سلوى العضيدان : كتابي الأول (هكذا هزموا اليأس ) كنت بحاجة لأن أكتبه لنفسي قبل أن اكتب

- " الكتابة " حلما أتوسده كل ليلة منذ وعيت على الحياة .
- كل إنجاز قدمته أفخر به مهما كان بسيطاً .
- رسالتي لكل من يحضر دوراتي أن يعلموا .." أن لا مستحيل في الحياة "
- يجب أن تدرك وزارة التربية والتعليم جيداً عظم الأمانة الملقاة على كاهلها .
- مازالت أقساط الدراسة في المراكز الخاصة تثقل كاهل الأهل .
- وزارة الثقافة والإعلام حريصة على تسهيل إجراءات طباعة الكتب في مدة وجيزة .
- أرى أن "سقف الحرية " الذي يتمتع به المثقف السعودي ارتفع كثيرا عن السابق .
- تستهويني الكتابة لأولئك الذين يحتفلون بولادة النور داخلهم .
- تخطيت مرحله الأذى النفسي لكنها تركت خلفها كثيرا من الدروس المجانية .
- أقول للشيخ القرني ... ( كل ابن آدم خطاء ).!


عبير العتيبي - حور : قالت الكاتبة الدكتورة سلوى العضيدان صاحبة كتاب "هكذا هزموا اليأس" في حوارها مع "حور" أن كل إنجاز قدمته تفتخر به مهما كان بسيطا وأنها تشعر بالسعاده حين تجد حضورا من كبيرات السن للدورات او المحاضرات او الأمسيات واضافت الإنسان الحقيقي هو من يبحث عن العلم والفائدة لآخر لحظة في حياته .

وأنتقدت العضيدان أداء النظام التعليمي بقولها لا نريد مناهج لا تعترف الا بملكة الحفظ بينما الملكات الأخرى تغط في سبات عميق ، نريد مناهج تهتم بالفهم والاستنباط والتفكير بكافة مستوياته نريد مناهج تزرع الابداع في نفوس أجيالنا وتدفعهم نحو البحث العلمي والاختراع والابتكار أما عدا ذالك فجوجل كفيل بالأمر .

وأوضحت أن أقساط الدراسة في المراكز الخاصة مازالت تثقل كاهل الأهل وتمنت في الوقت نفسه ان ينتبه المسؤولين لصرخات اهالي أطفال التوحد قبل فوات الأوان . في إشارة إلى تقييمها لإهتمام المسئولين بتلك الفئه .. وتحدثت عن قضيه كتابها مع الشيخ القرني وعن التسامح وقولها دوما من يسيء لي يشمله عفو عام مباشرة فالحياة أقصر من أن أضيعها في محاسبة الآخرين فلكل رب يحاسبه .. فإلى تفاصيل الحوار :


أول اللقاء .. هل لنا أن نبحر في نبذة عن حياتك إن كان لنا ذلك؟
كنت مجرد طفلة صغيرة عشقت الكتابة حيث كنت دوما اكتبموضوعا وفي نهايته أكتب " الكاتبة سلوى العضيدان " كانت الكتابة حلما أتوسده كل ليلة منذ وعيت على الحياة وبدأت في محاولات الكتابة منذ كنت طالبة في المرحلة المتوسطة وكنت أبعث ما لدي إلى جريدة الجزيرة تحت إسم مستعار وهو ( هديل الغاط) نسبة إلى محافظتي الجميلة حينها كان خالي هو الناقد الأول لكتاباتي وهو من كان يشجعني ويوصل خطاباتي إلى البريد اما جمهوري الأول فكانت أمي أطال الله عمرها حيث كنت أقرأ عليها أي مقال أو خاطرة قبل أن أرسلها ... وأتفاءل خيرا بدعائها الصادق وما زلت أتصل بها قبل أي لقاء او دورة وأطلب منها ان تدعو لي بعد ذلك استمريت في الكتابة إلى أن تزوجت فإنقطعت وأكملت دراستي الثانوية وبعد ذلك أكملت تخصصي في مجال الدراسات الإسلامية وانشغلت بتربية أبنائي وبوظيفتي كمعلمة إلى أن عدت لعالم الكتابة من جديد. حلمي القادم ان أصل بكتاباتي للعالمية ليرى الآخرون أن لا تعارض بين التمسك بالدين والحجاب وبين تحقيق المرأة لذاتها وطموحاتها .أما حياتي العائلية فأنا زوجة لرجل فاضل وام لأربعة اطفال أحلم ان أراهم أعضاء صالحين في مجتمعهم الإسلامي وقد حققوا كل أحلامهم.


