يحكى ان شاباً من شباب الجزيرة العربية يسكن جبال طي في شمال المملكة قبل اكثر من 45 عاماً كان هذا الشاب يبحث كما يبحث غيره عن أكل لقمة حسنة يسد به رمقه ورمق امه وأباه فكر هذا الشاب أين يجد في هذه الجزيرة القاحلة لقمة عيش.
فقال لوالده: يا أبتاه لقد بلغ مني الجوع مبلغه فإني ذاهب لا محالة إلى الكويت القريبة من هنا لقد اكتشفوا النفط، واريد ان تسمح لي بالذهاب لكي أعود إليكم محملا بالرزق الوفير
فقال له ابوه : أذهب يا فريح وتوكل على الله فالله خير حافظاً . وسمع فريح كلام أبيه وركب سيارة الأجرة مع عدد من طالبين الرزق والبحث عن لقمة العيش، ذهب فريح ووصل إلى هناك وانضم إلى فريق العمل والعمال لاستخراج الذهب الأسود، عمل فريح الشهر تلو الشهر ولم يكتب إلى والده كتاباً لانشغاله ليل نهار، فشاهده احد المغرضين وهو يدخن السيجار " التتن " لم ينصحه بل سكت وأضمرها في نفسه، وعندما وصل هذا المغرض إلى حائل ذهب مسرعاً إلى أبي فريح وقال له: يا أبا فريح ماذا دهى وابنك الصغير لقد سقط ابنك في التتن والعياذ بالله .
فقال الأب: التتن مرة وحد لا حول ولا قوة ألا بالله لقد ضاع ابني لقد ضاع سوف اكتب له كتاباً لعله يعود إليّ، ولكن هيهات لم يصل الكتاب إلى فريح واستمر فريح في عمله ومرت الأيام تلو الأيام وشاهد هذا المغرض فريح يأكل الفول فأضمرها في نفسه مرة أخرى وقال: لن اتركك يافريح أبدا سوف اخبر أباك بها ، وعندما وصل هذا المغرض إلى منزل ابي فريح قال له : يا أبا فريح لقد طغيت وعملت علماً لم يسبقه إليه أحد لقد شاهدت فريحاً يأكل الـفـــول نسأل الله السلامة . انصدم أبا فريح بهذا الخبر الذي وقع عليه كالصاعقة وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل ابني يأكل فولاً لن اسكت سوف اركباً سيارة او جملاً لإنقاذ ابني وركب والد فريح يقطع الفيافي حتى وصل إلى الكويت على مغرب الشمس، وصل إلى كوخ إبنه، ففرح الابن بأبيه
وقال: ياابتاه كم أسعدتني بمجيئك، ودموعه تنهمر من الفرح، وجهّز فريح العشاء لوالده وكان عبارة عن قرص من البر وصحن فول ،واكل الولد والوالد من هذا الصحن تعجب الأب من هذا الطعام اللذيذ وقال ياابني ماهذا؟ قال: يا ابتاه هذا يقال له الفول.
قال الاب : هذا هو الفـــــول !! قال نعم يا ابي قال : اذا كان هذا هو الفول هلّم إلي بالتتن يابني ولا تتأخر وويل لمن يسمع كلام المفترين .
اتمنى اني وفقت في الطرح
مع تقدير اخوكم القباني
العرض العادي
