كاتب القبيلة المعروف والإعلامي المميز والقدير الإستاذ مطلق العساف وفي عاموده الإسبوعي المعنون بـ (حرف آخر) المسطر بجريدة عكاظ
كتب يوم الأربعاء 23/11/1430هـ
الموافق 11 نوفمبر 2009م العدد 3069 مقال عن (الوعي موجود مفقود)
دعونا نستمتع بماكتبه أبوعساف
الوعي من أركان وأساسيات نمو الأمم وتقدمها وتطورها، وتنشأ هذه القيمة الحيوية إما مع نشأة الإنسان تبعا لبيئته المحيطة ومستوى تعليمه وثقافته وممارسته كسلوك جمعي واحد في مجتمع واحد، أو عن طريق اكتسابه وترسيخه من خلال استنباطه من تجارب الأمم والشعوب، واستخلاصه من خلال ممارسات إما فردية أو جمعية لمجتمع هنا وهناك.
ولا يمكن لأمة من الأمم أن تنهض ويشتد عودها ويعلو صوتها دون أن تعي دورها ابتداء، ومن ثم تعقد العزم على ممارسته وتطبيقه على أرض الواقع، وبعد ذلك تتشعب أهمية الوعي لتشمل كل مفصل من مفاصل الحياة.
وقد دأبت بعض الجهات ذات العلاقة المباشرة والاحتكاك الدائم مع الجمهور على الاضطلاع بمهمة نشر الوعي التخصصي من خلال برامج منظمة تهدف إلى إيصال الصوت التوعوي إلى أكبر شريحة من شرائح المجتمع، مستخدمة ما يقع تحت يدها وتصرفها من وسائل، أو من خلال التنسيق مع جهات إعلامية تملك الأداة الفعالة لإيصال الرسائل إلى الجمهور في قوالب شيقة ذات تأثير خاص.
ورغم أهمية الوعي التخصصي الذي يهتم بجوانب معينة كالوعي البيئي والصحي والأمني والوقائي إلا أن الوعي العام، في رأيي، يشكل المحور الأساس والشرط الأول للتعاطي مع أنواع وأشكال وأصناف الوعي الأخرى، فبدونه، أعني الوعي العام، لا يمكن أن يستوعب الفرد أي رسالة توعوية أيا كان مصدرها وهدفها.
الوعي العام مسؤولية اجتماعية وجمعية في آن معا، وعملية ترسيخه ونشره وتأصيله تبدأ من الأسرة مرورا بالمسجد والمدرسة وانتهاء بكافة مؤسسات المجتمع وخصوصا الإعلامية منها.
إن أي تقصير أو إهمال في هذا الجانب سينعكس سلبا على كل تفاصيل حياتنا، وسيعزلنا عن واقعنا وسنجد أنفسنا صبيحة يوم نسير في اتجاه، وعجلة التنمية المتوثبة تسير في اتجاه آخر، وسنجد أن ثمة خللا قد أصاب تركيبة بنائنا كمجتمع، وأن بونا شاسعا يفصل جانبنا الاعتباري المعنوي عن جوانبنا المادية المضيئة التي سيطالها الضرر نتيجة لذلك في نهاية الأمر .
الوعي ونشر التوعية وبثها وترسيخها مشروع وطني يجب أن نعمل جميعا على تنفيذه.