سلوى " الكاتبة .. والمؤلفة .. والمدربة .. والمستشارة " بصراحة من الذي شكل عالمك ؟ وبأي إنجاز تفتخرين ؟
من بعد توفيق الله تعالى كانت دعوات والدتي تحفني دوما وتبارك لي أولى خطواتي فكانت هي في مقدمة الأشخاص الذين شكلوا عالمي بعد ذلك خالي الحبيب "حمود " كان هو بمثابة جمهوري الأول حيث كنت في الرابعة عشر أكتب مقالاتي الاولى وقصصي القصيرة وأستنير برأيه في تقييمها ومن ثم كان يودعها البريد لتنشر في جريدة الجزيرة تحت اسم مستعارواستمر مشجعا وداعما لي ، ثم جاء زوجي والذي ساندني ودعمني ووقف بجانبي في أحلك الظروف فكان له الفضل الأكبر بعد الله في تحقيق جزء من أحلامي وطموحاتي لذلك أجد بأن هؤلاء الأشخاص الثلاثة كان لهم الفضل الكبير في رحلتي بالحياة .. !

كل إنجاز قدمته أفخر به مهما كان بسيطا وأسأل الرحمن القبول وأن يكون مؤثرا في نفوس الآخرين !
ولذلك أجدها فرصه لأهمس بأذن كل فتاة أن لا تستسلم أبدا ولاتدفن حلمها لأن أحدهم أخبرها بعدم جدواه عليها ان تكافح وتؤمن بقدراتها لأنها إن لم تؤمن بنفسها فلن يؤمن الآخرون بها... وأن تنظر دوما لما وراء الحلم الجميل من نتائج وإحساس بالإنجاز ورضا داخلي ..


حضرتِ اكثر من 50 دوره تدريبيه وايضاً قدمتِ الكثير من الدورات ؟ ماهو هدفك لحضورها ومارسالتك لتقديمها ؟
الإنسان بحاجة دوما إلى تطوير ذاته ومعرفة كل جديد ومفيد يسهم في إضافة فائدة إلى حياته أو قيمة حقيقية لذلك كثيرا ما أشعر بالسعاده حين أجد حضورا من كبيرات السن للدورات او المحاضرات او الأمسيات فالإنسان الحقيقي هو من يبحث عن العلم والفائدة لآخر لحظة في حياته !
ورسالتي في التدريب التي أود أن تصل لكل من يحضر دوراتي أن يعلموا أن الحياة تستحق أن نعيشها بالحب والأمل والعطاء والشكر لله وأن لا مستحيل في الحياة وأن كل الأحلام ستتحقق إن أحسنا الظن بالله ثم آمنا بأنفسنا وقدراتنا وأن كثيرا من الأزمات التي نعيشها والمشاكل هي من صنعنا نحن !


حصلتِ على لقب المعلمة المثالية ، وعقدتِ دورات تدريبية لـ معلمات التعليم العام وأيضاً لـ معلمات محو الأمية , وأشرفتِ على تقويم وإرشاد طالبات التربية العملية نرى أن للتعليم مكانة كبيرة لديك هل توافقينا الرأي ؟
نعم أوافقكم الرأي .


برأيك .. إلى أي مدى يحتاج نظامنا التعليمي إلى الإصلاح والتحديث والتطوير؟
قبل أن نفكر بأي إصلاح تعليمي أو تطوير للمناهج يجب أن تدرك وزارة التربية والتعليم جيدا عظم الأمانة الملقاة على كاهلها فهي تتعامل مع عقول أجيال هم أساس الأمة الإسلامية ومن هنا يجب أن تستشعر عظم المسؤولية فلا نريد مناهج لا تعترف الا بملكة الحفظ بينما الملكات الأخرى تغط في سبات عميق ، نريد مناهج تهتم بالفهم والاستنباط والتفكير بكافة مستوياته نريد مناهج تزرع الابداع في نفوس أجيالنا وتهتم بأصحاب المواهب والقدرات الخاصة مناهج تدفع أجيالنا نحو البحث العلمي والاختراع والابتكار ... أما أن ننظر لأجيالنا كأدوات تحصيل نستفرغ ما ألقوه في غياهب عقولهم من معلومات جامدة طوال العام فهذا ما لا نريده فجوجل كفيل بالأمر !!!


