عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2008, 02:28 PM   رقم المشاركة : 3
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

إدريس ( عليه السلام ) :

نبي كريم من أنبياء الله - عز وجل - ذكره الله في القرآن الكريم مرتين دون أن يحكي لنا قصته أو قصة القوم الذين أُرسل إليهم ، قال تعالى : { وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين } [ الأنبياء : 85 ] وقال تعالى : { واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقًا نبيًّا . ورفعناه مكانًا عليًّا } [ مريم : 56-57 ]. وقد مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإدريس ليلة الإسراء والمعراج ، وهو في السماء الرابعة ، فسلَّم عليه فقال : ( .. فأتيتُ على إدريس فسلمتُ ، فقال : مرحبًا بك من أخ ونبي ) [ البخاري ]. ويروى أن نبي الله إدريس - عليه السلام - كان خياطًا ، فكان لا يغرز إبرة إلا قال : سبحان الله !!! فكان يمسي حين يمسي وليس في الأرض أحد أفضل منه عملاً ، وذكر بعض العلماء أن زمن إدريس كان قبل نوح - عليه السلام - والبعض الآخر ذكر أنه جاء بعده ، واختلف في موته فقيل إنه لم يمت بل رفع حيًّا ، كما رفع عيسى - عليه السلام - وقيل : إنه مات كما مات غيره من الرسل ، والله أعلم .

نوح ( عليه السلام ) :

