تركي العبدالحي – سبق - متابعة :
في حلقة استثنائية على شاشة قناة دليل الفضائية التقى الإعلامي عبدالعزيز قاسم بالدكتور عوض القرني ورئيس تحرير الوطن جمال خاشقجي تحدثا فيها عن صناع الكوابيس ومن يكونون؟
وجاء سؤال الاستفتاء للحلقة عمن هم صناع الكوابيس وهل هم المتدينون أم التغريبيون أم أنه لا يوجد صناع كوابيس في مجتمعنا؟.
حيث طغى على الحلقة الهدوء والتنظيم بين المتحاورين, إلا أن لهيب الاتهامات بين الطرفين أوحى للجميع بشدة مسافة الهوة بينهما.
بداية تحدث جمال خاشقجي عن صناع الكوبيس قائلاً: إنه يقصد بصناع الكوابيس في مقالاته تيار حزبي ضيق ولا يقصد بهم الشرعيين وطلبة العلم، يصنعون الكوابيس لتبرير وجودهم، كما دعا خاشقجي إلى الخروج باتفاق لوقف صناعة الكوابيس في بلادنا وإلغاء ما أسماه نظرية المؤامرة وقال: "إن ورقة راند المتداولة كثيراً من قبل صناع الكوابيس ليست خطة وإنما هي ورقة من ضمن الاهتمام العالمي بالمملكة العربية السعودية".
وكان الدكتور عوض القرني رد على المقصود بصناعة الكوابيس قائلاً: "لا يخلو مجتمع ممن يعكر صفوه يثير التوترات فيه، والذين يتحدث عنهم خاشقجي هم الغلاة بينما هو يغض الطرف عن المبطلين". وقال القرني إنه يربأ بجمال أن يسطح القضية وإنه لا توجد مؤامرات دولية ضد السعودية, مستشهداً بدول تسقط وأنظمة تزال ثم يقال إنه لا توجد مؤامرات .
وأتى تعريف القرني لصناع الكوابيس بأنهم هم الذين يستهدفون كل من له صبغة دينية حتى لو كان من أعمدة الدولة وهم لا يستهدفونهم إلا بعد صدور الإشارات من الغرب. وأضاف: "لما تحدث بعض الصهاينة عن أن مناهجنا تخرج الإرهاب التقط الورقة صناع الكوابيس لدينا وأخذوا يهاجمون المناهج وكذلك القضاء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
واعترف خاشقجي ضمن حديثه بدور العلماء وتبيين الغلاة والمبطلين معاً, لكنه قال إن من يتهمهم القرني بأنهم ليبراليون وتغريبيون هم صناع التنمية في بلادنا وأن بعض رجال الدين صناع الكوابيس هم من يعطل العملية التنموية. وأضاف :" لو خرج برفيسور يهودي وقال إن المملكة لن يستقيم اقتصادها إلا بالاهتمام باقتصاد التنوع وتحدثنا عنه في الصحافة هل سيقال إننا استجبنا له؟ لو لم يكن هناك مشكلة في القضاء لما أمر ولي الأمر بسبعة مليارات, لو لم تناقش الصحافة مواضيع الهيئة لكره الناس الهيئة لأنها لن تصلح نفسها".
وقال خاشقجي في معرض رده إن صناع الكوابيس وبعض المتدينين لديهم مشروع سياسي طالباني وإنهم يرومون السلطة وطلابها ويرغبون بنفوذ أكثر في المجتمع, ليرد عليه القرني بالقول: "إن حركة طالبان حينما كان مرضياً عنها أمريكياً وكان إعلامنا يدافع عنها واليوم إذا تغير موقف أمريكا سيقول إعلامنا مع أمريكا إنها الحركة التي استوعبت الدولة". ورد القرني اتهام خاشقجي بحديث عن كون أغلب الليبراليين اليوم انقلابيون ضد الدولة سابقاً.
