الشاعر والوالد رشيد بن مساعد القباني ...
شاعر كبير وأشهر من ان يُعرف به
كتب هذه القصيدة التي تعتبر أحد الدرر الثمينة والنفيسة... في عالم الشعر ..
وتحتوي على تسعة وسبعين بيت في مجال الحكمة ..
أترككم معها :
يقول من هو في الكلام إستاد=وله البيوت العاصية تنقاد
يقودها قود العسيف الدارب=ويطرب لها لا سمعها القصاد
ويذودها ذود الضمايا الوارده=وتجيه من كل الفجوج أضماد
يازن ميلها عن حروفٍ تعيبها=ويخشى عليها كلمة النقاد
يصخر صعاب بيوتها وتلين له=كما يلين الصلب للحداد
حضّر لها فكره وهاضت قرايحه=والصدر حشرٍ والفؤاد حشاد
يا سامعٍ مني تقبل نصيحتي=هديتٍ لك من صريح فؤاد
تراك فيٍّ عن محله زايل=لابد ما يطوى عليك ألحاد
خمس الفرايض أدها وأركانها=ومجاهدك نفسك تراه جهاد
والوالدين أسرع لهم في ارضاهم=خلك لهم تقوم بإجتهاد
ترى حقوق الوالدين كثيرة=اخضع لهم باللطف والوداد
والدتك اللي شالتك تسعة أشهر=وعامين توك في المهاد غياد
وأبوك مشغول بدورة معوشتك =ياما تحمل من التعب ما كاد
يرجيك رجوى ناثر الحب في الخلا=ولا تجي له علة الأكباد
والضيف لامن جاك هل بقدومه=إستقبل الضيفان بإستعداد
ترى أول قرى الضيفان قولت مرحبا=وإسراع بالدلة على الوفّاد
من قبلنا قد قال فيها سويلم=عجل بها لو هي بدون قناد
ثاني قراهم هات من الضان حايل=وإختص كا سرت العامود عماد
فـ إلى تعشوا وأجبوا للسوالف=سولف عليهم لايجيك وناد
إحذر تروح بساعتك للحليه=لين إن ضيوفك يطلبون رقاد
والجار له حقٍ عليك وواجب=لابد ما يقفي رحيله شاد
إن كان من الرحال هذا مصيره=سيور بيته يقشعن الأوتاد
وإن كان ساكن دار بده مفارقك=أما غدرت وبدت ولا باد
إحذر على غرت حريمه تراقب=خلك عزيز النفس عنهن صاد
وتحمل لغيض إبن عمك وزلته=بينك وبينه لا يصير عناد
وإن قامت الشحنات بينك وبينه=حاول تدور للوقد إخماد
وإن شبت الفتنة وولع فتيله=يسلمك منه نازح الرياد
شبرٍ من البيداء يعوضك بربٍعته=مثله ترى فرقاه من الأعياد
وحاذور بنت اللاش لو هي جميلة=لوزينها مشهور زين إمهاد
يأتي ولدها عابت مثل أبوها=طير قليل الفود فيه إرداد
لاتاخذ إلا بنت قرمٍ مجرب=حرٍ إلى منه قنص به صاد
ياتي ولدها صيرمي قطامي=طير السعد يشفيك في الهداد
وعينتنا كل المشاكل بسيطة=والمشكلة لامن أخلفوا الأحفاد
الله يحمانا ويصلح ما عطى=ويسرنا بهداية الأولاد
ولا جاك طالب حاجة فإقضها له=عطه لزومه لا تقول لداد
عطه ولو إن مدته لك قليله=لاتعتذر وتماطله بأوعاد
وراعي الوفاء والطيب جازه بمثله=وأعلن بمعروفه على الأشهاد
من عاملك بالطيب بالطيب عامله=ولفعل الجميل إحذر تجي جحاد
وإلى من سمعت القول والقيل إتركه=ما ذكر طراد الحكايا ساد
خله لنذلٍ من مناه إلتقاطه=وعن إلتقاي الموجبه شراد
لا تبحث الجحران ما فات إدفنه=لا تصير نقمه لدكم طراد
ولا تشمت المخلوق لا صار مبلي=ترى البلاوي يدرفن إجداد
قل الله يعافيه ولا يبتلينا=وإسلك طريق الحق والرشاد
خوفٍ من اللي حادث ٍ له يصيبك=الله رقيب الخلق في المرصاد
وراعي النميمة لا تحطه جليسك=تراه نذلٍ ما عليه إجلاد
يجيك بالنمة وياخذ مثلها=ويثير ما بين الثنين أحقاد
هاذاك ودك ما يبقى جلوسه=وينفى من الديرة مع الأكراد
ومساك في دارٍ عن الهون مبتعد=أخير لو إن الفراش كداد
وممساك في دار المذلة مهانة=لو الحرير فراش لك ووساد
أخير من دار المذلة تشوم بك=ما فيك ياوافي الشبور قياد
أطلق خطى الرجلين وإشحذ خير=من دون بابه ما وقف حساد
وأوصيك لا تنصى اللئيم لحاجة=ترى الردي كنه سراب حماد
تنظر لميعه من بعيد ويغرك=وإلى قربته زاد عنك إبتعاد
مالايجود بحزة الضيق والقساء=ماله فخر وقت الرخاء لو جاد
الجود في الشدات عند اللوازم=لامن غشى وجه اللئيم سواد
الانذال مثل الرِّس ما ينورد له=وإلى ورد له ما سقى الورّاد
الأنذال مثل الليلة الخدرسية=واللي سرى فيها يشوف أنكاد
الأنذال صبخاً خاسرٍ من زرع بها=ولا من ورى الأرض الصباخ حصاد
والأنذال حيفة وقت ما ينرتع بها=ولا خبر فيها لرتوع مراد
الأنذال لبخصتهم ما تبيهم=الأخلاق شرسه والوجيه زهاد
الأنذال مالك من وراهم غنيمة=ولا لك مقرٍ عندهم وقعاد
هاذي خصال الخايبين أنهيتها=وببتدي في سيرة الأجواد
الأجواد عدٍ من ورد جاله إرتواء=ولو كثروا الوراد جمه زاد
والاجواد شجرة عنبر ما تملها=الريح طيب والضلال براد
والاجواد تعرف بالخصال الحميدة=ولهم بشامخة العلا مصعاد
الاجواد مثل النايفات الرفيعة=يرقى سنود من زبن الأطواد
الاجواد لا قاربتهم نلت خيرهم=للملتجين وللضعوف إسناد
الاجواد مثل الغيث ينور بالوطاء=لابعد الله ديرة الامجاد
من جالس الأجواد يكسب نثيلة=ومن جالس الأنذال ما إستفاد
الفرق ما بين الطرفين شاسع=وكلٍ على منهج طبوعه حاد
كلٍ على طبعه يواصل مسيرته=من عصر نوح وثمود وعاد
هذا وأنا صرحت ما في خاطري=ولاني وكيل آدم على الأفراد
الله خلق خلقه وفرق بينهم=ناسٍ شقيين وناس أسعاد
ترى السعيد اللي جمعها كلها=دينٍ ودنيا رابحٍ وكاد
وترى الشقي اللي جمعها كلها=ضعف الأمان وللردى معتاد
وصلوا على خير البرايا محمد=ماأنهل وبل وأرزم الرعاد
شفيع الأمة في نهار التلاقي=لاجاء نهار الحشر والميعاد
لاجوا عرايا شاخصاتٍ أبصارهم=يسعون من الأجداث كالجراد
أزكى صلاة عليه وعلى آله=وإعداد ماهز الغصون أنواد