عند انتهاء موسم الصيف وابتداء الجو بالاعتدال وأثناء ترقب جحافل فصل الشتاء الثقيل تبدأ بعض الأمراض في الإنتشار
من نزلات البرد والرشح و الانفلونزا ويبدأ الناس في معالجتها
بزيارة الطبيب الذي غالباً ما يصرف بعض المضادات الحيوية
كنوع من العلاج لهذا المريض
وللوقوف عن كثب على هذه المضادات الحيوية نبدأ بتعريفها :
Antibiotic –مضاد حيوي
المضادّ الحيويّ أو الصّاد الحيوي هو مركّب أو دواء ينتج بواسطة الميكروبات عموما والفطريات خصوصا أو يصنّع كيميائيًّا، ويقتل البكتيريا أو يساهم في تقليص نموّها، وليس له أيّ تأثير على الفيروسات أو الفطريّات. المضاد الحيوى ينتمى إلى مجموعة مضادات الميكروبات
الموسوعة الحرة
تنقسم المضادات الحيوية إلى ثلاث طرق تبعاً لكيفية تأثيرها على البكتيريا :
أولاً: هناك مضادات حيوية تؤثر وتعيق عمل جدار الخلية البكتيرية وبالتالي ايقاف عملها ونموها ومثل ذلك البنسلين وسيكولوسيرين.
ثانياً: هناك مضادات حيوية توصف لاذابة غشاء الخلية البكتيرية مثل ذلك بولمكسين وكولستين.
ثالثاً: مضادات حيوية تتوقف وتعيق وتؤثر على تخليق وتكوين وتصنيع بروتين الخلية البكتيرية مثل كلورامفنيكول، نيوماليسين.
كيفية وشروط استخدامها:
1.يجب قبل البد في المعالجه عمل زراعه للجرثومه المسببه للمرض لمعرفة المضاد المؤثر لها
2. يجب استخدام المضاد الحيوي حتى الشفاء كاملاً وغالبا في الاصابات البسيطه من5ايام_7أيام حتى لايحدث عند المكروب مناعه من الدواء المستخدم
3. مراعات مدة تاثير الجرعه فالبعض يكون كل 6ساعات والبعض كل 8ساعات هذ بالنسبه للدواء الذي يوخذ عن طريق الفم وهي قصيرة المفعول.
إن عدم استخدام المضادات الحيوية بشكل جيد أو وصفها لأشخاص لا يحتاجونها أو مصابين بالتهاب فيروسي يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة لا قدر الله منها:
أولاً: إن تناول واستخدام المضادات الحيوية بدون وصفة طبية ودون تشخيص دقيق يؤدي إلى تكون فصائل جديدةمن الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية ان انتاج هذه الفصائل الجديدة والتي لا تقاوم إلا المضادات الحيوية بشكل جيد يؤدي إلى صعوبة العلاج في المستقبل والذين يصابون بهذه الفصائل والميكروبات الجديدة.
وبالتالي فإن هذه الطريقة أو الاستخدام غير الجيد يؤدي إلى انتشار ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية وبالتالي تظهر أمراض غريبة في المجتمع لذلك فإنه يجب العمل على الحد من استخدام المضادات الحيوية دون الحاجة ودون تشخيص سليم لذلك.
ثانياً: ان استخدام المريض لمضادات حيوية بشكل كبير أو بدون وصفة أو عدم استخدامه بشكل جيد يؤدي إلى الاصابة بأمراض ومضاعفات جانبية كثيرة قد يؤثر مثلاً على الفشل الكلوي، أو ارتفاع بعض مكونات الدم لا قدر الله مما يؤدي إلى ادخاله للمستشفى وقد يتعرض المريض كذلك للسميةمن هذا العلاج مما يؤدي إلى أخذ أو صرف مضادات حيوية جديدة كل هذه الأمور تؤثر على سلامة الشخص وقد تسبب إلى مضاعفات لا قدر الله.
ثالثاً: ان استخدام "المضادات الحيوية" يؤثر بشكل مباشر على اقتصاد كل من الفرد والمجتمع والمستشفى نفسه حيث يؤثر استخدام "المضادات الحيوية" غير الدقيقة أو غير المدروسة إلى زيادة التكاليف نتيجة لزيادة فترة العلاج وادخاله إلى المستشفى مما يؤثر على اقتصاد وميزانية لم تكن في الحسبان.
وقد أعجبني ماكتبه الأستاذ الدكتور : جابر بن سالم القحطاني استاذ العقاقير
عن المضادات الحيوية :
وإذا نظرنا إلى استخدام المضادات الحيوية في المملكة لوجدناه عشوائياً فالمريض عندما ينتابه أي مرض بسيط أو عدوى بكتيرية أو فيروسية يذهب مباشرة إلى أي صيدلية ويطلب من الصيدلي إعطاءه أقوى مضاد حيوي في الصيدلية وطبعاً يرحب الصيدلي بهذا الطلب ويعطي المريض مبتغاه. وهذا بالطبع ينطبق على الأدوية الأخرى التي لا تصرف في أي بلد من البلدان المتقدمة إلا بوصفة طبية. يوجد لدينا فوضى عارمة في استخدام المضادات الحيوية فالمريض يشتري المضاد الحيوي من الصيدلية دون وصفة ثم يستعمل جزءا من هذا المضاد وعند تحسن حالته يرمي بباقي هذا المضاد الذي سيكون في الحقيقة وبالاً عليه لأن البكتيريا في الجسم تكسب نفسها مناعة ضد هذا المضاد لاسيما إذا لم يكن هذا المضاد مخصصاً للبكتيريا الممرضة التي لدى المريض.
وكما قلت فإن الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية في السعودية مفقود فالمريض عندما يصاب بعدوى بكتيرية يذهب إلى الطبيب إن كان لديه شيء من الوعي ونذكر مثلاً على ذلك الإصابة بالتسمم الغذائي أو النزلة المعوية أو الالتهابات وخلاف ذلك التي قد تسببها إما بكتيريا أو فطر أو التسمم ببعض المواد الكيميائية أو بتناول المريض لبعض الأعشاب. ماذا يفعل أغلب الأطباء في مثل هذه الحالات هو صرف مضاد حيوي أو أكثر للمريض من دون معرفة نوع سبب المرض هل هو بكتيري أو غيره وغالباً لا يسأل الطبيب المريض فيما إذا هو يستعمل مضاداً حيوياً آخر قبل مجيئه للطبيب أم لا وإذا كانت المصابة امرأة حاملا لا يسألها الطبيب فيما إذا كانت حاملاً أم لا. ولا يوجه الطبيب المريض بالطريقة المثلى لاستخدام المضاد الحيوي المصروف له.
وفي نهاية حديثنا هذا فإن نشر الوعي باستخدام المضادات الحيوية مهم جداً
لاسيما وأننا نجد الكثير يصف المضاد لنفسه والبعض يصفه له صديقه
وكل هذا دون استشارة طبيب وهذا فيه ضرر على الإنسان كما أن المسئولية تقع
على بعض الصيادلة بأن لا يصرفوا أي مضاد دون وصفة طبية