الحليب مع الزبادي والدجاج من أفضل الأغذية التي تقدم وقاية جيدة للعيون
الدراسات تؤكد: السبانخ خط الدفاع الأكثر فعالية ضد المياه البيضاء
د.جابر بن سالم القحطاني
مع التقدم في السن من الطبيعي أن يحدث للعيون بعض التغيرات البسيطة، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بالمياه البيضاء( البروتينات التي تتراكم داخل عدسة العين )، فان فقدان البصر قد يكون أكثر صعوبة. إن ارتداء نظارات شمسية وعدم التدخين قد يقللان من خطر المياه البيضاء. لكن هناك بالطبع إستراتيجية أفضل وهي تناول المزيد من الفواكه والخضروات كما ينصح الأستاذ الدكتور ألان تيلور مدير معمل التغذية وبحوث البصريات في جين ماير في مركز أبحاث هيئة الزراعة الأمريكية للتغذية البشرية والشيخوخة في جامعة تافتس في بوسطن. حيث تحتوي هذه الأغذية على أنواع من المركبات الوقائية يمكنها أن توقف تلف العيون قبل أن تنال المياه البيضاء الفرصة في التكون. ان العيون معرضة بشكل دائم لأي هجمات للجذور الحرة، وهي جزيئات أكسجين ضاره قد فقدت الكترونات وتقضي حياتها في الجسم باحثة عن تعويض. إنها تمسك بالالكترونات الزائدة أينما استطاعت ذلك، وتتلف الخلايا السليمة كلما تمكنت من صيدها. وإحدى الطرق لوقف هذا التلف أن يملأ الإنسان جسده بمضادات الأكسدة مثل البيتاكاروتين، وفيتامين ج وفيتامين ه، حيث أن كلاً من هذه المركبات يعوق تأثير الجذور الحرة، كما يقول دكتور تايلور. يعتبر السبانخ من الخضروات الورقية الخضراء الذي يعمل على تقوية العيون بشكل فعال. لقد أظهرت الدراسات أن السبانخ قد يكون واحداً من أفضل الدافعات ضد المياه البيضاء. وفي احدى الدراسات التي استمرت اثني عشر عاماً وأجريت على أكثر من 50.000من الممرضات ، وجد باحثو هارفارد أن السيدات اللاتي حصلن على أعلى نسبة من الجزرانيات وهي أصباغ النباتات الطبيعية مثل البيتاكاروتين في غذائهم كان احتمال إصابتهن بالمياه البيضاء أقل بنسبة 39% عن اللاتي تناولن كميات أقل. وعندما فحص الباحثون أغذية تحتوي على هذه الجزرانيات، وجدوا أن السبانخ كان هو الأكثر وقاية. لقد وجد أن السبانخ والكرنب والبروكلي والخضروات الأخرى ذات الأوراق الخضراء لا تحتوي على نسبة عالية من البيتاكاروتين فقط بل أنها تحتوي أيضاً على اثنين أخرين من الجزرانيات هما مركب ليوتين وزيكسانثين اللذان يتركزان في سوائل العيون. وهذا يعني أنك تحصل على أغلب الوقاية مباشرة حيث تكون في أمس الحاجة إليها على الرغم من أن المقدار اليومي من فيتامين ج هو 60ملجم إلا أن دكتور تايلور ينصح بزيادة هذه الكمية إلى 250ملجم لحماية العيون إلى الحد الأقصى، ومن السهل جداً أن تحصل على هذه الكمية الكبيرة من فيتامين ج في غذائك، حيث أن نصف فنجان من البروكلي يحتوي على30ملجم من فيتامين ج وكوباً كبيراً من عصير البرتقال الطازج يحتوي على 90ملجم من هذا الفيتامين. كما يمكن الحصول على الكثير من هذا الفيتامين من الليمون والفلفل الأحمر والأخضر والطماطم والبطيخ وكرنب بروكسل.
ويعتبر فيتامين ه (E) مضاد أكسده قوي آخر يقضي معظم حياته في عدسات العيون ففي احدى الدراسات التي أجريت على 15.000من الذكور وجد باحثو جامعة هارفارد أن الأشخاص الذين تحتوي عيونهم على نسبة كبيرة من فيتامين ه، يقل لديهم احتمال الإصابة بالمياه البيضاء عن هؤلاء ممن لديهم كميات أقل من هذا الفيتامين. لكن اتضح أن المشكلة الوحيدة في هذا الفيتامين هي صعوبة الحصول على الكمية الضرورية منه دون تناول المكملات الغذائية لأن هذا الفيتامين يوجد فقط في الأغذية عالية الدهون مثل الذرة وبذور القطن وزيت الفول السوداني. ولكن من الممكن الحصول عليه بدون الدهون وذلك بتناول المزيد من جنين القمح، ان ربع فنجان من جنين القمح يحتوي على أكثر من 7وحدات دولية من فيتامين ه أي 27% من المقدار اليومي أضف إلى ذلك أن اللوز والمنجه والحبوب الكاملة تعتبر جميعها مصادر جيدة لهذا الفيتامين . يعتبر الحليب مع الزبادي والدجاج من أفضل الأغذية التي تقدم وقاية جيدة للعيون على الإطلاق. حيث أن هذا النوع من الغذاء يحتوي على كميات كبيرة من مركب ريبوفلافين وهو فيتامين يوجد في الحليب والبيض وهو أحد مركبات فيتامين ب والمعروف عنه انه يقي من تكون المياه البيضاء. ولقد وجد الباحثون في إحدى الدراسات التي أجريت على أكثر من 1.000شخص في جامعة الولاية في نيويورك في ستوني بروك أن الأشخاص الذين يحصلون على الكثير من الريبوفلافين أقل احتمالاً لأن يصابوا بالمياه البيضاء عن هؤلاء ممن يتناولون كميات أقل. والسبب في ذلك هو مضادات الأكسدة، فيستخدم الجسم مركب الريبوفلافين في تصنيع الجلوتاثيون وهو مركب قوي يقاوم الجذور الحرة. وعندما لا تحصل على ما يكفي من الريبو فلافين تنخفض نسبة الجلوتاثيون مما يعطي الجذور الحرة الوقت لتدمير وإتلاف العيون. وقد وجد أن معدني النحاس والمنجنيز ، حيث يؤخذ النحاس بمعدل 3ملجم يومياً والمنجنيز بمعدل 10ملجم يومياً حيث يعملان على تأخير حدوث المياه البيضاء. كما وجد أن خلاصة بذور العنب مضاد قوي للأكسدة ويعتبر ل - لا يسين هام جداً لتكوين الكولاجين وضروري لإصلاح العدسات كما يبطل مفعول أو عمل الفيروسات التي تضر العدسات. ويجب عدم أخذ ل - لا يسين لأكثر من ستة أشهر متواصلة كل مرة. ولقد وجد أن مستخلص العنبة Blueberry يحتوي على البيوفلافونيدات التي تساعد في إزالة المواد الكيميائية السامة من شبكية العين .