كونك أم لطفل توحدي .. ماتقييمك لإهتمام المسئولين بهذه الفئة ؟
ما زال الإهتمام دون المستوى المطلوب بكثير وما زالت أقساط الدراسة في المراكز الخاصة تثقل كاهل الأهل خاصة أنها تصل لثلاثين او أربعين ألف ريال سنويا فما بالك بمن عنده طفلين توحديين او أكثر ... أتمنى ان ينتبه المسؤولين لصرخات اهالي أطفال التوحد قبل فوات الأوان !!


دعينا نتطرق إلى التأليف .. برأيك ما هي المعوقات التي تقف في وجه إبداع مؤلفين الكتب ؟
من خلال تجربتي الشخصية لا أرى هناك أي معوقات بل بالعكس وزارة الثقافة والإعلام حريصة على تسهيل إجراءات طباعة الكتب والفسح الإعلامي لها في مدة وجيزة كما أنها بالفترة الأخيرة شرعت تشريعات جديدة تحمي الملكية الفكرية للمؤلفين وهذه نقطة طيبة تحسب لها .


بكل صراحة .. هل يعاني المثقف السعودي من قيود على حرية التعبير؟
بالعكس أنا أرى أن سقف الحرية الذي يتمتع به المثقف السعودي حاليا ارتفع كثيرا عن السابق ولعل سياسة الشفافية التي انتهجها والدنا "ابو متعب " حفظه الله كان لها دور كبير في ذلك !!


لمن تقرأ ولمن تكتب / فاضلتنا سلوى ؟
أقرأ في مختلف الفنون الأدبية ويستهويني الكاتب الذي أشعر بالصدق في حروفه وتصل روح كلماته إلى نفسي مباشرة ولذلك ليس هناك من كاتب محدد فأنا أستفيد مما أقرأ بغض النظر عمن كتبه !
أما بالنسبة للكتابه فتستهويني الكتابة لأولئك الذين يحتفلون بولادة النور داخلهم ولكل من ينتظر وميض ضوء في نهاية نفق ما !


حرصت على توزيع كتاب "هكذا هزموا اليآس" في المدارس والجامعات والسجون وبعض البنوك حدثينا عن هذا الكتاب ,وماذا يعني لكِ ؟
كتابي الأول (هكذا هزموا اليأس ) كنت بحاجة لأن أكتبه لنفس يقبل أن اكتبه للآخرين ..فقد كان أشبه بالوقود الذي ينسكب فيخزان السيارة ليجعلها تنطلق ولذلك عندما يسألني الكثيرون عن سر نجاحه فإني أقول لهم ربما لأني سكبت فيه شيئا من روحي من بعد إخلاص العمل فيه لله وحده حيث أنه كان يمثل تحديا كبيرا بالنسبة لي خاصة أني وقت تأليفه كنت اعيش ظروفا صعبة بسبب كفاحي من اجل طفلي " مشعل " وقد يستغرب البعض أن طفلي التوحدي الجميل كان هو ملهمي لتأليف كتاب هكذا هزموا اليأس !


يقال بأنك تعتزمين تأليف كتاب جديد حول حماية الحقوق الفكرية، كنتِ قد استلهمتِ فكرته من تجربتك الأخيرة في ملاحقة حقوقك الفكرية .. هل تبلورت تلك الفكره ؟
نعم تبلورت ولكن .. ألا من وقت يباع فأشتريه ؟!


صرحتِ سابقاً أثناء سير القضية بأنك جربتِ الأذى النفسي من التعليقات المنحطة والأوصاف الجارحة هل تخطيتِ تلك المرحلة ..؟ وهل من كلمه توجهينها لمن هاجمك ؟ وأيضا لمن وقف معك وناصرك في تلك القضية إبتداء من عائلتك ووصولا إلى محبيك وجمهورك ؟
نعم تخطيتها لكنها تركت خلفها كثيرا من الدروس المجانية التي تعلمت منها صدق مقولة الضربة التي لا تقتلك تقويك.
أقول لكل من هاجمني تجاوز الله عنكم رغم الأذى النفسي العميق الذي سببتموه لي وقتها .

