بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كنت في الثانية عشر من عمري وقع في يدي مجلة طبية صغيرة وداخل المجلة الطبية وقعت عيني على قصة اعتقد إنها واقعية ، وتحكي هذه القصة أن عائلة مكونة من اب وام وطفلين يانعين أعمارهما مابين التاسعة و الحادية عشر، خرجت الاسرة في نزهة نهاية الأسبوع، في أحد مرتفعات الثليج في الولايات المتحدة، وبعد عودة الأسرة من هذه الرحلة الممتعة بكل ما تعنية الكلمة بعد وصولها للبيت إذ احد الأبناء يصاب بارتفاع في درجة الحرارة وسخونة في الجسم وارتعاش ،أخذ الطفل إلى المستشفى وبعد الفحوصات ذكر الطبيب أن الطفل يعاني من مرض نقص المناعة صدمت الأسرة لهذا الخبر و ان الطفل ألان في مرحلة لا عودة استمر الوضع الصحي في تدهور كبير حتى القى الطفل جسده على فراش الموت وفي ليلة من الليالي و أمه أمامه تمسح دموع الحزن والآسي على طفلها ووجه الشاحب وعظامه المتهالكة وإذا نطق الطفل قائلاً يا أمي إني أشاهد نور في زاوية الغرفة، قالت الام أين يا بني إني لا أرآها ! رد الإبن بلى يـ امي إني أرآها قالت الأم : إذهب إليه يأبني إذهب إليه وقام الطفل من فراش الموت ذاهب إلى النور الذي يرآها ماداً يده باتجاه النور يريد أن يصل إليه،و قبيل وصوله إذا يسقط الطفل لافظاً أنفاسه الأخيرة وهو ذاهب لمصافحة النور.
انتهت القصة بانتهاء ذاكرتي لها وعندما قرأت في ذلك الوقت شعرت الحزن لهذا الطفل الصغير لأني في ذلك الوقت لا أعي ماذا يعني الكاتب او الناقل لها والسبب اننا في سن اننا ننظر بنوع من السطحية للقصة ولكل عمر أحكام ، ولكن بعدما تأتي في ذهني أتعلم منها أشياء كثيرة وإنها مهما كانت الدنيا سوداء ومؤلمة هناك جانب مشرق فيها و مهما كان هناك اشخاص سوداويين هناك اشخاص |أكثر اشراقاً واكثر نوراً، ومهما توالت الأحداث والمصائب إلا وتجد جانب مضئ فيها ، والشخص عندما تتكالب عليه الظروف لابد أن يرى بعين التفاؤل، ويعيش الحياة بملئ نورها.
ولكن اجمل ما اتى في ذهني أن العبد مهما كثرت ذنوبه ومهما توالت عليه المعاصي وضاقت به السبل هناك نور دائماً مشرق ودائماً لا ينظفي ابداً ويراه الجميع الا هو نور الرحمن ، نور رحمته و نور عظمته وعلينا تذكر
(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
هذا هو النور الحقيقي نور الرحمن
(( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ))
مع تقدير أخوكم
القباني