وطالب الشيخ القرني بعمل مسح ميداني على الأطباء والمهندسين والعلماء, مشيراً إلى أننا سنجد أغلبهم من المتدينين ومن يصفهم خاشقجي بصناع الكوابيس وأن من قام بإصلاح القضاء الشرعي هو المؤسسة الدينية السعودية، حيث إنها مدرسة تعيد تجديد نفسها.
وفي مداخلة للدكتورة أميرة كشغري تساءلت عن أهمية الوصاية الفكرية التي يمارسها صناع الكوابيس على الناس على حد تعبيرها وأن قضية الاختلاط أصبحت كابوساً يشغلنا في مجتمعنا.
ونفى جمال خاشقجي قدرة أمريكا على شق صفوفنا قائلاً: "ًأمريكا لا تستطيع أن تشق صفنا نحن أهل الحرمين؛ لأنه لدينا حصانة والرغبة في احتكار السلطة ليس انقلابياً دائماً وإنما قد يكون احتكارياً ولسان حال بعضهم: أنا أصنع الكابوس لكي أميزك وأقول إنك تغريبي وألغيك".
وانتقل القرني في معرض رده على خاشقجي للحديث عن صحيفة "الوطن" متهكماً: "لو انتهى التصنيف لأغلقت الوطن دكاكينها". ونقل القرني أقوال بعض كتاب صحيفة الوطن التي وصفها بأنها تشكيك بقواعد الدين وقطعياته وأن أحد كتاب الوطن كان يدعو بكل صراحة إلى التدخل الأجنبي في بلاد المسلمين وأن تأتي الحرية على متن البارجة الأمريكية والدبابة البريطانية، وقال القرني إن هذه مؤامرة للاستقواء بالغرب.
وفي مداخلة هاتفية للدكتورة نوال العيد قالت إن إلغاء فكرة المبالغة والمؤامرة أمر مرفوض لكيلا نقع ضحايا لها، والنصوص الشرعية تثبت ذلك، وإن فكرة تغيير المناهج والقضاء فكرة قديمة لم تكن نتيجة ضغط الصحافة، بل عملنا عليه منذ 12 سنة وكان شعارنا المنهج السلفي بشكل عصري.
ونفى خاشقجي بشدة وجود أي سعوديين مشاركين بأي مؤامرة واتهم بعض الدعاة بأنهم طبقة "غير منتجة" في المجتمع منهم من يدخل في تجارة العقار وبيع العسل وحبة البركة ويطرحون أطروحاتهم ليكون لهم صوت نتيجة عدم وجود إمكانات تنموية حقيقية لديهم, وأن كثيراً منهم من يقاوم إصلاح المناهج ومنهم من كان يقاوم سؤالاً في المرحلة المتوسطة: أذكر عدد المنظمات التي تحارب المسلمين؟ وأن هذا سؤال لا يضعه إلا أيمن الظواهري. وجاء رد القرني سريعاً: هل مجلس الأمن لا يحارب المسلمين؟ ليقول خاشقجي هذا مثال واضح إلى أن مجلس الأمن أصبح كابوساً.
ثم تساءل القرني: أليست إسرائيل نتاج مجلس الأمن، أليس الفيتو يصادر حق أمتنا في كل مكان ويحاصر شعوبنا متى ما أراد هل نمحو آية "ولن ترضى عنك اليهود والنصارى"، لكيلا نثبت أن ضدنا تكتلات واجبك يا أبا صلاح أن تنور الأمة حول مجلس الأمة وألا تدلس عليها.
وأتت نتيجة الاستقاء مرضية للشيخ عوض القرني, حيث علق عليها قائلاً: إنها تمثل المجتمع وهو أن 95 % من المصوتين يقولون إن صناع الكوابيس هم التغريبيون, بينما قال خاشقجي إنه كان يفضل الإجابة بأنه لا يوجد صناع كوابيس !