عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2006, 10:41 AM   رقم المشاركة : 6
عضو مهم
 
الصورة الرمزية قباني مغترب






قباني مغترب غير متصل

قباني مغترب is on a distinguished road


 

أواصل معكم:

توقفت في آخر مشاركة حول القصة عند تحديد اختبار تحديد المستوى، و كانت تقابلني وكيلة المدرسة، كان السؤال المفاجئ بالنسبة لي هو: عما إذا كنت أحتاج مكانا في مبنى المدرسة كي أصلي ؟، شعرت بكلام كل من قال إن طيفا كبيرا من الغربيين يحترمون ما نعتقد، و أضافت هذه الوكيلة: بأنها سترشدني إلى غرفة خالية حالما أنتهي من اختباري التحريري كي أصلي فيها كل يوم من أيام دراستي في هذه المدرسة، و بالفعل أخذتني و قالت من هنا مكة – أي القبلة - !! و إذا أردت الوضوء فالتواليت بجانبك . . عجبا !! هل تعرف هي الوضوء أيضا ؟! بهذا المصطلح الفقهي ؟ قلت لنفسي يبدو أن الطلاب الذين سبقوني أخبروهم بما نحتاج لأداء فرضنا.
ثم أردفت سائلة عما إذا كنت أنا أعرف القبلة في المنزل؟ قلت لها: نعم . . بعد قليل أعطتني ورقة فيها مواعيد الصلاة حسب التوقيت المحلي للمدينة!! " قباني مغترب " أصيب بالذهول جراء معرفتها بكل هذه التفاصيل و حرصها على أن نؤدي شعائر ديننا !!

من المواقف الصعبة، هي مسألة " الشيك " الدولي الذي أصدره لي بنك الراجحي قبيل سفري، و قال بأنه يصرف من أي بنك في العالم، قلت للموظف: أكيد ؟ قال : أكيد.
أخذت الشيك، و ذهبت إلى البنك كي أفتح به حسابا في " كيوي بنك " ، قالت الموظفة: ما هذا الشيك ؟ لا نعرفه ؟ لكن ربما سيأخذ وقتا يمتد لـ 6 أسابيع حتى يصرف لأنه سيسحب من بنك في نيويورك !! قلت لها بتردد: ما يخالف لدي ما يكفي في الحساب حتى 6 أسابيع و الحمد لله.



