( رمح الجميلات في فرسهم)
السلا عليكم ورحمة الله وبركاته
نظراً لكثرة الأختلافات حول هذا المثل ولأن هذا المثل من التراث الذي ينبغي أن يعرف القراء الكرام من هو صاحبه ولكثرة المنتسبين إلى هذا الفارس ومنهم الغرره من الدواسر أردت أن ابين بالقصه والقصيد والدلائل والأماكن والمسميات والرموز التي تبين لكل مشكك أو منتسب أن موطنه رنيه .
صاحب المثل:هو فيصل الجميلي من قبيلة سبيع من بلدة رنيه
قالو:إن من يعرف اليوم بأسم(الصنادحه) الفخذ الموجود الان في عداد عشيرة (المراغين) من الزكور من سبيع الغلباء هم في الأصل من ذرية (الجميلي)وهناك اَخرون منهم أيضاً يدعون (السنادى)في الهدار من الأفلاج وفي الوادي ونواحيها وهم مرافقون هناك للدواسر ولكننا نعرفهم وهم يعرفوننا ونحن منهم وهم منا وأن كانت المنازل متباعد-فكلنا من سبيع .
وكان فيصل الجميلي وأخوه هجرس من أصحاب الأبل في الباديه بناحية الشمال من رنيه في الطرف الشمالي الغربي من عرق سبيع مما يلي الحمار . في أناس من قومهم وكانو يردون موردهم المعروف اليوم بأسم اللميسه(وهي بأر قديمه تقع في الحمار وهي من بني غي في الغرب ومن غرب جهة الشمال والحمار حزم ممتد فيه أبارق ويقع شمال عرق سبيع مما يلي جبل ظلم وطريق نجد إلى الحجاز قديم)وكان فيصل أكبر سناً من هجرس وكن متزوجاً من ابنة عمه . وله منها أولاد وكانو صغاراً . وذات يوم ورد فيصل وأخوه هجرسبأبلهما الماء . وبعد أن شربت الأبل وارتوت من الماء- أخذت ناحيه من المعطن, فذهب هجرس خارج الأبل لبعض شأنه وبقي فيصل بجانب البئر . فقال في نفسه : سأعمل عملاً أختبر به أخي هجرس لأعرف منه هل يحبني أم لا فنزع ثيابه ووضعها جانب البئر وقرب حجراً كبيراً فرماه في البئر ثم أختفى في مكان لايراه فيه أخوه . فلما عاد هجرس ولم يشاهد أخاه نادى فلم يجبه احد , فنظر إلى البئر فرأى ثياب أخيه , فأسرع بالنظر إلى قعر البئر فرأى الماء متحركاً مزبداً . وذلك من أثر رمية الحجر فيه فلم يشك بأن أخاه قد وقع في البئر .فرمى بنفسه وهو لايحسن السباحه فغرق فجاء فيصل مسرعاً لأنقاذه ولاكن بعد فوات الأوان .ثم عزم بعد وفاة أخيه أن لايعود لأهله وأولاده . فترك بلاده وذهب ناحية الشرق متخفياً ناحية الشرق بين العرب سائراًمعهم حتى أستقر به الأمر معحي من قبيلة تغلب وصار معهم أول أمره خادماً لأميرهم وهم لايعرفون من حاله شيئاً ولا يسالونه عن أمره . فقال: فيما اَل إليه من حال.
عودت عقب مرافق الهجن حشاش
وهجسي اني ابيع (التفق) لي بشومي
واجيب لزينات الخلاخيل بفراش
واثافي من عاليات الرجومي
ثم دارت الأيام:كانت حوادث الغزو والنهب شعار ذلك الزمان , فأغير على القوم الذين هو فيهم وهم غارون . فشارك الجميلي في صد الغاره فأضهر شجاعة وفروسيه نادرتين لفتا أنضار القوم إليه مما أكسبه احترامهم وتقديرهم له بعد ذلك .فقال أميرهم أطلب ماشأت , فطلب الزواج من ابنته (جهم) فحقق رغبته وبقي معهم وأنجبت له (جهم ) ثلاثة بنين .ثم إن بعض القوم أصبحوا يغارون منه فدس عليهم بعضهم حتى ضهر له أن بعض سفهائهم يقول : إن فيصل ليس له أصلاً (ضائع الأصل )فحز ذلك في نفسه فعزم على الرحيل إلى بلاده وقد بلغ من العمر أرذله وأصبح أبنائه رجالاً فأخبر زوجته بما عزم عليه من رحيل وخيرها في الذهاب معه أو اقاء فختارت البقاء - فقال يوصيها : ياجهم وان زاعنا عنك نيه
حاذور مفلول الرجال حذار
لاتاخذين غمر على شان ماله
يحطك جوفا الصايبات اغيار
ولا تاخذين عود قد أقفى شبابه
يموت وعياله عليك صغار
لا تاخذين الا رجل مجرب
رمحه نهار الكاينات أكسار
ثم قال أيضا يصف طريق العوده إلى بلاده :
أنا الجميلي والجميل فيصل
على دالهات كنهن جمال
لهن ظلال في الضحى طارداته
ومستتبعات في العصير ضلال
ياديرتي ياجاهلين أوصوفها
منها العروق النايفات شمال
ياما حلى وردة حنايا بفاطري
ليالج محال لها وعمال
عليها في وفي من الغضا
وعليها من في العرين ظلال
يجيها مال من الحمان حمان ضلفع
مال يتلوه قب كالسيال
ويجيها من يعومه مال وارد
مال أوى والله مال
ياديرتي فيها ثمانين عيلم
واثمانها الآلاف يوم تكال
وإليكم شرح القصيده ثم تكملة القصه :أولاً: العروق وهو عرق سبيع وليس هنالك مدينه العرق منها شمالً إلا مدينة رنيه .
