تزوجت مويضي البرازية من أحد أقاربها فحجبها عن مجالسة الرجال وتظاهرت له بالطاعة الكاذبة فهي الشاعرة الفذة المحبة للمكارم فكيف لها أن تحبس لسانها في وجه من يتشوق لسماع أشعارها فبدأت تسارق نفسها وتلقي بأشعارها في مجلس أبناء عمومتها وجاء زوجها درواً (على غفلة) وسمع ما لا يرضيه فشتمها وأعابها بطول القامة فردت عليه في حينه مشبهةٍ نفسها على طوال الخيل:
طول الحجب ما عذربت كلّ قبّا =ويوم اللقا ما يركبه كلّ منزوع
بيتك جذبني جعل بيتك يهبّا =وعساه ما يبنى على العزّ مرفوع
وجعل الصغيرّ بيننا ما يربّا =أيضا ولا يلعب عل فرخ جربوع
وعلى إثر هذا الخلاف الطارئ تم طلاقها من ابن عمها وتزوجت شخصاً من علوى أحسست في بدايته بنشوة الحياة وحرية اللسان وطاب لها أن تفرّغ شحنة غضبها في هجاء لأبناء عمومتها برية.
وسمع حسين أبو شويربات في هجائها وأقسم على أن يقتلها فاشتد خوفها وندمها بعد زوال نشوة الهجاء. لكنها وجدت انفراجاً يذهب ويبدّد خوفها وذلك عندما أُصيب حسين أبو شويربات بكسر في رجله أثناء معركة العمار والمربع فأرسلت قائلة:
يا راكبٍ ملحاً تبوج اشهب اللال =أيضا ولا فوقه رديفٍ شحنها
ما فوقها إلا الخرج ودويرعن مال =وقريبة توّ المسوّي عدنها
أقطع لها من نايف السدر معدال =واستدنها بالنّايفة من شغنها
أوّل نهارك زميعي وذومال =وتالي نهارك طير الربخ عنها
ملفاك بيتٍ نايف كنّه الجال =بيت لرمل العجايز كهنها
تلقى ساعة تلفى العصر فنجال =وحايل ثمان سنين يندى صحنها
قل كيف رجلك يا حمى كلّ مشوال =إلى طار عن سرد السبايا يقنها
إلى جاء يومٍ مثل يوم ابن هذال =حرارها تشهر وتخمر عدنها
خيالكم يسوى ثمانين رجال =لو تجتمع علوى ولمّه غصنها
خيالكم يوم أشهب الملح ينجال =هاذي مصوبها وهاذي طعنها
لعل شرّك ينتشر بين الانذال =وأقول يا رب الملا عفّ عنها
يا ريف عجزٍ تشتكي رقّة الحال =وحبالهن ببطونهم حزمنها
إلى قام نجم سهيل يشعل بالاشعال =وحسّ الرّحا ما عاد يسمع طحنها
تذبح لهم من دقّة المال جلال =واللي يعيشون العرب في لبنها
وأمام هذه القصيدة الغرّا التي تبلغ من الحكمة والدهاء أشدهما عفا حسين أبو شويربات عن مويضي البرازية وأوضحت في البيت الأخير ما مدى ذبحه للحلال من كباره وصغاره، كما أوضحت أيضاً أنه ذبح الناقة وصغيرها في ليلةٍ جائعة وهذا ما يوضحه الشطر الأخير من البيت الأخير.
المرجع: قاموس البادية. شاهر الأصقه