انتهى الموسم الدراسي وبدأت العطلة السنوية حيث أزمة الفراغ التي تكاد تعصف بالأطفال والمراهقين والشبان كل عام والمشكلة أن الحياة في مدننا لا تحتوي على أية بدائل يمكن للطلبة من خلالها أن يعوضوا أوقات فراغهم الكبيرة التي تخلفها العطلة الدراسية السنوية مدننا هي مدن للكبار فقط فلا أندية تملأ فراغ الطلبة من الصغار والكبار ولا أماكن للترويح سوى الأماكن التقليدية كمدن الملاهي التي يقتصر وجودها على المدن الكبيرة دون غيرها من المدن الصغيرة .
حتى المكتبة العربية تكاد تكون المكتبة الأفقر بين مكتبات العالم في الكتب التي تعنى بالأطفال والناشئة من المراهقين الذين لا يكادون أن يجدوا في المكتبات ما يثير اهتمامهم أو يلبي احتياجاتهم .
إننا بكل أسف نهمل هذا الجزء المهم من المجتمع ولا نعطيه حقه المفروض علينا وهذا الحق يتمثل في تأديبه ورعايته والنهوض بمستوى وعيه والارتقاء بوجدانه وملء وقت فراغه .
مشكلة السهر هي واحدة من انعكاسات هذا الوضع العام الذي يتسم بالإهمال وعدم العناية فمع بداية كل عطلة دراسية يبدأ الأطفال وطلبة المدارس والجامعات بالسهر حتى أوقات متأخرة من الليل وربما حتى الفجر .. وشيئا فشيئا تتحول مدننا إلى مدن ليلية لا تكاد تعثر للحياة فيها على أثر أوقات النهار على العكس من ساعات الليل المتأخرة حيث تتدفق السيارات في الشوارع ويتفنن سائقو السيارات من الشبان في مخالفة أنظمة المرور وتكثر حوادث السير .
أما المطاعم فتمتلئ في ساعات الليل بروادها من الساهرين والساهرات وأمام شاشات التلفزيون يتسمر أكبر كم ممكن من المتابعين والمتابعات حيث تتنافس المحطات الفضائية والأرضية في تقديم أكثر برامجها شعبية في ساعات الليل المتأخرة حيث يتوفر العدد المطلوب من الزبائن الذين يواصلون الليل بالنهار .