أما من وقف معي فأقول لهم لولا رحمة رب العالمين ثم أنتم ودعمكم ومساندتكم لي لما استطعت أن أكمل مشوار المطالبة بالحق فقد كنتم مثل شخص يلقي بحبل نحو إنسان سقط في هوة وادي سحيق ويحثه على النهوض والتمسك بالحبل ليخرجمن القاع الذي حطم عظامه .. هكذا كنتم أحبتي وهكذا أحسست بكم حولي ومعي وداخلي تؤمنون بصدق قضيتي وعدالة ما أطالب به لقد وثقت بكم ووثقت بي وهذا كان أجمل ما في الأمر ....فأسأل الكريم المتفضل أن يجزيكم عني خير الجزاء ويجمعني بكم في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..


ماتعليقك على من يقول أنه كان هناك تعاون بينك وبين الشيخ القرني في الخفاء وعندما اختلفتوا اظهرتما الاختلاف وكان الأجدر أن يبقى الأمر سراً دون آثارة أو تجريح .!
سمعت هذا الكلام من قبل وما هو إلا إشاعات مفبركة فلا أخلاقي ولا ديني يسمح لي بالتلاعب بعواطف الناس وقلوبهم !


قلتِ بعد كسبك للقضية .. (الشيخ القرني يظل في نظري داعية كبير قدم الكثير لأمته ودينه، وكونه أخطأ ذلك لا يمنحني الحق ولا غيري بنسف أعماله ومؤلفاته وجهوده وكلنا خطائون , وأنكِ لا ترضين له الأذى كما لا ترضينه لنفسك).. إلى أي مدى انتِ متسامحه ؟ وماذا تقولين الآن لـ الشيخ عائض القرني ؟
قدوتي حبيبي أبا القاسم عليه الصلاة والسلام حين دخل مكة فاتحاً فوجد أعداءه يرتجفون بعد أن مكنه الرحمن منهم لكنه قال لهم ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) التسامح يعود بالراحة النفسية وهدوء البال على صاحبه.. فأنا لست بحاجة ان أسجن الآخرين وإساءاتهم لي في قلبي لأشعر بالحزن والألم مع كل نبضة من نبضاته لذلك دوما من يسيء لي يشمله عفو عام مباشرة فالحياة أقصر من أن أضيعها في محاسبة الآخرين فلكل رب يحاسبه .. !

أقول للشيخ القرني ... ( كل ابن آدم خطاء )


مابعد الحكم وإنتهاء القضية .. هل من كتاب تعكفين عليه أومشاريع أخرى،إضافة إلى ما يتعلق بحماية الحقوق الفكرية ؟
نعم هناك كتاب سينزل للمكتبات قريبا بعنوان ( حين تكبو ... انهض ) وهو جديد تماما في فكرته وأسلوبه وسيغير حياة الكثيرين بإذن الله تعالى وهذا ما أطمح إليه وأتمناه .


كونك تعملين مستشارة هل من نصائح تقدمينها لـ بناء أسرة ناجحة ؟
النصيحة التي أوجهها للزوجين أن يدركا جيدا ان الحياة الزوجية عبارة عن شركة بين اثنين قد يختلفان ويتشاجران ويتصالحان لكن الأهم في النهاية أن يعلما بأن أرباحها لن تظهر وأسهمها لن ترتفع ما لم يتسما بالحكمة والمرونة والصبر وإدارة الأزمات والإخفاقات بكل ثقة وإحتواء ... فعليهما أن يجيدا معا قيادة هذه الشركة نحو مرافيء التميز والنجاح والمودة والحب !


كيف لكِ بتنظيم وقت مابين ( الكتابة , عملك , رعاية اسرتك ) ؟
المسألة في المقام الأول تعتمد على تنظيم الوقت وعدم هدره فيما لا يفيد والتخطيط الجيد مع الاستغناء عن بعض الكماليات كمشاهدة التلفزيون و تلبية المناسبات الاجتماعية الغير ضرورية وغيرها وهناك حديث نبوي شريف على قائله أفضل صلاة وسلام يوضح لنا قدرة الإنسان على أداء كافة واجباته ( إن لربك عليك حقا، وإن لبدنك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه )


مساحة بيضاء .. أكتبي فيها ماشئتِ ؟
سعدت باستضافتكم لي وأقول لكل من يقرأ كلماتي لا شيء مستحيل في هذا العالم إذا أحسنت الظن بخالقك وآمنت بقدراتك فإبدأ من الآن فالأوان لم يفت بعد وتذكر ان الحياة لا تنتظر !

 

حوار جميل والاجمل مايضيع حق وراه مطالب