بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أن مزارع له حصان جميل وغالي الثمن واصيب هذا الحصن بالوهن والضعف لمرضٍ ما ، فكشف عليه البيطري وقال إذا لم يشفى خلال 4 أيام فموته أفضل من بقائه .
سمع الخروف بهذا الحديث الذي دار بين المزارع والبيطري .. فذهب للحصان مسرعاً وقال له : قـمّ يا هذا قـم وانهض قبل أن يقتلوك ويذبحوك .
الحصان لم يكترث كثيراً ليس مهتم بالأمر أو لديه بلاده في الفكر والتوجه حماسه ضعيف ليس لديه روح المبادرة والإقدام .
يأتي اليوم الثاني ويجهش الخروف بالبكاء على صديقه قم يا صديقي لا تحرق أعصابي فأنت تستطيع الوقوف . والحصان كل يوم يزداد بروده أعصابه .
حتى أتى اليوم الرابع ألح الخروف على صديقه واستحلفه بالله أن يقف ولا يقتل بسبب هذا الوهن البسيط ..
حتى وقف الحصان على قدميه و أتى المزارع لكي يشاهد الامر وبيده البندقية لقتل الحصان وعندما دخل الحظيرة وجد الحصان واقف على حوافره بجماله وشكله الرائع وصحته الجيدة .
فرح فرحاً شديداً وذهب إلى البيت وأتى بسكين ومسك الخروف وذبحه وعزم أصدقائه بهذه المناسبة السعيدة بمناسبة شفاء الحصان الغالي من المرض .
وذهب الخروف ضحية حرصه و إخلاصه مع صديقه ولسانه حاله يقول ياليتني ساكت احسن وجعل الحصان في إبليس وش دخلني .وياليتني تذكرت قول احمد شوقي
تقول قــــول عـــــارفٍ محقــقِ**** ملكتُ نفسي لو ملكتُ منطقي.
الذي أريد أن أوصله أن البعض المفروض لا يحرق نفسه من أجل الاخرين ويتعب للاخرين والضحية سوف يكون هو بصحته وبماله وجهده .فكم نحرق اعصابنا من أجل الاخرين ونهتم بهم أهتمام زائد وهم مثلهم مثل الحصان لا يبالون ولا يقدرون هذا التعب وقد تكون أنت سلم للرقي على ظهرك ، البعض يقول : نكسب أجر وهذا الهدف لله ونعم لا يوجد أدنى شك بأن الشخص كل عمله لله يؤجر عليه لكن عليه أن يعرف لمن يعطي تعبه وجهده، مثله مثل الصدقة فأنت عندما تعطيها من يستحق يكون الأجر أكبر و أنفع بعكس لو اعطيتها لمن لا يستحق يكون لك الأجر ولكن المعطى له لا يستحقها وليست له .
مع تقدير اخوكم القباني