ثانياً :كلمة (حنايا )في القصيده وهي بئر لقبيلة الصنادحه تقع على ضفة وادي رنيه مقابل نهاية جبل سلي شمالاً مما يلي مجرى الوادي .وللتأكد من القارئ أنضر ص 168 من الكنوز الشعبيه.
ثالثاً:الغضى من الأشجار الكبيره التي تكثر في وادي رنيه .
رابعاً:قب كالسيال : الخيل : والحمان :مجموعة جبال تقع في جنب رمال حنجران شمالاً وهي في رنيه .
خامساً:يعومه وهي جبال شمال مدينة رنيه على بعد 35 كيلو وعندها جرت عدت غزوات بين سبيع وقحطان ويام ويقول شاعر يام :ياحيفا ياغلمة في يعومه كلتهم الرمضا وذوب الفتايل
سادساً :عيلم : فيها غزير الماء وهي أبار زراعيه
سابعاً: الخليج : وهو جزء من وادي رنيه ينشعب وينحدر ناحية عرق سبيع .
التكمله :ثم رحل بأولاده وبأبله عن القوم وفارق جهماً وسار إلا بلاده ناحية رنيه .
ولما قرب منها وأصبح في طرف العرق فما يليها في الموضع المسمى ( الخليج ) قال لأولاده : أقيموا هنا وسأذهب وأعود أليكم . فركب جواده وسار يبحث عن أولاده الذين تركهم , حتى أهتدى إلى موضعهم . ولا كنهم لم يعرفوه .وقد ضنوا أنه قد مات , ولاكن أمهم تلحظه وتطيل النظر إليه , فقالت لهم : هذا أبوكم الجميلي . فلم يصدقوها . فقالت: إن فيه عاده إذا ناوله أحد الإناء وهو واقف خلفه لا يتناوله دون أن يلتفت . فجربوا ذلك فكان كما قالت , ولما تم التعارف قال لهم : لست لكم بأب مادام الأعداء يرعون دياركم منذ ثلاثة أيام وكان يعني أبناءه الذين أمهم جهم .
فسألوه عن هؤلاء الأعداء . فأشار إلا موضعهم فلما أصبحوا شنوا الغارة عليهم . أما هو تأخر قليلاً عنهم ثم لحق بهم وقد بدأت المعركه . وعن اللقاء أرسل احد المغيرين رمحه فأصاب فرساً لأحد أبناء جهم وثبت فيها الرمح . فصاح قائلاً(رمح الجميلات في فرسهم) فصارت مثلاً حتى الأن , حيث بقي أولاد جهم حتى توفي أبوهم فعاد اولاد جهم إلى موطن أخوالهم , واستقروا هناك وهم كما ذكرنا هم اليوم ناحية الأفلاج في الهدار ووادي الدواسر حيث بيننا وبينه تعارف وصلات .
نقل عن بعض مشائخ القبيله وعن المؤرخ -فهيد عبدالله تركي السبيعي , كما إنه نشر في مجلة العرب سنة 1405 شهر ذي القعده دار اليمامه للبحث والنشر وللمراسله :abofalh2008@windowslive.com
كما أود أن أوضح أن من سلالته الشيخ الفارس -بنيان ابن الوصيص ابن فلاج رحمه الله وسلالته منهم الأن فالح وفلاج وحزمي والوصيص وتوفي منهم مسلط وعون وعبدالله حيث أصبحوا عوائل كبيره اللآن .
يناشداً عنا ترانا مراغين صنادحه ياويل منهو غزانا
لاصاح صياح نطب الميادين كم شيخ قوم نطرده من حمانا
أديارنا رنيه وحنا السلاطين نرعابها غصب على من عصانا
عاداتنا بالطيب نثني الموازين يفرحبنا المظيوم لامن نخانا
نقدم الحايل ونذبح بعارين صنادحه يفرحبنا من نصانا