـي نَغمَـةَ الأَس
= يافِ حَتّـى تُطرِبانـي

أَطيَبُ الأَصواتِ عِندي
= حُسنُ صَوتِ الهِندُواني

وَصَريرُ الرُمحِ جَهـراً
= في الوَغى يَومَ الطِعانِ

وَصِيـاحُ القَـومِ فيـهِ
= وَهوَ لِلأَبطـالِ دانـي

منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس