قال أبو الطيب المتنبي واصفا الشجاعة وواصفا بعض التصرفات :
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ = فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ = كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
سَتَبكي شَجْوَها فَرَسي وَمُهري = صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ
قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها = كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ
وَفارَقنَ الصَياقِلَ مُخلَصاتٍ = وَأَيديها كَثيراتُ الكُلومِ
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ = وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني = وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً = وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ = عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ
أخوكم
ابن عبد الله