في محافظة توليدو في منطقة أوهايو

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الحياة مليئة بالمفارقات ، توافد طلاب بلاد الحرمين إلى بلاد العم سام ليقضوا منافع لهم وليتعلموا الطب والحساب وانطلق بعض فتياتنا إلى هناك بحجة العلم نور والجهل ظلام والأخر خرج ليبحث عن الحرية ،في أمريكا كثير من الأشياء الجميلة همم ورفع سمعة الدين والبلد وأكثر من الأشياء المحزنة لا يكاد ترى الحي الواحد إلا وذهب جزء من شبابه إلى هناك بلاد العم سام ضاقت من تصرفات بعض شبابنا فبعضنا أخذ يقول يا ليتني احصل على الجنسية الأمريكية والأخر يذكر لأبناء العم سام مساوئ أبناء مجتمعنا .. ونسى الأخ الطيب أن لبلده الفضل بعد الله أن جعلته يرحل إلى هناك مكفولا محفولا ومتابعاً من قبل الجهات المختصة وهكذا يقابل الإحسان عند بعض شبابنا ،، لدي الكثير من الزملاء هناك وخيل إلى أنني بإمكاني الذهاب إلى هناك أيام الخميس والجمعة وكأني ذاهب إلى الساحل الشرقي لبلادنا .
بعض شبابنا ما إن وصل إلى هناك حتى صدم ومن جراء هذه الصدمة انخلع منه عباءة الدين وعمامة العادات والتقاليد الإسلامية والعربية انبهر من حضارات الوجبات السريعة وبدأ يتقيد بالأنظمة وتقيد بسلسة يضعها على رقبته من اجل لا يهرب كأنه كلب اعز الله القارئين تقيد المذكور بالأنظمة والأدب مع الجنس الأخر ومع الأخر الذي كان يضايقه في بلاده و الأنظمة التي يتفنن في الاستهتار بها أما في بلاد العم سام فالأمر سام حقاً أي غلطة يكلفه تهمة قد يلقى عواقبها وخيمة وقد تصل إلى وسائل الإعلام ويتهم أبو الشباب بالإرهاب الأمر هناك لا تمشي في الواسطة ولا الشفاعة والوالد يعرف الشخصية المرموقة ، فأصبح يمشي في الأرض هوناً وإذا خاطبه الجاهلون قال كيف الحال أنا أحبكم .. وكأني أسمع زملائه يقولون أي أنت من زمان باليتك كنت في بلادك مثل ما أنت الآن .

في محافظة توليدو في منطقة أوهايو انسلخ احد شبابنا من جلده ولكن انسلاخه لم تخرج الدماء منه لأنه بلا دم ولا حياء والغريب انه سلخ نفسه بنفسه ولم مات داخلياً وبقى جسداً مومياء يتحرك في تلك المحافظة هذا الشاب يا إخوتي اشترك مع جمعية لفعل الخير ولعمل الخير ولمساعدة في الدعوة إلى الدين لماذا لا يعمل هنا في بلده لأن في بلده لا توجد لغة فأضطر للسفر إلى هناك واضطر للاشتراك في هذه الجمعية جمعية الغفران للتبشير بالدين النصراني نعم يا إخوتي هذا ما حدث بالفعل وعندما سئل لماذا ياعبد الله قال : محتاج للغة أنا أتعلم لغة فقط حجة أقبح من ذنب يحارب الله ورسوله من اجل تعلم لغة لقد تعجز الكلمات تعبير عن مظاهر السخط في نفوس من شاهد هذا الشاب ،، للأسف بعض شبابنا بنو على مبادئ هشة وعلى مبادئ خالية من القدوة الحسنة ومن العقيدة الإسلامية شبابنا بنو على ثقافة دقي يا مزيكا واطربي يا أمريكا ، ينظر هؤلاء لتعاليم الدين بأنها عادات قديمة وعادات متزمتة وكأن الانبطاح للغرب هو الموديل الجديد وكأن الغرب لا يوجد في إلا سلسلة وشراب وبنات الهوى لقد كشفت البعثات حال بعض شبابنا واتضحت هشاشتهم .. ولن تهزم هذه المناظر الكثير من شبابنا الطموح والذين ذهبوا لنشر دينهم بمعاملتهم الطبية مع الأخر وحسن تمسكم بعاداتهم النبيلة المجتمع الغربي ينظر باحتقار من يزدري بلده وينظرون بإجلال من يتمسك بعقيدته وعاداته لأنهم يعرفون أن صاحبهم ذو معدن أصيل وذهب لا يتأكسد وثمين لأنه جوهرة من الداخل ...


القباني