إذا مشيت عن مدرستي شرقا لمدة دقيقة فستجد هذا المبنى الأثري و النهر الجاري الجميل " أعتذر عن صغر حجم الصورة
يوم الخميس، و قبيل بداية الدوام نادتني الوكيلة لتواصل معي مفاجآتها الأكثر إذهالا من مفاجآت صيف دبي؛ و سألتني عما إذا كنت أعرف كيف أذهب للجامع غدا الجمعة و أنا القادم حديثا لهذه المدينة؟ فقلت لها بتعجب من موقفها الرائع: لا أعرف كيف، فجلبت الخريطة الكبيرة لكرايست تشيرش و قالت إذا سلكت هذا الطريق مشيا فأنت ستصل في غضون 20 دقيقة، و لكن ستضيع الطريق في متاهات الحديقة الكبيرة المؤدية إلى الجامع - بالمناسبة هي تعد من أكبر حدائق العالم و أظن أن ترتيبها الثالث من حيث المساحة - لذا استقل الحافلة رقم 80 و قل له جامع النور، لا تقلق ستجد الكثير من المسلمين عند محطة الحافلات، و استأذن من معلمك أن تخرج في وسط الحصة كي تذهب إلى الجامع، و هو سيمسح لك ، و بالفعل أذن لي المدرس الرائع جف - من أمهر المعلمين تدريسا الذين تعلمت منهم في حياتي و يحط مدرسين أمريكا اللي أدرس عندهم الآن تحت إبطه من مهارته في التدريس و توصيل المعلومة -، حتى أصبح يوم الجمعة يوما معروفا لدى زملائي في الفصل و كثيرا ما يذكرونني بأنه حان وقت الاستئذان و لحاق صلاة الجمعة.
و يا له من يوم جمعة عصيب فقد كنت مستعدا للعب كرة القدم في أول نشاط رياضي لي مع المدرسة بعد الدوام مباشرة ة و انتهاء صلاة الجمعة، ذهبت إلى الجامع و أنا ارتدي ملابسي الرياضية، أخذت الحافلة إلى الجامع و من دون لا أدرك سقطت منّي محفظة النقود التي بها بطاقة البنك الأهلي و البنك النيوزلندي ومبلغ مالي من عملات أمريكية و نيوزلندية تقدر بـ 200 ريال أو أكثر ناهيك عن بطاقة الحافلة مسبقة الدفع التي تكفل لك العودة.
لا أعرف أحداً، كيف أعود إلى وسط المدينة من دون أي مبلغ للحافلة ؟ و قبل ذلك هل من أمل أن تعود لي محفظتي ؟ ، هل أٌقف أمام المصلين عقب الصلاة و أطلب الحسنى منهم ؟ تناسيت المسألة و دخلت الجامع، و صليت و عندما أنهيت الصلاة وجدت على يساري رجل سعودي هو والد الطالب السعودي الآخر في مدرستي و يا لها من صدفة راااااائعة جاءت في وقتها، أخبرته بالمشكلة و قال: تعال معي أوصلك إلى وسط المدينة بسيارتي و نستفسر عن محفظتك في مركز محطة الحافلات، فعلنا ذلك تم الإبلاغ عنها لدى قائد الحافلة رقم 80 و لكن لا خبر عنها حتى هذه اللحظة التي أكتب لكم عنها بعد شهور عديدة، و لكنه أقرضني مبلغا ماليا بسيطا يفك ما تعسر في ذلك اليوم، و للأسف لم ألعب تلك المباراة المدرسية بعد أن كان الزملاء و أحد المعلمين ينتظرون دخول الفتى الشرق أوسطي الذي ملئا المدرسة ضجيجا بحبه و شوقه للعب كرة القدم.




جانب آخر للنهر المحاذي للمدرسة و يبدو طلاب مدرسة ابتدائية يمارسون التجديف في نشاط لا صفي

ربما تتسألون عن السيدة وكيلة المدرسة، فأقول لكم بأني عرفت فيما بعد أنها مسلمة، و قد عاشت فترة من حياتها في دولة تركيا، و هي نيوزلندية الأصل و الملامح، و تتمنى أداء العمرة و الحج في وقت ما .
أما الشيك الدولي – مقلب بنك الراجحي الكبير - فتعذر صرفه في نيوزلندا و قد حل عليّ قسط المدرسة، و طالبوني بالسداد و أفهمتم القصة و قالوا لا بأس ادفع بعد أسبوعين، الآن لا أملك قسط المدرسة كل ما أملك هو مصروفي اليومي، ماذا أفعل ؟ . .
بالفعل حول لي الأهل ما يكفي من المال على أمل حل مشكلة الشيك من المصدر الأصلي " الراجحي " الذي "طولها و هي قصيرة"، و لم استلم مبلغ الشيك نقدا إلى بعد شهرين من تواجدي في نيوزلندا، ناهيك عن ضياع بطاقة صراف البنك الأهلي التجاري مع محفظتي، لذا لم أتمكن من استخدام حسابي في البنك السعودي.


أكمل لكم في صندوق مقبل . . مواقف أخرى و الحلقات مستمرة و هي أقل بقليل من طول حلقات المسلسلات المكسيكية؛ فقد أريد تفاعل و تعليقات .
لكم تحياتي

 







توقيع :

يابو فهد يا عزوتي سافر الشوق يابو فهد عقبها جروحي عطيـبة
يا بو فهد وش رايك القلب محروق يا بو فهد فرقى الولايف صعيبـة
  رد مع اقتباس