لاهنت سعد المحاركة وأذكر في هذا الموضوع أنني سبق أن سمعت فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في إجابة له بيّن فيها أن السحر من أكبر المحرمات بل هو من الكفر إن كان الساحر يستعمل الأحوال الشيطانية على سحره أو يتوصل به إلى الشرك وقد قال الله تبارك وتعالى : ( وَاتَّبعُوا مَا تَتلُوا الشَّيَاطينُ عَلَى مُلكِ سُلَيمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النَّاسَ السِحرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحنُ فِتنَةُُ فَلاَ تَكفُر) {البقرة 102} . فهذا دليل على أن تعلم السحر كفر السحر المتلقى من الشياطين وعلى هذا فيجب الحذر منه والبعد عنه حتى لا يقع الإنسان في الكفر المخرج من الملة والعياذ بالله وقد قال رحمه الله أن حل السحر عن المسحور ينقسم إلى قسمين :
الأول : أن يكون بالأدعية والأدوية المباحة وبالقرآن فهذا جائز لا بأس به ومن أحسن ما يقرأ به على المسحور : ( قُل أَعُوذُ بِرَبِ الفَلقِ ) ( قُل أَعُوذُ بِرَبِ النَّاس ) فإنه ما تعوذ متعوذ بمثلهما .
أما الثاني : حل السحر بالسحر وهذا مختلف فيه سلفاً وخلفاً فمن العلماء من رخص فيه لما فيه لإزالة الشر عن المسحور ومنهم من منعه وقال : إنه لا يحل السحر إلا ساحر وهذا شرك لأن النبي ص سئل عن النشرة فقال : " هي من عمل الشيطان " وعمل الشيطان هو ما كان بالسحر أما ما كان بالقرآن أو بالأدعية المباحة أو بالأدوية المباحة فإن هذا لا بأس به ولا حرج فيه وعلى من ابتلى بهذا الأمر أن يصبر وأن يكثر من القراءة والأدوية والأدعية المباحة حتى يشفيه الله سبحانه وتعالى من ذلك وأما من يزاول السحر فإن كان سحره بواسطة الشياطين أولا يتوصل إليهم إلا بشرك فهذا شرك مخرج من الملة والتصديق بالسحر نوعان فالأول بأن يصدق بأثره أن له تأثيراً هذا لا بأس به لأن هذا هو الواقع والثاني أن يصدق به إقراراً أي مقراً له وراضياً به وهذا محرم ولا يجوز
كفانا الله وإياكم أخوي سعد المحاركة شرور خلقه وتقبل تحياتي