شاعر نا سعد الضحيك شاعر من قبيلة مطير راوده البحر فرافق مجموعة من أهالي عنيزة متجهين للعمل في البحر وانضم إلى أحد أصحاب السفن الشراعية والعمل معه في موسم الغوص وكان سعد متحمس لهذا العمل لكنه بعد أن شاهد أحد الغواصين وقد قسمه الجروجور ( سمك القرش ) إلى نصفين تعكر صفوه وجلس متأملاً كيف يترك البر ويأتي إلى الموت الذي يشاهده بأم عينيه فرفع رأسه إلى السماء وشاهد بعض الطيور العابرة إلى الصحراء حرة طليقة فأنشد هذه الأبيات الهجينية
يا طير ماتردفن يا طير=أبي المراويح عن جنه
الموت والله بوسط الهير=وأبو المخابيط للجنه
يا مطير يامدورين الخير=يا حلو موت ٍ على السنه
ففكر وهمّ بالرجوع وعندما وصل إلى منطقة الجبيل البحرية حاول أن يعيد الكرة بعد إقناع نفسه بأن الأقدار بيد الله من موت أو حياة لكنه اقتنع أخيراً بأن هذا العمل والغوص لا يتناسب معه فأنشد
يا ناشد ٍ عني تراني تدكورت=وسط البحر يا مطير كني هبيلي
يضيع فكري بالمجاديف والشرت=وإن خايروا من عند خور الجبيلي
أنا ليا مني تذكرت وأفكرت=ليا جرّت المجداف ما تستويلي
وكان لسعد الضحيك أخ أكبر منه إسمه محمد وكان من المهرة في أعمال البحر والغوص فعندما وصل سعد الشقيق الأصغر لمحمد راغباً العمل بجانبه عارضه في البداية لأنه يدرك مخاطر البحر إلا أنه وافق أخيراً نزولاَ عند رغبة أخيه لكن سعد لم يرغب العمل وكره وضع الغواصين فقال معتذراً من أخيه محمد
يا تل قلبي يا محمد من أقصاه=يوم الشراع بفرمنه يرفعونه
لا طنّب النهام روعني غناه=مثلي طيور البر ما يفهمونه
وجدي على ربعي هل الكيف وجداه=اللي صحاصيح الفضاء ينزلونه
برهان يرعون العشاير بلا شاه=وحريبهم عن دارهم يزحمونه
عسى الحياء بديارهم ينتثر ماه=من رامه القصيا تحدر مزونه
يمطر على أم جريف والجرع يملاه=ويملي صفيه والجويات دونه
حيثه مرب ٍ للعشاير ومشهاه=وقروم ربعي دايم ٍ يدهلونه
يا زين دقلتهم مع العصر زيناه=متنحرين ٍ شيخهم ينشدونه
كل أبلج ٍ سو المنايا بيمناه=وكل ٍ على مشهاه تمشي ضعونه
وجدي عليهم وجد من تاهت ارياه=قليل مال ولابته يطلبونه
ماله غدوبه يا محمد دناياه=مصطور مار بكثرهم يضهدونه
بعد ذلك تذكر سعد الضحيك أهله وبعد المسافة بين الكويت وعنيزة وكان بجواره الشاعر جارالله بن مصيول من العبيات من بريه من أهل الكويت وكان مثله مشتاق إلى أهله فأخذ سعد يقص على رفيقه جارالله لكي يتسليا فلما انتهى من كلامه قال له جارالله أعد ما ذكرت لأني كنت كنت غارقاً بالهواجيس فخاطبه سعد وأنشد يقول
إن كان بك هاجوس فيّه هواجيس=لا شك أكنه ما تبيّن لغيري
شفي مع اللي يبعدون المناطيس=اللي يردون الكمي للمغيري
لا صاح صياح ٍ بروس الطعاميس=واختفت الجدعا وركب الأميري
تطامروا من فوق قب ٍ قرانيس=وردوا للدنات القنا والشقيري
ركبوا على اللي يفصمن المظاريس=حيل ٍ محاصرهن درازن حريري
ما أحلا تخافقهن حلول الغطاليس=ودقلة ضعاينهم وطرخ النشيري
يازين تصويخ العشاير معابيس=ليا سلهمن لعيالهن بالدريري
كم خايع ٍ داسوه خطر ٍ ولا نيس=داجوا ابغراته ودربه عسيري
والخيل بأطراف الرعايا مقاويس=غادن لهن وسط الرعايا نثيري
ما قط ركبوا بالشواعي خماميس=وأرزاقهم في كل دو ٍ تسيري
فما كان من خويه الشاعر جارالله بن مصيول إلا أن رد على سعد الضحيك وقال
إن كان تطري كاسبين النواميس=يا عنك ما فيهم لنا نو خيري
العام جيناهم ورحنا مفاليس=تبخلوا والله عليهم مخيري
إن طعتني عانق رجال الغواويس=في غبة ٍ خضراء وماها غزيري
ليا صرت فقري ٍ برأسك نعاطيس=اركب على اللي بالبحر يستديري
يوم ٍ تومي به هبوب النسانيس=غاد ٍ لصدره يوم يمشي عريري
سمّح ايداي ونكس الحبل تنكيس=عندك وقلبني على كل هيري
عساني ألقى مثل دانة طليميس=ليا شافها راع الحسد بي يحيري
تمرس قليب اللي يعاديك تمريس=وأنا ليا شفتك تبرّد ضميري
وليا لفينا من بحرنا ملابيس=نلفي لأبو جابر عزيز القصيري
وليا مليت الخرج نيرات والكيس=تصير من عرض الجماعة كبيري
ثم شيّد الربعة ودن المحاميس=تصير تجذيهن لجمر السعيري
ونجر ٍ يصوت للخلاوي ليا قيس=بردان جيعان ٍ وشره شريري
خل الغداء كبش ٍ عصوبة مفانيس=وإلا فكوك الريق من كل خيري
وإلا العشاء صوت لنقالة الفيس=خل الخروف وهات بنت البعيري
ماهي هروج الربربة والمراطيس=ما علمك مشي القرع والزبيري
وإلى أن يحين لنا الموعد مع قصة أخرى تقبلوا تحياتي
ودمتم برعاية رب العزة والجلال