كان ود ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسر رجالا صالحين أحبهم الناس ، فلما ماتوا حزنوا عليهم حزنًا شديداً ، واستغل الشيطان هذه الفرصة فوسوس للناس أن يصنعوا لهم تماثيل تخليداً لذكراهم ، ففعلوا ، ومرت السنوات ، ومات الذين صنعوا تلك التماثيل ، وجاء أحفادهم ، فأغواهم الشيطان وجعلهم يظنون أن تلك التماثيل هي آلهتهم فعبدوها من دون الله ، وانتشر الكفر بينهم ، فبعث الله إليهم رجلا منهم ، هو نوح - عليه السلام - فاختاره الله واصطفاه من بين خلقه ، ليكون نبيًّا ورسولا ، وأوحى إليه أن يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له . وظل نوح - عليه السلام - يدعو قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام ، فقال لهم : { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم } [الأعراف : 59 ] فاستجاب لدعوته عدد من الفقراء والضعفاء ، أما الأغنياء والأقوياء فقد رفضوا دعوته ، كما أن زوجته وأحد أبنائه كفرا بالله ولم يؤمنا به ، وظل الكفار يعاندونه ، وقالوا له : { ما نراك إلا بشرًا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين } [ هود : 27 ]. ولم ييأس نوح - عليه السلام - من عدم استجابتهم له ، بل ظل يدعوهم بالليل والنهار ، وينصحهم في السر والعلن ، ويشرح لهم برفق وهدوء حقيقة دعوته التي جاء بها ، إلا أنهم أصرُّوا على كفرهم ، واستمروا في استكبارهم وطغيانهم ، وظلوا يجادلونه مدة طويلة ، وأخذوا يؤذونه ويسخرون منه ، ويحاربون دعوته . وذات يوم ذهب بعض الأغنياء إلى نوح - عليه السلام - وطلبوا منه أن يطرد الفقراء الذين آمنوا به ؛ حتى يرضى عنه الأغنياء ويجلسوا معه ويؤمنوا بدعوته فقال لهم نوح : { ما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قومًا تجهلون . ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون } [ هود : 29-30 ] فغضب قومه واتهموه بالضلال ، وقالوا : { إنا لنراك في ضلال مبين } [ الأعراف : 60 ]. فقال لهم : { يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين . أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون } [ الأعراف : 61-62 ] واستمر نوح - عليه السلام - يدعو قومه يومًا بعد يوم ، وعامًا بعد عام ، دون أن يزيد عدد المؤمنين ، وكان إذا ذهب إلى بعضهم يدعوهم إلى عبادة الله ، ويحدثهم عن الإيمان به ، وضعوا أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا كلامه ، وإذا ذهب إلى آخرين يحدثهم عن نعم الله عليهم وعن حسابهم يوم القيامة ، وضعوا ثيابهم على وجوههم حتى لا يروه ، واستمر هذا الأمر طويلا حتى قال الكفار له : { يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين } [ هود : 32 ]. فقال لهم نوح : { إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين . ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون } [ هود : 33-34 ] وحزن نوح - عليه السلام - لعدم استجابة قومه وطلبهم للعذاب ، لكنه لم ييأس ، وظل لديه أمل في أن يؤمنوا بالله - تعالى - ومرت الأيام والسنون دون نتيجة أو ثمرة لدعوته ، واتَّجه نوح - عليه السلام - إلى ربه يدعوه ، ويشكو له ظلم قومه لأنفسهم ، فأوحى الله إليه : { إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون } [ هود : 36 ]. وظل نوح - عليه السلام - يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين ( 950 سنة ) دون أن يجد منهم استجابة ، فقال : { رب إن قومي كذَّبونِ . فافتح بيني وبينهم فتحًا ونجني ومن معي من المؤمنين } [ الشعراء : 117-118 ] ودعا عليهم بالهلاك ، فقال : { رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا . إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا } [ نو ح: 26-27 ] فأمره الله أن يصنع سفينة ، وعلَّمه كيف يتقن صنعها ، وبدأ نوح - عليه السلام - والمؤمنون معه في صنع السفينة ، وكلما مر الكفار عليهم سخروا منهم واستهزءوا بهم ؛ إذ كيف يصنعون سفينة وهم يعيشون في صحراء جرداء لا بحر فيها ولا نهر ، وزاد استهزاؤهم حينما عرفوا أن هذه السفينة هي التي سوف ينجو بها نوح ومن معه من المؤمنين حينما ينزل عذاب الله . وأتمَّ نوح - عليه السلام - صنع السفينة ، وعرف أن الطوفان سوف يبدأ ، فطلب من كل المؤمنين أن يركبوا السفينة ، وحمل فيها من كل حيوان وطير وسائر المخلوقات زوجين اثنين ، واستقر نوح -عليه السلام - على ظهر السفينة هو ومن معه ، وبدأ الطوفان ، فأمطرت السماء مطرًا غزيرًا ، وتفجرت عيون الماء من الأرض وخرج الماء منها بقوة ، فقال نوح : { بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم } [ هود : 41 ]. وبدأت السفينة تطفو على سطح الماء ، ورأى نوح - عليه السلام - ابنه ، وكان كافرًا لم يؤمن بالله ، فناداه : { يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين } [ هود : 42 ] فامتنع الابن ورفض أن يلبي نداء أبيه ، وقال : { سآوي إلى جبل يعصمني من الماء } [ هود : 43 ] فقد ظن أن الماء لن يصل إلى رءوس الجبال وقممها العالية ، فحذره نوح - عليه السلام - وقال له : { لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم } [ هود : 43 ]. ورأى المشركون الماء يملأ بيوتهم ، ويتدفق بسرعة رهيبة ، فأدركوا أنهم هالكون فتسابقوا في الصعود إلى قمم الجبال ، ولكن هيهات .. هيهات ، فقد غطى الماء قمم الجبال ، وأهلك الله كلَّ الكافرين والمشركين ، ونجَّى نوحًا - عليه السلام - والمؤمنين ؛ فشكروا الله على نجاتهم ، وصدر أمر الله - تعالى - بأن يتوقف المطر ، وأن تبتلع الأرض الماء : { وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدًا للقوم الظالمين } [ هود : 44 ] وابتلعت الأرض الماء ، وتوقفت السماء عن المطر ، ورست السفينة على جبلٍ يسَمَّى الجودى . ثم أمر الله نوحًا - عليه السلام - ومن معه من المؤمنين بالهبوط من السفينة ، قال تعالى : { يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم } [ هود : 48 ] وناشد نوح - عليه السلام - ربه في ولده ، وسأله عن غرقه استفسارًا واستخبارًا عن الأمر ، وقد وعده أن ينجيه وأهله ، فقال سبحانه : { إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح } [ هود : 46 ] وكان ابن نوح من الكافرين فلم يستحق رحمة الله ، فامتثل نوح لأمر الله ، وهبط من السفينة ومعه المؤمنون ، وأطلق سراح الحيوانات والطيور ، لتبدأ دورة جديدة من الحياة على الأرض ، وظل نوح يدعو المؤمنين ، ويعلمهم أحكام الدين ، ويكثر من طاعة الله من الذكر والصلاة الصيام إلى أن توفي ولقى ربه . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس