كان الغراب جالساً فوق شجرة، والانبساط بادٍ عليه، فمر به أرنب وسأله: ماذا تفعل يا غراب فوق الشجرة؟ فرد عليه الغراب: لا شيء، فقط أجلس وأتمتع بمشاهدة ما يدور حولي، وقد اكتشفتُ أن الكسل والاسترخاء هما قمة المتعة, فلم يقبل الأرنب ذلك المنطق، فأضاف الغراب: النشاط والعمل يعطيان نتائج مستقبلية أما الكسل فنتائجه وقتية آنية، هنا قرر الأرنب أن يستمتع بالكسل فتمدد ورقد تحت الشجرة فمر به ثعلب وأكله. والدرس المستخلص من هذه الحكاية هو أنه كي يتسنى لك الجلوس أو الرقاد دون فعل شيء لا بد أن تجلس في العلالي فوق.. ويفسر هذا كيف يتسنى لكبار الموظفين الاحتفاظ بوظائفهم ومزاياهم وهم لا يفعلون شيئاً بينما صغار الموظفين يذوقون الويل إذا تكاسلوا أو قصروا في أداء واجباتهم.
وكان أرنب آخر يتابع ما دار بين الغراب والأرنب المسكين، فقرر أن ينعم بالخمول والكسل دون أن يعرض حياته للخطر، ولكنه أدرك أن ذلك لن يكون ما لم يتمكن من الجلوس أعلى الشجرة بعيداً عن الثعالب، فتوجه إلى ثور في حقل قريب واستشاره في كيفية الطيران فقال له الثور: إذا أكلت من روثي فإنك تستطيع أن تطير وأن تجلس أعلى الشجرة فلم يتردد الأرنب وانهمك يأكل في فضلات الثور وبعد قليل جرب الطيران واكتشف أنه يستطيع أن يحلق لارتفاع مترين فواصل أكل الروث وأعاد المحاولة فطار لقرابة أربعة أمتار، وبعد أن أكل كل ما في الحظيرة من روث، وجد نفسه يطير إلى أعلى الشجرة ففرح لذلك وشعر بالرضا عن النفس وبالأمان ولكن صياداً رآه وأطلق عليه النار وصرعه. والدرس المستفاد هنا هو أن أكل (××××) من هم أقوى منك قد يوصلك إلى القمة ولكنه لا يضمن لك البقاء فيها.
وهناك ذلك الأرنب الذي كان منهمكاً في الكتابة فمر به ثعلب وسأله ماذا تكتب فرد الأرنب أنه يكتب دراسة عن كيف يأكل الأرنب الثعلب، فضحك الثعلب من ذلك، ولكن الأرنب قال له إذا كنت لا تصدقني أدخل معي إلى بيتي فتبعه الثعلب إلى الجحر وبعد قليل خرج الأرنب وهو ممسك برأس الثعلب، ثم واصل الكتابة فمر به ذئب فدار نفس الحوار بينهما وزعم الأرنب أنه يعد بحثاً عن كيف يأكل الأرنب الذئب، وبالطبع ضحك الذئب، ولكن الأرنب قال له: إن كنت تريد الدليل على صحة ما أقول فأدخل معي إلى بيتي، وهكذا دخلا وخرج الأرنب بعد قليل وهو يجر ر أس الذئب وراءه، وتكرر نفس الوضع مع الدب فدخل بيت الأرنب ليجد أسداً يجلس بداخله.. والعظة في هذه الحكاية هي أنه لا يهم أن يكون موضوع بحثك تافهاً أو غير منطقي طالما أنك مسنود، وطالما أن من بيده أدوات البطش راضٍ عنك.